أيوب الصالحي.. 7 أعوام من الإخفاء القسري في سجون الإخوان في تعز

تقارير - Friday 21 October 2022 الساعة 07:39 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

سبعة أعوام مضت ولم تكتمل سنوات الغياب والإخفاء القسري في مدينة تعز المحررة بيد سلطة الدولة الشرعية، بل يواجه مصيراً مجهولاً، ولا إجابة لتساؤلات أسرته ورفاقه والسلطة الحاكمة لتعز، وبات الجميع يبحث عن إجابة لسؤال يتكرر دائماً، مع ذكرى تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني الذي ينتمي له المخفي قسراً أيوب.

أين أيوب الصالحي؟ 

تفاصيل الاختطاف 

تقول أسرة أيوب لنيوزيمن، إنه لم يتلق أي تهديد بالاختطاف من قبل، لكن في مساء الأحد 12 يونيو 2016م، والذي يصادف شهر رمضان المبارك، كان أيوب كعادته يقف بسيارته (دباب صغير يعيل به أسرته) أمام أحد المحلات التجارية بشارع التجار في انتظار أي زبون يطلب توصيله، حيث يتخذ من ذلك المكان موقفاً دائماً للعمل.

في ذلك اليوم ما بين الساعة الرابعة والخامسة مساءً (قبيل أذان المغرب بوقت قصير) قَدِم رجل مدني ومعه بعض الأشياء وطلب من أيوب إيصاله إلى شارع المغتربين، الواقع شمال مدينة تعز، وهو مكان يقع تحت سيطرة المقاومة. 

ترك أيوب أغراضه في بقالة العديني التي كان يقف أمامها، وأخبرهم بأنه سيقوم بإيصال الزبون إلى شارع المغتربين وسيعود للإفطار معهم. لكنه ذهب ولم يعد منذ تلك اللحظة.

بعد أكثر من شهر من اختفاء أيوب، وأثناء قيام أسرته بالبحث عنه صادفت شخصا معروفا لديها، ضابط في أحد الألوية العسكرية (تحتفظ أسرة أيوب بالكشف عن اسمه)، تقول أسرة أيوب عندما طرحت قضية ابنهم المختفي، أخبرهم هذا الضابط العسكري بأن اسم أيوب شاهر سيف فارع موجود في كشف مدرسة النهضة التي أصبحت تستخدم كسجن تابع للمقاومة (حزب الإصلاح)، وأعطاه الاسم الرباعي. 

تفاجأت أسرة أيوب كيف عرف هذا الضابط العسكري اسم أيوب رباعياً، رغم أن الأسرة أعطته اسم أيوب الثنائي مع اللقب وهو سرد لهم الاسم رباعيا دون الإشارة للقبه، وهذا يؤكد مدى صحة معلومة الضابط بوجود أيوب ضمن سجناء النهضة. 

وبعد نحو شهر ونصف من اختفاء أيوب وتحديداً في يوم الجمعة الموافق 29/ 7/ 2016م، قال شخصان شاهدا سيارة أيوب التي اختفى معها، في ساحة الحرية تتجول بها جماعة مسلحة، وكانت السيارة قادمة من اتجاه مدرسة النهضة "التي يتخذها أحد فصائل المقاومة الشعبية سجناً لها".

وعندما تحدث أحد أصدقاء أيوب مع أحد المسلحين الذين على متن السيارة تبين له من لهجة حديثه أنه من مديرية شرعب المخلاف. (ولم يتبين الجهة التي يتبعها هؤلاء المسلحون).

وبعد أيام تم مشاهدة سيارة أيوب بالقرب من معهد المعلمين في ورشة لإصلاح السيارات واتصل بآخرين وقدموا إلى المكان وشاهدوا السيارة. 

تم إبلاغ قيادة المقاومة الشعبية في تعز وكذلك إدارة الأمن في المحافظة بتواجد السيارة الخاصة بالمختطف أيوب الصالحي أمام إحدى الورش المجاورة لمعهد المعلمين أسفل ساحة الحرية، حيث قام القيادي في حزب الإصلاح، ومقرر مجلس تنسيق المقاومة المدعو "ض. ق" بإبلاغ المسئول الأمني الموجود في ساحة الحرية المدعو (ن. ك) بالتوجه إلى مكان تواجد الدباب، أمام الورشة، وبعد أن تم التعرف على السيارة بحضور أقارب أيوب وآخرين، أكد (ن. ك) المسؤول الأمني على المنطقة بأن السيارة (الدباب) أصبحت تحت الحراسة الأمنية ومسئولية أمن المنطقة التي تشمل ساحة الحرية.

فيما قام مدير أمن تعز السابق العقيد محمود المغبشي بتكليف مدير قسم شرطة "الشماسي" تلفونياً بالنزول إلى موقع تواجد السيارة (الدباب) فقدم مدير القسم إلى هناك وأكد لأقارب وأصدقاء المختطف أيوب الصالحي بأن السيارة (الدباب) أصبحت تحت الحراسة الأمنية ومسؤوليته، وطلب منهم بأن يغادروا المنطقة وهو سيتكفل بمهمة مراقبة اليسارة ومعرفة الأشخاص الذين تركوه هناك.

