بين عصا الألم والأمل يتكئ سكان الساحل الغربي.. ألغام الحوثي تخطف عائلة "خبش"

المخا تهامة - Friday 11 September 2020 الساعة 09:54 am
الحديدة، نيوزيمن:

تستمر مأساة الشعب اليمني مع انتشار الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثي بمناطق الساحل الغربي وأودت بحياة المئات من اليمنيين وأحدثت تشوهات وبتراً لأطراف الآلاف من السكان.

وتعيش معظم الأسر في الساحل الغربي تحت نير الفقر والمجاعة، وهنا قصة مأساوية لجريمة حوثية بشعة طالت عائلة المواطن (داؤد خبش صغير) وهم من سكان منطقة خط الخمسين بمديرية الحالي، نزحوا إلى منطقة المسنى عقب تعرضهم لجرائم الحوثيين، كما يرويها رب الأُسرة.

ذات نهار وكعادتهم اليومية خرجت زوجته خميسة محمد علي، ومعها ابنتها خولة داؤد خبش البالغة من العمر 13 عامًا، وولدها داؤد بن داؤد خبش البالغ 12 عامًا، مُتّجهين صوب مزرعتهم البعيدة عن منزلهم للعمل فيها؛ إذ إنها مصدر رزقهم الوحيد التي يقتاتون منها.

وعند عودتهم إلى منزلهم يركبون عربة خشبية صغيرة يجُرّها حمار وتحمل عليها بعض متاعهم سلكوا طريقًا آخر يؤدّي إلى منزلهم غير الطريق الذي اعتادوا عبوره يوميًا، ولا يعلمون أن لغمًا أرضيًا زرعه الحوثيون في طريقهم بالقرب من منزلهم سينفجر بهم ويوقع فيهم قتلى وجرحى.

مرّت إطارات عربتهم الصغيرة وداست على اللغم الذي زرعه الحوثيون فوقع انفجار عنيف أودى بحياة الأُم خميسة محمد علي، وإصابة أولادها داؤد وخولة بجروح متفاوتة، ودمرت عربتهم.

يقول ربُّ الأسرة (داؤد خبش): إن انفجارًا كبيرًا حدث وسُمِع دَويُّه إلى مناطق بعيدة، بينما هو كان بعيدًا عن منزله ولم يكن يعلم أن الانفجار وقع بزوجته وأولاده إلا حينما أبلغه جيرانه ومواطنون آخرون بما حدث، وهُرع الجميع إلى مكان الانفجار فوجدوا الضحايا مرميين على الأرض ودماؤهم تنزف ورائحة البارود قد ملأت المكان واختلطت بغبار المنطقة، سارع الأهالي لإسعاف الأم وأولادها؛ محاولين إنقاذهم، ولكن الأم كانت قد فارقت الحياة تاركة وراءها أوجاع عائلة لن يمحوها الزمن.

وضاعف مأساة العائلة أنهم لم يتمكنوا من العودة إلى منزلهم مجددًا خوفًا من وجود ألغام حوثية أخرى في منطقتهم قد تقضي على حياتهم، مُرغمين على القبول بحياة التشرد والنزوح على العودة لمنزلهم.