قصة كفاح أبطال ثورة 14 أكتوبر.. لبوزة يؤكد: مسيرة نضال الجنوب في الشمال

المخا تهامة - Friday 16 October 2020 الساعة 10:30 am
الساحل الغربي، نيوزيمن:

لو لم تبزغ شرارة لبوزة من جبال ردفان في 1963م لما تنفست صباحات ثورة 14 أكتوبر قاهرة أكبر امبراطورية حينذاك، وقصة كفاح لبوزة مسيرة نضال انطلقت في الشمال، عندما شاركت بندقية الجنوب في دك حصون الإمامة في حجة وصنعاء وعادت لجبال لحج تنفض غبار الاستعمار.

 في العيد السابع والخمسين لثورة 14 أكتوبر يروي نجل شقيق مفجر الثورة العميد حسن لبوزة قائد اللواء السادس حراس جمهورية بالساحل الغربي أن النضال الثوري المسلح التي فجرها عمه راجح لبوزة ورفاقه ضد الاستعمار البريطاني، كانت مسيرة نضال بدأ في المحافظات الشمالية ضد الإمامة.

يؤكد لبوزة "ثورة أكتوبر كانت إمتدادًا لثورة 26 من سبتمبر"، في مؤشر لاستفادة المناضلين الجنوبيين من ثورة سبتمبر في تحرير الجنوب ودحر الاستعمار.  

وتفاصيل بدء المسيرة النضالية لعمه الثائر راجح لبوزة مشعل ثورة 14 أكتوبر، تكمن عند قيام ثورة 26 من سبتمبر واعلان إذاعة صنعاء وصوت العرب بيان الثورة، حمل الشيخ راجح لبوزة سلاحه ودعا ابناء ردفان بمختلف قبائلها، وقال لهم سنتوجه للدفاع عن سبتمبر.

عند تحركه أنذاك، كان برفقته سبعون مقاتلاً، ثم أصبح عددهم 700 مقاتل، قاتلوا في صنعاء وحجة وانتصروا للثورة اليمنية، ويتابع لبوزة قائلا "ثم عادوا إلى ردفان بمحافظة لحج لتفجير ثورة 14 أكتوبر". 

وأردف: عند عودتهم أنذاك علم الضابط السياسي البريطاني بأمرعودتهم فأرسل لهم رسالة مطالبا إياهم بتسليم أنفسهم وأسلحتهم والإلتزام بعدم عودتهم إلى شمال الوطن.

لكن الرد المزلزل جاء من فم الشيخ لبوزة بقوله الشهير: "نحن عدنا إلى أرضنا ولم نعد إلى أرضكم واذا تجاوزتم حدود الجبهة سنطلق عليكم النيران".. ووضع في الظرف المكتوب رصاصة واحدة، وهو ما أزعج الضابط السياسي ودفعه لحشد كل ما لديه من قوات عسكرية في قاعة الحبيلين وفي الملاح واستدعى الدعم والتعزيز من القاعدة البريطانية المتواجدة في عدن.

وأوضح العميد لبوزة بأن الجيش البريطاني تقدم الى منطقة المصراح في جبال ردفان حيث بدأت المعركة صبيحة يوم 14 أكتوبر الساعة السادسة صباحا وقت انطلاق الشرارة الاولى لثورة اكتوبر، واستمرت المعركة حامية ضروس لن تعرف البلاد مثيلا لها على الاطلاق حتى الساعة الواحدة مساءً جاءت قذيفة مدفعية إلى خلف الثائر الشيخ لبوزة وأصبته بشظاياها واستشهد حينها، حيث قاتل ورفاقه بالبندقية دبابات ومدرعات الجيش البريطاني. 

وتابع: "استمرت الثورة واستمر ابناء ردفان بالقتال ومن ضمنهم، نجل راجح غالب لبوزة ومحمد غالب وسعيد صالح وعلى عنتر وعلي شايع، الذين كانوا ثائرين على استعمار استمر لمدة 129 عاما بأسلحتهم الخفيفة وبعزيمتهم لمدة أربع سنوات نكلوا خلالها بالاستعمار البريطاني وأخرجوهم من عدن دون أي قيود أو شروط".

ويشيد بطولة عمه قائلا، أنه كان مثلا لكل المناضلين وهو شعلة ردفان، مستشهدا بقول الزعيم علي عبدالله صالح رحمة الله: "اذا سالت عن الجنوب فهي ردفان واذا سالت عن ردفان فهو لبوزة".

وأكد لبوزة فخره الكثير بآبائنا ونفتخر بكل المناضلين في شمال الوطن وجنوبه ونحن ابناء سبتمبر وأكتوبر وسنضل على هذا العهد وسنستمر نحن واولادنا على خطى أباءنا وتضحياتهم، كما هم الان اولادي يشاركوني النضال هنا في الساحل الغربي، وسنواجه الاستعمار الجديد الذي جاء من ايران لإعادتنا الى تلك العصور المظلمة. ويقسم متعهدا النضال"والله لن نعود ولو لحقنا بأبائنا..".

وأضاف: "نحن نقاتل هنا تحت قيادة حكيمة ممثلة بالعميد طارق محمد عبدالله صالح وفارسها ونقول للعدو نحن هنا في الجبلية هذا الفرس وهذا الميدان ونقول لهم لن تكونوا اقوى من بريطانيا او من الفرس.. نحن رجالها واهلها.. نحن اليمنون امنا بالاسلام قبل أن توجد ايران... اباءنا واجدادنا من همدان هم أهل الفتوحات الاسلامية.. واليوم لن يكون أحدا وصيا علينا.. دخلنا في دين محمد طواعية ونحن من أمة محمد فلا تزايدوا علينا بالدين..".