وفي يوم الأحد الموافق 31/ 6/ 2016م عاد الأشخاص المسلحون وأخذوا السيارة (الدباب) مرة أخرى من أمام الورشة، في ظل تواطؤ واضح من قبل رجال الأمن المكلفين بالحراسة وكذلك تواطؤ قيادة المقاومة.

وفي يوم الجمعة 5/ 8/ 2016م وصل بلاغ إلى أقارب وأصدقاء أيوب المهتمين بمتابعة القضية، من شخص يعرف أيوب ويعرف بقضية اختفائه لكونه يعمل سائق سيارة (دباب). 

وفي يوم 9/ 8/ 2016م أحد أقارب المختطف أيوب الصالحي ذهب إلى مدرسة النهضة (التي تستخدم كسجن) يسأل عن قريبه وجد هناك حراسة البوابة وسألهم عن قريبه السجين أيوب، طالباً منهم السماح له بزيارته، وذكر لهم اسمه الكامل. فردوا عليه: عليك أن تحضر أمراً من المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح حتى يتم السماح لك بالزيارة، وعندما حاول استدراجهم بالسؤال عن قريبه المختطف، قالوا له: "والله نحن ما عندنا علم، لأنه ممنوع علينا الاقتراب من الزنازين، ومكلفين فقط بحراسة البوابة".

وقبل ذلك بأسبوع ذهب أيضاً أحد أقارب المختطف أيوب الصالحي إلى مدرسة النهضة "المعتقل" وسأل الحراسة عن أيوب وقال بأنه وجد شخصا يدعى (ع. ب) قال له: "أيوب كان مسجونا عندنا وقد خرج اليوم وسيارته "الدباب" موجودة في ساحة الحرية".

تقول أسرة أيوب إن ابنهم المختطف أيوب تنقل بأكثر من سجن، وكان هناك تواصل مباشر وغير مباشر، لكنها تتحفظ عن أن تدلي بأي معلومات بهذا الشأن حفاظاً على حياة الشهود ومن سهل لهم هذا التواصل الذي أكدت أسرة أيوب بأنه انقطع تواصلها منذ عدة سنوات. 

في شهر أغسطس 2017م وسّطت أسرة أيوب شخصين قاما بالذهاب إلى منزل شيخ وداعية محسوب على حزب الإصلاح، أحد الشخصين كانت تربطه علاقة صداقة حميمية بهذا الشيخ الجليل، وطلبا من هذا الشيخ أن يتوسط لهم عند قيادات حزب الإصلاح بأن يطلقوا سراح أيوب الصالحي، المخفى قسراً منذ أكثر من عام.

ورد الشيخ عليها: "أنتم متأكدين بأنه مع حزب الإصلاح".

ردا عليه: نعم سبق وأن تم مشاهدة سيارة أيوب (دباب صغير) يتردد إلى مدرسة النهضة.

حينها طلب الشيخ من هذين الشخصين أن يسجلا له معلومات أولية عن أيوب. الاسم الكامل، ومتى تم اختطافه... الخ. وطلب الشيخ منهما بأن يصبرا عليه أسبوعاً وهو سوف يبحث عنه بطريقته.

وبعد أسبوع عاد صديقا أيوب إلى عند الشيخ، وقالا له: خيراً.. طمنا. 

قال لهما: خير، أيوب الصالحي موجود. لكن الجماعة (ولم يشر منهم الجماعة) أرسلوا لي رسالة مع ولدي. مضمون هذه الرسالة (قل لأبوك بانه فقيه حق مسجد وهذه أمور سياسية لا يدخل بها). 

وأضاف الشيخ: لا أستطيع أقول لكم هل هو في سجن النهضة أو نقلوه إلى مكان آخر.

وفي الأخير طلب الشيخ من هذين الشخصين بأن يعفياه من القيام بأي وساطة، خاصة بعد الرسالة التي وصلت له مع ابنه. 

وتفيد أسرة أيوب بأن لديها الكثير من الأدلة التي تؤكد بأن أيوب تنقل في أكثر من سجن، وسجون محسوبة على محور تعز وحزب الإصلاح.  

معاناة.. 

يعاني أطفال أيوب الصالحي الحرمان من دفء الأب المغيب منذ سبعة أعوام وفي بوابة الثامنة.  

يتمنى أطفاله زيارة خاطفة تسعد أرواحهم أو اتصالاً يسمعون صوته أو بشارة خير يعرفون مكانه. 

أصغر أطفاله تحاكي كل عام وكل شهر وكل أسبوع صوره المعلقة على جدران المنزل بعتاب لماذا يغيب عنها وعن فرحتها في الأعياد والمناسبات التى أضحت كميتم وعزاء.. لكن لا مجيب لندائها. 

وتضيف أسرة أيوب: إذا كان مذنباً أو ارتكب جريمة فعليهم تسليمه لسجن الدولة والمحكمة لينال جزاءه وتعرف الأسرة مصيره، والعدالة تأخذ مجراها.