مراجيح وفرق نحاسية وحلوى.. عدن تُحيي التسامح بزيارة "العيدروس"

السياسية - Saturday 28 November 2020 الساعة 08:59 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

عادت لمدينة عدن زيارة العيدروس السنوية، بعد انقطاع لسنين طويلة، وهي ذكرى وصول أبوبكر بن عبدالله العيدروس، إلى عدن قادماً من تريم، قبل (560) عاماً، ليستقر فيها ويبني مسجده الذي سمي باسمه، مخلفاً إرثاً علمياً وسلوكياً لا تزال ذكراه حتى اليوم.

تحمل هذه العودة دلالات انتصار روح التعايش في أقدم مدن التعدد العرقي والديني العربية في التاريخ الحديث والمعاصر، عدن.

شهدت "كريتر" أقدم مدن عدن العاصمة، توافد زوار العيدروس، الخميس والجمعة، في احتفالات أحيتها فرقة تريم بآلاتها الموسيقية المشهورة لتزف بيرق العيدروس على طول شارع العيدروس تقابله أهازيج الرجال إلى أن وصلوا المسجد التاريخي.

جامع العيدروس أو جامع أبو بكر العيدروس (890 هـ): يعدّ من أقدم وأبرز المساجد التاريخية والإسلامية في مدينة عدن. يقع في شارع العيدروس، وهو أحد المساجد الرئيسية في المدينة، سُمي باسم من أشرف على بنائه أبو بكر بن عبد الله العيدروس بعد وصوله عدن، وقبره موجود إلى الشمال من المسجد. ووردت صورة المسجد على بعض الطوابع البريدية لعدن قديماً.

أما الشيخ أبو بكر بن عبد الله العيدروس فقد عاش خلال الفترة 851 – 914هـ الموافق 1447 – 1508م.

ولد في مدينة تريم واستقر في مدينة عدن عام 889هـ بعد زيارته للبيت الحرام عام 888 هـ.

تلقى العلوم على يد والده الذي كان زعيم العلويين وحجتهم وإمامهم في عصره وعلى يد عمه علي بن أبي بكر السكران ابن الشيخ عبد الرحمن السقاف والشيخ سعد بن علي مدحج، حيث اعتنى هؤلاء الثلاثة بأولى مراحل تعليمه فانضم إلى حلقات الدراسة وجالس الشيوخ والعلماء من كبار السن بعد أن ظهر نبوغه مبكراً وسعة أفقه واطلاعه.

وحين وصل عدن كان في الـ37 من العمر، فخرج علماء عدن ووجهاؤها وعامة أهلها لاستقباله ودخل الجمع في موكب مهيب يوم 13 ربيع الثاني من عام 889هـ، وهي يوم المناسبة السنوية التي يحتفى بها، كعنوان يذكر بتوحد قلوب الناس ذكراً لله.

كسب العيدروس قلوب الناس في عدن بما حباه الله من علم ومعرفة وصلاح وإحسان ورحمة، الذي مارس القضاء وقدم عصارة فكره لطلابه ومريديه ووصلت سمعته إلى الحجاز والهند، فزارته وفود وقدم إليه طلاب علم، وزادت في حضرته دروس العلم وحلق الذكر.

في القدم كانت هناك طقوس معينة لهذه الزيارة، تجد الكثير من الباعة المتجولين منهم من يبيع الحلاوة والآخر يبيع النعنع وغيرها كما يوجد ألعاب المراجيح، بالإضافة إلى الكركوس والكثير من المراسيم الفرائحية التي يتذكرها الكثيرون، بالإضافة إلى أن الأهالي يزينون حاراتهم ومنازلهم احتفاءً بهذه المناسبة.

وفي ظهر الجمعة يتم توزيع وجبة الغداء على المواطنين "زربيان" في منزل منصب العيدروس، وهي وظيفة متوارثة تعد أقدم مظاهر التنظيم المدني في المنطقة كلها.

وفي العصر يذهب المنصب وحاشيته إلى المسجد لمراسيم الزيارة وتلبيس الكسوة وقراءة بعض التواشيح والأدعية.

صاحب الموسوعة الصورية الأثرية، حسين العمري، قال لـ"نيوزيمن" حول زيارة العيدروس: كنا نذهب زمان أيام الطفولة وأتذكر الفرق الموسيقية التي كانت تصاحب الكسوة كنا نستمتع بذلك، ويوجد ألبوم خاص بهذه الزيارات مليئ بالصور، وكذلك يوجد فيه فيلم عن زيارة العيدروس. وهنا الرابط:

http://alamree.net/alboum-aden_215.htm