رصد بأبرز عمليات السطو.. مافيا النهب الحوثية تطارد اليمنيين إلى المقابر

تقارير - Friday 27 January 2023 الساعة 08:28 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

مثلما لم يسلم المواطنون اليمنيون الأحياء من سطوة مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، لم تسلم قبور الأموات من انتهاكاتها، فلا وازع يقيدها، ولا رادع يردع قياداتها ونافذيها ويشبع نهمهم ويسد شهية مطامعهم في الاستحواذ على أراضي مقابر الموتى رغم حرمتها وقدسيتها. 

كل شيء في مناطق سيطرة ذراع إيران أصبح مهدداً بالنهب ومعرضاً للسلب، وفي ظل استمرار حملاتها البربرية للسطو على أراضي الأحياء لم تنس قيادات مافيا الأراضي الحوثية الموتى من نصيبهم لتطالهم بشكل واسع خصوصاً مع الارتفاع الكبير والمتسارع الذي تشهده أسعار الأراضي.

وشرعت ذراع إيران في عمليات استباحة أراضي الأوقاف والمقابر العامة في المناطق الخاضعة لسيطرتها منذ اجتياحها صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وزادت حدة وتيرة عملياتها خلال السبع السنوات الماضية وتصدرت محافظة إب القائمة الأعلى نسبة تعرضت فيه المقابر لعمليات السطو والاستيلاء.

ومنذ بدء الحرب جرفت آلاف القبور، وعرضت للنبش، وظهرت بقايا الهياكل العظمية للموتى وتناثرت في المقابر العامة والموقوفة المعتدى عليها، في انتهاك صارخ لحرمة وقدسية القبور من قبل من يزعمون أنهم قيادة ينتسبون لما أسموها "المسيرة القرآنية".

شهدت محافظات إب وذمار والحديدة عمليات ممنهجة ومنظمة تقودها مليشيا ذراع إيران ومافيا نهب أراضي أملاك الوقف والمقابر بتواطؤ من قيادات المليشيا بمكاتب الأوقاف وتساهل من قيادة السلطة المحلية أسفرت عن نهب المئات من المقابر، والتي تم بيع العشرات منها لمستثمرين بملايين الريالات وتأجير أخريات، ولم يمنع ذلك قيادات الجماعة من البناء على أنقاض قبورها.

وتعرضت أكثر من 20 مقبرة في محافظة إب وحدها للاعتداء بالسطو والنهب والاستيلاءد رصد محرر (نيوزيمن) بعضها كالآتي: أسماء المقابر المنهوبة (ذي أسود، والمشراق، سوق الثلوث، الواسطة، منزل الشعبة، القريتين، الشعاب، معيد، جوبلة، شعب الجمل، جبل صالح، الخرابة، والخربة، أكمة الصعفاني، الضبوعة، الشعابي، جرن الجمال، وعلي بن عمر، السهلة، ومقبرة المقابر) في مديريات المشنة والظهار وجبلة والعدين ومناطق أخرى.

رصد الاعتداءات على المقابر:

الأحد 22 يناير الجاري، أقدم نافذان حوثيان يدعيان (فيصل محمد امير، وقائد عبدالله عبده) بالاعتداء على مقبرة يطلق عليها مسمى "مقبرة المقابر" في منطقة ممسى ذعتام بعزلة السارة مديرية العدين بهدف الاستيلاء عليها وشرعا ببناء استحداثات جديدة في المقبرة بحماية مسلحين دون ان تحرك السلطات المحلية ومكتب الأوقاف ساكنا.

وفي مطلع ديسمبر 2022، أقدم قيادي حوثي على السطو على مقبرة "السهلة" بمديرية حبيش محافظة إب، وقام بتحويل المقبرة إلى سوق شعبي (هنجر) لبيع القات والخضروات بغية فرض جبايات ورسوم على الباعة داخل السوق.

منتصف ديسمبر 2022، اعتدى نافذون موالون لمليشيا الحوثي على مقبرة "الشعابي" في الظهيرات بمزارع بيوت العدن مديرية ريف إب في ظل ممانعة مجتمعية للاعتداء على المقبرة، حيث حاول الأهالي منع المعتدين غير أنهم لم يستطيعوا نتيجة استقدام العشرات من المسلحين.

