ما الذي يعنيه طلب الحوثيين فرض "منطقة عسكرية عازلة" في الحديدة؟

السياسية - Monday 11 January 2021 الساعة 06:46 pm
الحديدة، نيوزيمن، عبدالولي مجيب:

مليشيات الحوثي التي عملت على تثبيت أهدافها في إفشال تنفيذ بنود اتفاق ستوكهولم تنتقل إلى خطوة تالية متقدمة نحو فرض واقع جديد من وراء نهجها القائم على التصعيد العسكري المتزايد في الحديدة.

خطوة فرض منطقة عسكرية عازلة، كما خرج هذا إلى العلن صراحة وعبر البعثة الأممية نفسها والتي تحولت مجرد ناقل لشروط المليشيات وأهدافها، تعتمد فرض أمر واقع ومتراكم، بالاستفادة أيضا من بعثة دعم اتفاق الحديدة التي تقف عاجزة تماما أمام مظاهر الانتهاكات اليومية والمجازر بحق المدنيين وتعبر عن قلقها تجاه تزايد الأعمال العدائية كما تسميها.

عمليا، ما الذي يعنيه أو يفترض أن يعنيه الذهاب إلى مناقشة اشتراط إجرائي كهذا؟ وما هي محاذير القبول بالنقاش أصلا في هذه النقطة والمنطقة شديدة الالتباس؟

ببساطة شديدة، أول ما يعطيه عنوان المنطقة العازلة هو تثبيت الحوثيين على كافة مواقعهم ومكاسبهم التي تراكمت؛ بفضل اتفاق ستوكهولم، وبالرغم أيضا من اتفاق استوكهولم، الذي يفترض أن يكون قد انتهى ومن وقت مبكر جدا بحلول يناير 2019م (...) من إخلاء المدينة والموانئ من تواجد المليشيات العسكري وأعاد الحياة والأوضاع في الحديدة إلى ما كانت عليه قبل سبتمبر 2014.

>> مليشيا الحوثي تمنع "أونمها" من الوصول لمواقع المجازر الأخيرة بالحديدة

لكن ليس هذا وحده المعنى، بل إن المنطقة العازلة سوف تثبت الواقع المجحف وتبني عليه خطوة تالية ومتقدمة تفرض على البعثة الأممية العمل تاليا كحارس لمكاسب المليشيات في وجه الطرف الآخر (القوات المشتركة) وإعادتها عن مواقعها إلى الخلف.

ينعدم الموقف من قبل الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار، إزاء هكذا تطورات خطيرة، كما غاب دائما من فصول وحلقات التصعيد ومجازر الحوثيين المتراكمة على مدار أشهر في كل قطاعات ومناطق الحديدة بما فيها داخل مدينة الحديدة في الحوك ومنظر وكيلو 16 وشارع الخمسين والمطار.

لكن أيضا فإن وضع القوات المشتركة يبدو بالتالي، تبعا أو تابعا لموقف الفريق الحكومي، معطلا وعديم الفاعلية طالما بقيت الأمور عهدة آلية سياسية (رسمية) ممثلة بفريق فني وتفاوضي مر عام كامل على تعطيل عمله ومشاركته وتوقفت الأمور عند تلك الخطوة، بينما تواصلت التحركات والمناورات والهجمات والعمليات العسكرية الحوثية في كل اتجاه وتثبت لها اختطاف الموانئ والمدينة، وصارت تطالب بمناطق آمنة وتكليف البعثة الأممية بحمايتها وتولي تأمين حدودها (..) السيادية.