من بلحاف إلى ردفان.. "هَبّات" الإخوان والقاعدة ضد الجنوب والتحالف

تقارير - Tuesday 06 April 2021 الساعة 05:59 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

في أقل من 24 ساعة شهدت محافظات جنوبية هجمات لافتة كان الرابط بينها استهداف قوى وخصوم الإخوان، وجاءت بعد أيام من تصعيد إعلامي ضدهم تَصدَّره وزير الداخلية السابق أحمد الميسري ولاقى تأييداً وحماساً من عناصر متطرفة.

حيث استهدفت الهجمات التي شهدتها محافظات شبوة وأبين ولحج قوات الانتقالي والإمارات، والذي كان لهما النصيب الأكبر من هجوم الميسري الأخير على شاشة الجزيرة الإخوانية وطالب فيه بـ"هَبّة" عسكرية من أبين ولحج تسقط عدن بيد "الشرعية".

دعوة أشاد فيها أحد قيادات القاعدة في اليمن وسوريا، صلاح باجبع، المعروف ب"أبو صفية" اليمني، الذي قال بانه أحد أنصار الميسري، وخاطبه بالقول: "محبيك ورجالك كثر على الأرض وينتظرون منك نقطة الصفر".

إشادة أعادت تسليط الضوء على الاتهامات بوجود علاقة قوية بين تحركات الإخوان في مناطق سيطرة "الشرعية" بالجنوب وعناصر تنظيم القاعدة، حيث يتقاسم الطرفان هذه السيطرة دون تسجيل حالة صدام واحدة بين الطرفين، كما يتقاسم الطرفان العداء الشديد لكل من الإمارات والانتقالي.

وباتت محافظتا أبين وشبوة أكبر مسرح للأحداث يعزز هذه العلاقة بتقاسم السيطرة والعداء المشترك، ففي الوقت الذي كانت فيه قذائف الهاون تتساقط على منشأة بلحاف الغازية والتي تتواجد فيها قوات الأمارات العاملة ضمن التحالف العربي، كان أحد قيادات القاعدة في أبين يهددها بإجبارها على الخروج منها بالقوة.

حيث نشر المدعو عادل الحسني بعد دقائق من استهداف المنشأة سؤالاً لمتابعيه على "تويتر" حول أفضل الخيارات لإجبار القوات الإماراتية على الخروج من المنشأة ومن بينها خيار استهدافها بالقوة.

ويعد الحسني، الذي بات أحد أهم أدوات الإخوان في الجنوب، أحد قيادات القاعدة الميدانيين في أبين، وسبق وأن ألقي القبض عليه خلال تطهير المحافظة من عناصر القاعدة عام 2016م، وافرج عنه لاحقاً.

وعقب سيطرة قوات الشرعية، الخاضعة لسيطرة الإخوان، على أجزاء واسعة من أبين عاود تنظيم القاعدة انتشاره في المحافظة، بحثاً عن عمليات انتقامية ضد قوات الحزام الأمني التي طردته منها قبل ثلاثة سنوات.

حيث اغتيل العشرات من عناصر الحزام في مناطق سيطرة الشرعية، وظلت نقاط الحزام المتبقية في هذه المناطق تحت هجمات عناصر القاعدة كان أشدها الهجوم الذي شهدته إحدى نقاط الحزام في مدينة أحور في الـ18 من الشهر الماضي وأسفر عن مقتل 8 من عناصرالنقطة.

ومثلت مدينة أحور عقدة حقيقية لقوات الإخوان التي فشلت في السيطرة عليها عام 2019م رغم سيطرتها على المديريات المجاورة لها في أبين، وتكسب أهمية استراتيجية لوقوعها على الطريق الساحلي وظلت تحت سيطرة قوات الحزام الأمني.

وفي اليوم التالي سقط أحد عناصر الحزام قتيلاً وأصيب آخرون في هجوم على نقطة تابعة للحزام من قبل عناصر القاعدة في مديرية الوضيع مسقط رأس الرئيس هادي، وعقب الهجومين أفادت مصادر إعلامية عن توجه لقيادة الحزام الأمني في أبين بسحب عناصرها ونقاطها المتواجدة في مناطق الشرعية.

وفي محاولة لاستثمار ذلك حاولت قوات الإخوان، صباح الاثنين، إعادة المحاولة والتقدم من مدينة شقرة إلى مدينة أحور بحملة عسكرية من قوات الأمن الخاص التي يقودها العميد محمد العوبان والأمن العام الذي يقوده العميد علي الذيب الكازمي.

لتصطدم هذه الحملة بأولى نقاط قوات الحزام الأمني في منطقة خبر المراقشة، ويسقط شقيق العوبان “صلاح العوبان” قتيلاً وخمسة من مرافقيه وتعود الحملة أدراجها إلى شقرة. 

وبالتزامن مع هذا الهجوم، كان مديرية الحبيلين "ردفان" في لحج تشهد تحركات ضمن مخطط إخواني لتفجير الوضع في المديرية، بحسب بيان صادر عن اللواء الخامس دعم وإسناد الذي يعد من أقوى ألوية الانتقالي وكان له دور حاسم في معارك أبين والتصدي لمليشيات الإخوان.

حيث كشف اللواء، في بيان له، عن مساع لمدير عام مديرية "الحبيلين" ردفان مشعل الداعري، والمكلف من المحافظ أحمد تركي لتفجير الوضع في المديرية بحشد مقاتلين بتوجيهات من الإخوان.

وقال اللواء الخامس، إن مسلحين تابعين للداعري قاموا بمهاجمة أحد الأطقم العسكرية التابعة للواء صباح الاثنين بالتزامن مع تفجير الوضع في أبين "المراقشة"، وقال بان ذلك يأتي تنفيذا لتوجيهات "علي محسن الأحمر وأحمد الميسري".

وجاءت هذه الحادثة بعد الكشف عن قيام الداعري بمحاولات لاستقطاب أفراد اللواء الخامس دعم وإسناد، من خلال وعدهم بتسجيلهم ضمن لواء باسم الشرعية مع تعهد بدفع رواتب مجزية وشهرية، لاستغلال انقطاع رواتبهم منذ 7 أشهر.

ويعد اللواء الخامس الذي يقوده العميد مختار النوبة من أقوى التشكيلات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي، كما تشكل قبائل ردفان أحد أهم معاقل الحراك الجنوبي، ما يصعب من إمكانية اختراقها سياسياً وعسكرياً من قبل الإخوان.

وتأتي محاولات الإخوان في ردفان رغم فشلهم في تحقيق ذلك مع قبائل الصبيحة خلال العامين الماضين ومحاولاتها اختراق مناطقها عبر زرع ما يسمى بـ"محور طورالباحة" الذي يقوده العميد الإخواني أبوبكر الجبولي.

هذا المحور أشار له الميسري في تصريحاته الأخيرة عن "هَبّة" إسقاط عدن بقوات الشرعية التي قال بأنها متواجدة في الصبيحة لحج ومن خلفها القوات المتواجدة في تعز، بالإضافة إلى قواتها في أبين ومأرب، في تلخيص لمخطط الإخوان وتحركاتهم خلال الفترة القادمة جنوباً نحو عدن وترك المعركة شمالاً مع الحوثي.