رموز 26 سبتمبر في مرمى أحقاد الكهنوت الحوثي

تقارير - Saturday 12 September 2020 الساعة 11:51 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

من سنةٍ لأُخرى تحاول مليشيا الحوثي إزالة ومحو مجسّمات ومعالم ورموز الثورة اليمنية والجمهورية ضمن حملة ممنهجة تستهدف ضرب الهوية الوطنية اليمنية في الذاكرة الجمعية، والنيل من القيم النضالية الوطنية والمعاني السامية لمبادئ وأهداف الثورة اليمنية الخالدة (26 سبتمبر - 14 أكتوبر - 30 نوفمبر).

ومن ميدان السبعين، قلب العاصمة صنعاء، وذات الرّمزية التاريخية والدلالات الثورية العظيمة لهذا الحيّز الجغرافي، بدأت مليشيا الحوثي -الذراع الايرانية في اليمن- خطواتها بدس ما تزعم أنّها جثة القيادي في صفوفها صالح الصماط، الرئيس السابق لمجلسها السياسي، تحت مجسّم الجندي المجهول وأعمدة الأهداف الـ(6) لثورة 26 سبتمبر الخالدة.

قبل الانقلاب الحوثي في سبتمبر 2014م، كان ضريح الجندي المجهول في ميدان السبعين يستظل بأهداف الثورة اليمنية 26 سبتمبر، وبيارق الجمهورية اليمنية ترفرف خفاقة بمحيطه، لقد كان الجندي المجهول معلوماً بدماء الشهداء وتضحياتهم في سبيل الانعتاق والتّحرر من الاستبداد والظلام إلى رحاب الحرية والنور.

إهمال متعمّد لمقابر شهداء 26 سبتمبر

مقابر شهداء الثورة اليمنية 26 سبتمبر في صنعاء لم تكن بمنأى عن مخططات وعبث مليشيا الحوثي، ففيما تنشأ المقابر الجديدة في عموم المديريات لقتلى الحوثي، تتعرض مقابر الشهداء في صنعاء للإهمال والعبث المتعمد، فأسوار المقابر تتهدم وقبور الشهداء باتت مرتعاً للحيوانات الضالة.

ويعتقد خالد اليريمي -موظف حكومي- أن تراكم القمامة ومخلفات الطعام حول أسوار وجدران مقابر شهداء ثورة الـ26 من سبتمبر، وكذا جرف سيول الأمطار للأتربة إلى محيط المقابر وعدم رفع هذه الأتربة والمخلفات، وتهدّم أجزاء من اسوار المقابر، هي أعمال مقصودة تهدف بالاساس لضرب معنويات ومشاعر ابناء وأحفاد شهداء ثورة 26 سبتمبر.

وفي حديثه إلى (نيوزيمن) يرى اليريمي، أنّ الثورة اليمنية مستهدفة في أغلى رموزها وهم الشهداء الاحرار الذين قدموا ارواحهم رخيصة في سبيل تحقيق أهداف عظيمة، معتبراً إنشاء مليشيا الحوثي قبوراً ضخمة لبعض قتلاها، وتعمّد اهمالها لمقابر شهداء ثورة 26 سبتمبر، إنما يكشف عن أحقاد دفينة لدى الجماعة واهداف انتقامية ضد الشهداء.

توجّه لمحو أسماء قادة 26 سبتمبر

بالإضافة إلى ذلك، تسعى مليشيا الحوثي لنزع أسماء أبرز رموز وقادة الثورة اليمنية من واجهات الشوارع والساحات العامة والمنشآت الخدمية، فهذه مدرسة الشهيد "جمال جميل" مهدّدة بتغيير اسمها إلى "صالح الصماد" القيادي في المليشيا.

وخلال تفقّده الشهر الماضي للمدرسة، كشف القيادي في المليشيا يحيى الحوثي -المعين بمنصب وزير التربية والتعليم، إمكانية تحويلها لمدرسة "الرئيس الصماد" للمتفوقات.

وفي يوليو الماضي كشفت وثائق رسمية إقرار مليشيا الحوثي، إنشاء مدرسة بمسمى جديد بنفس مقر مدرسة الشهيد جمال جميل، واعتماد تسميتها بمدرسة "صالح الصماد" رئيس مجلسها السياسي السابق، والذي قتل العام 2018م بغارات للتحالف العربي بمحافظة الحديدة.

>> صنعاء في شهر الثورة.. ضجيج حوثي مستورَد للتشويش على سبتمبر اليمنيين

والشهيد جمال جميل، أحد رموز ثورة 1948م ضد الإمامة، وهو ضابط عراقي بارز عمل في صفوف حركة الأحرار اليمنية وساهم ببسالة في الدفاع عن صنعاء بعد فشل ثورة 48 ليقدم حياته ثمناً لموقفه، وحكم عليه الإمام أحمد بالإعدام ودفن في مقابر اليمن، وسُمّى مركز الشرطة المجاور لميدان التحرير باسمه، وكذلك المدرسة المجاورة تكريماً وتقديراً له وتخليداً لذكراه.

وكانت مليشيا الحوثي انزلت صورة تاريخية للشهيد العلفى من واجهة مستشفى العلفي بمدينة الحديدة (غرب اليمن) واستبدلت تسميته إلى مستشفى الساحل الغربي، وللشهيد الثائر محمد عبد الله العلفي رمزية وطنية وحضور تاريخي هام في الذاكرة المجتمعية كواحد من أبرز ثوار ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962م.

ومعروف تاريخيا وعلى المستوى الرسمي والشعبي ارتباط اسم المستشفى الحكومي بالشهيد الثائر محمد عبد الله العلفي، منذ أطلق العلفي النار على الإمام أحمد حميد الدين، أثناء زيارته للمستشفى عام 1961م، وبقي يقاوم حرس الإمام حتى استشهد في أروقة المستشفى..