تعليم فتيات الوازعية.. كفاح مستميت لمواجهة الجهل

المخا تهامة - Sunday 22 January 2023 الساعة 08:02 am
المخا، نيوزيمن، محيي الدين الصبيحي :

عقب تحرير مديرية الوازعية، جنوب غرب محافظة تعز، العام 2017، من سيطرة مليشيا الحوثي – ذراع إيران، وعودة النازحين إلى المديرية، لم يكن استئناف العملية التعليمية أمرا سهلا في ظل الدمار الذي خلفته الحرب وموجة النزوح الكبيرة وفقدان العديد من الكوادر التربوية. 

يقول علي محمد قاسم، مدير مدرسة الخنساء النموذجية للبنات في مركز المديرية لـ"نيوزيمن": إن المدرسة تعد الأكثر كثافة طلابية بين مدارس المديرية إذ تحتضن زهاء 800 فتاة يتلقين التعليم في كافة المراحل الأساسية والثانوية.

وأضاف: كان الخيار بين فتح المدرسة أو الاستمرار في إغلاقها في ظل نزوح بعض المعلمين حينها وتعذر عودتهم، واستشهاد البعض، وتسرب عدد آخر والتحاقهم بالعمل العسكري، أو بأشغال خاصة لتأمين لقمة العيش لأسرهم.  وبعد تشاور وتطوع 19 فتاة للتدريس في المدرسة تم تدشين العملية التعليمية رغم المخاطر المهددة، حينها. 

وذكر أن المتطوعات بعضهن يحملن شهادات جامعية وأخريات ثانوية ودخلن التدريس بشغف بأمل أن تتمكن إدارة المدرسة لاحقا في البحث عن أجور تعاقدية لتحقيق بعض الاستقرار وتشجيعهن على الاستمرار، حيث أغلبهن يعملن بشكل تطوعي فيما البعض يحصل على مبلغ مالي يتم اقتطاعه من بعض المنقطعين. 

وأشار إلى أن عدم التفاعل مع الفتيات المتطوعات حينها تسبب في احباط البعض منهن وانقطاعهن، ولم يتبق سوى 11 متطوعة يتم الدفع لهن من قبل أولياء الأمور بواقع 1000 ريال على كل طالبة كمكافأة لهن لدورهن في استقرار العملية التعليمية وتشجيعهن.

من جانبه يقول علي الظرافي مدير مكتب التربية والتعليم في الوازعية لـ"نيوزيمن": إن المديرية تعرضت لضرر كبير خلال فترة الحرب منها تدمير سبع مدارس بين جزئي وكلي، ناهيك عن فقدان 34 معلما خلال الحرب وإصابة 35 آخرين بمرض نفسي ومرض مستعصٍ، وهو ما تسبب في حدوث شلل كبير في العملية التعليمية في مدارس المديرية عقب العودة من النزوح. 

وأشار الظرافي أن المديرية تضم 32 مدرسة في عزل المديرية الاربع لكن 5 مدمرة جزئياً او كلياً خرج بعضها عن الاستفادة والتدريس فيها دون أن تكون بادرة حقيقية لترميمها رغم المناشدات التي أطلقناها وخطر ذلك على تجهيل الجيل. 

وتابع أن القوى الفعلية للقوى الوظيفية في مدارس المديرية 198 معلما ثابتا و12 معلمة بالإضافة إلى 29 معلمة ريف تم التعاقد معهن من قبل منظمة اليونيسيف و120 متطوعة و50 متطوعا من فئة الذكور. 

وأكد أن مكتب التربية عمل خلال الفترة الماضية جاهدا لتمكين المتطوعات، تقديرا لدورهن في استقرار العملية التعليمية وتشجيع الفتاة، حيث يبلغ عدد الدارسات في المديرية زهاء 6000 طالبة، وتكللت الجهود باستيعاب 20 متطوعة في خمس من المدارس من قبل منظمة أجيال بلا قات بأمل أن يتم رفع واستيعاب عدد السكان أكبر في الفترة القادمة.

في السياق، تقول نرجس المشولي، إحدى المعلمات المتطوعات لـ"نيوزيمن": إن تطوعهن كان لغرض إنقاذ الجيل من الجهل بسبب تسرب المعلمين نحو اعمال أخرى وتطوعن لرغبتهن في انقاذ الجيل وللحصول على تعاقد أو توظيف، وهو ما لم يتم طيلة الفترة السابقة، غير الوعود التي لم تحقق لنا ما كنا نتمناه. 

وطالبت السلطة المحلية ومكتب التربية بالعمل جاهدين للبحث عن عقود للمتطوعات لتشجيعهن ومكافأة لأدوارهن في خدمة التعليم في المديرية والحفاظ على ما تبقى منهن بعد أن توقف البعض بعد إصابتهن بالإحباط لعدم تلبية مناشدتهن بتمكينهن من التوظيف أو التعاقد لتحقيق نوع من الاستقرار لخدمة العملية التعليمية.