الموت الرَّابض تحت الأرض يفتك بروح "فضل" ويشرِّد زوجته وطفله المعاق

المخا تهامة - Sunday 30 August 2020 الساعة 02:35 pm
الحديدة، نيوزيمن:

لا شيء تغيّر، سوى انتشار الموت في أرجاء المكان، وتزايُد أعداد الضحايا المدنيين؛ إذ إن أيادي الموت الحوثية المارقة المرتهنة لطهران، تواصل بلا هوادة حصد الأرواح دون توقُّف، ولم تتوان لحظة واحدة عن ارتكاب أفظع الجرائم وأبشعها بحق الإنسان والإنسانية في مختلف مناطق الساحل الغربي.

الشهيد فضل محمد سعيد، من أبناء قرية موشج بمديرية الخوخة جنوب محافظة الحديدة، أبٌ لطفل معاقٍ، فقد حياته إثر انفجار لغم أرضي في قرية موشج، قطّع جسده إلى أوصال في عام 2018م، لتبدأ على أنقاض تلك الحادثة الشنيعة، قصة معاناة مضنية تعيشها زوجته التي رُمِّلت في ريعان شبابها، وطفل معاق يُتِّم منذ نعومة أظافره. وعيناها تُشعان بحزن عميق وبصوت ممزوج بالحسرات.

تقول زوجة الشهيد فضل معلِّقة: خرج زوجي من المنزل على متن دراجته النارية التي يعمل عليها بنقل الركاب من مكان إلى آخر، لتأمين متطلبات الحياة الصعبة، وفجأة سمعنا صوت دويِّ انفجار في القرية، اهتزت من شدته الأرض تحت أقدامنا، ورأينا دخانًا كثيفًا في سماء القرية.

وبنبرة تكتسيها مرارة الوجع تُردِف الزوجة: راح زوجي ضحية ذلك الانفجار، ومنذ ذلك الحين ونحن بائسون وجائعون، لم يلتفت إلينا أحد بعين الشفقة، ولم يعد لدينا من يحنو علينا أو يقدم لنا كأس ماء وكسرة خبز.

وبمحض حيرة وقلة حيلة تساءلتْ: ابني طفل صغير معاق، لن يستطيع تحمل العبء الكبير الذي تركه أبوه بعد استشهاده، فمن الذي سيعيلنا الآن؟! 

الألغام التي زرعها الحوثيون في الأرض، نجحت في تشتيت حياة هذه الأسرة؛ إذ باتت تعاني مرارة العيش في كل لحظة وبصور مختلفة، وحِدّة وحيرة جوع وحرمان، وخوف وتشريد، وتعيش الآف الأسر المعاناة نفسها في شتى قُرى ومدن الساحل الغربي.

* نقلاً عن المركز الإعلامي للعمالقة