سعود.. يمنية لم تبقِ لها المليشيا من اسمها نصيب

المخا تهامة - Friday 20 November 2020 الساعة 10:00 am
الحديدة، نيوزيمن، منية عبدالله:

إلى الشمال من مدينة الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة تقيم السيدة سعود سالم (60 عاماً) أو "الجدة سعود" كما يناديها أهل القرية، وسط مزرعة نخل وارفة الظلال، حيث ثمة بيت متواضع ومأساة.

كانت سعود تعيش بأمان حتى قدمت المليشيا الحوثية إلى قريتها لتحفر في قلبها جرحين داميين، حيث سلبت منها فلذتي كبدها وجعتلها تتحمل مسؤولية إعالة أطفالهما الأيتام ورغم تقدمها في السن لم تجد بداً من العمل في مزرعة النخل التي تملكها بعد أن خسرت من يسندها ويعينها.

وبينما تنكب على العمل وتروي لـ"نيوزيمن" قصتها لا يتوقف سيل دموعها عن الجريان وفي تقاسيم وتغضنات وجهها تفاصيل قهر ووجع لا تخطئه عين. 

وتشير في حديثها إلى أن ولديها نبيل محمد منوبي (35 عاما) وحسين محمد منوبي (40 عاما) كان يعملان في المزرعة تارة وفي البحر تارة أخرى ويقومان بالانفاق على الأسرة، وما إن تم تحرير قريتهم (الكداح السفلى) من مليشيات الحوثي حتى بدأت الأخيرة بإمطار القرية بالقذائف من مواقع تمركزها شمال شرق القرية، وفي أحد الأيام كان نبيل ذاهباً إلى السوق لجلب حاجيات البيت على دراجته النارية لكنه ذهب ولم يعد إلا أشلاء مقطعة في كفن أبيض، إذ استهدفه الحوثيون بقذيفة هاون أودت بحياته على الفور، ليتكفل شقيقه الأكبر، حسين منوبي، بإعالة أطفاله الثلاثة ولكن ذلك لم يدم سوى 4 أشهر بعد وفاة نبيل حيث كان حسين عائداً من البحر بعد رحلة صيد مضنية لينفجر به زورقه في عرض البحر ويختفي أثره تماما مع رفاقه الصيادين بعد استهدافهم بصاروخ إحدى البوارج الحربية. 

وتضيف: رحل حسين عنا وترك لي سبعة أطفال، بالإضافة إلى أطفال نبيل الثلاثة وبعدهم بأشهر قتل زوج ابنتي بلغم حوثي على شاطئ البحر وكان هو آخر عون وسند لي لذلك اضطررت إلى العمل في المزرعة وهي آخر ما أملكه وأحافظ عليه لإطعام أحفادي.