محاجر الموت.. تحقيق استقصائي يكشف ابتزاز الحوثيين لموقوفي مراكز عزل كورونا

السياسية - Sunday 27 September 2020 الساعة 09:24 am
نيوزيمن، عدن:

كشف تحقيق استقصائي عن ابتزازات طائلة تعرض لها الموقوفون في المحاجر التي أقامها الحوثيون في منافذ المحافظات احترازا من فيروس كورونا، عوضا عن هروب عديد حالات من مراكز العزل للحكومة الشرعية بسبب الاهمال وعدم التنظيم.

ورصد التحقيق تردي الأوضاع في مراكز العزل الوبائي والمحاجر الصحية في المحافظات والمنافذ البرية، وعدم توفر وسائل الوقاية والاحتراز، حيث رصد 16 حالة هربت أو تم السماح لها بالمرور، من مراكز العزل الوبائي والمحاجر الصحية التابعة لمليشيات الحوثي وللحكومة المعترف بها دوليًا، بعدما دفعوا مبالغ مالية للحصول على تصاريح خروج أو تسهيل خروجهم من مراكز العزل أو المحاجر الصحية، من دون خضوعهم للفحوصات. 

وخرجت الحالات بعد الاتفاق مع أعضاء فرق الاستجابة أو الفرق الطبية أو العسكرية في مراكز العزل والمحاجر الصحية، أو عن طريق أشخاص لهم علاقات بعاملين داخل هذه المراكز والمحاجر، في مخالفة لقانون الصحة العامة رقم 4 لعام 2009 والذي ينص في المادة 11 منه على "عزل المصابين بالأمراض الوبائية وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم، وإخضاع المشتبه بإصابتهم للوقاية الصحية".

ويختلف الحجر الصحي عن مركز العزل الوبائي، بأن الأول يعتبر منشأة تقيد حركة الأشخاص الوافدين من مناطق تعرضت للوباء، ويشتبه بإصابتهم بمرض معد ولا تظهر عليهم أعراض الإصابة، فيما تقيد مراكز العزل الوبائي حركة الأشخاص المصابين بالعدوى، أو الحالات عالية الاشتباه، للمساعدة في الحد من انتشار الوباء.

ووثق التحقيق الذي انتجه الصحفي محمد الحسني لصالح شبكة أريج إصدار الحوثيين في صعدة لتصاريح دخول وخروج في المحاجر الصحية التي نصبت للعائدين من السعودية مقابل مبالغ مالية باهظة بالريال السعودي، وقد اعترفت وزارة الصحة الخاضعة للحوثيين بهروب حالات من المحاجر الصحية دون تحديد الأعداد بسبب غياب الإحصائيات. 

وحسب التحقيق، فقد ظهرت حالات الهروب بشكل متكرر في خمس محافظات هي حضرموت عبر منفذ الوديعة، وصعدة والبيضاء وريمة والجوف. وحالات هروب عرضية في أربع محافظات اخرى هي صنعاء وتعز وعدن وحجة. وكان بسبب الابتزاز المالي وقد وتراوحت المبالغ المدفوعة في عمليات الفرار بين 200 و 3000 ريال سعودي.

وشكت الحالات التي تم حجرها او عزلها من إهمال كبير في المحاجر ومراكز العزل وصل حد نومهم من دون غطاء ولا يتم إعطاؤهم الطعام الكافي، كما لم يجدن النساء أماكن مخصصة للنوم ودورات للمياه، وتحولت إلى بؤر لتفشي فيروس كورونا.

ووفق اللجنة الوطنية العليا للطوارئ في الحكومة الشرعية فإنها رصدت حالات هروب من مراكز العزل الوبائي والمحاجر الصحية، لكن فريقها ألزم الفارين بالحجر المنزلي.