وفي أواخر ديسمبر 2022، استأنفت مليشيا الحوثي أعمال البناء والتشييد لمشروع استثماري كبير لمصلحة القيادي الحوثي مهدي المشاط في أكبر مقبرة "مقبرة العمودي" وسط مدينة ذمار بعد توقفها منذ مارس الماضي، حيث واصلت أعمال التأسيس والبناء في المقبرة في الجهة الشمالية وليس المكان السابق بهدف تشييد مشروع استثماري ضمن عقارات وأملاك مقتطعة بتواطؤ من مكتبي الأوقاف والأشغال.

وفي منتصف نوفمبر 2022، قام قيادي حوثي بمعية مسلحين من المليشيا بالاعتداء على ارض مقبرة "المحيصم" القديمة والأراضي المجاورة لها في مديرية الضحي بمحافظة الحديدة حيث استقدم جرافة وباشر تجريف الأراضي ونبش قبور الموتى وسحق عظامهم بغرض السطو على المقبرة القديمة.

ومطلع أغسطس 2022، أقدم نافذ حوثي على بيع مقبرة قرية "درويش" بمديرية المراوعة محافظة الحديدة لمالك فقاسة دواجن رغم اعتراض الأهالي.

وفي 8 أغسطس من العام ذاته، استولى نافذ حوثي يدعى "أحمد دهموس" على أراضي الوقف السبيل بينها مقبرة عامة لقرى (دير شرامة، العقاري، دير زبيلة، البحابحة) بمديرية المراوعة محافظة الحديدة وقام ببيعها والتصرف بها بدون وجه حق.

وفي 9 أكتوبر 2022، أقدم مسلحون تابعون للقيادي الحوثي مدير مستشفى الثورة عبد الغني غابشة على الاعتداء على مواطنين في مدينة إب إثر قيامهم بتسوير أرض مقبرة "الخرابة" لحمايتها من السطو وأطلقوا النار عليهم وهدموا السور الذي استحدثه الأهالي لمنع نهب أرض المقبرة، وهدف القيادي غابشة الذي يمتلك بجوار المقبرة أراضي شاسعة لضم المقبرة لأملاكه، كونها تقع على طريق عام لارتفع سعرها.

وفي 24 يوليو 2020، قام نافذ موالٍ لمليشيا الحوثي ببيع مقبرة عامة لأحد مشرفي المليشيا في قرية السليكية بمديرية بيت الفقيه جنوبي مدينة الحديدة.

وفي 4 مايو 2019، قام قيادي حوثي "أبو بدر" وبدعم نافذ يدعى "حسن أحمد ملهي" بالسطو على مقبرة وقبة "علي بن عمر" أكبر مقبرة في مديرية العدين بدعم من مكتب أوقاف المديرية، وشرعا بالبناء على أراض تابعة للمقبرة وهدم ضريح "علي بن عمر" الأثري، وتقع المقبرة في أحد مداخل مدينة العدين، وتمتد على مساحة واسعة من الأرض ابتداءً من مستشفى العدين حتى مدرسة الشهيد الزبيري.

ومطلع فبراير 2018، أقدم متنفذ حوثي على السطو على مقبرة "جبل صالح" بمنطقة قحزة غرب مدينة إب، والموقوفة من المرحوم "علي مقبل" مستغلاً علاقته بنافذين حوثيين من أبناء المحافظة وخارجها وسط رفض من أهالي المنطقة ازاء الاعتداء على المقبرة واطلاق الرصاص عليهم من قبل مسلحين حوثيين مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.

وفي 26 مارس 2018، قام مسلحون حوثيون بالسطو على مقبرة "الشعاب" مديرية المشنة شرق مدينة إب وسط رفض ومقاومة من الأهالي الذين تصدوا للمسلحين وأجبروهم على وقف الاستحداثات في المقبرة، وقام المسلحون الحوثيون عقب التصدي لهم باستخراج توجيهات من قيادات أمنية حوثية باختطاف المعترضين ومواصلة عملية السطو على المقبرة.

الأحد 7 يناير 2018، عاود مسلحون حوثيون محاولة السطو على أرضية مقبرة "الضبوعة" في شارع الثلاثين غرب مدينة إب بذريعة استقطاع جزء منها كروضة لقتلاهم، وتصدى الأهالي لعملية السطو.

وفي 28 أغسطس 2018، اعتدى نافذ حوثي يدعى "قحطان دغار العمري"، على مقبرة "جرن الجمال"، في منطقة المراعدة بـ"الدحثاث"، بمديرية جبلة، جنوب غرب إب، وشرع بتسوية المقبرة بهدف البناء عليها، قبل أن يواجه برفض شعبي وتصد لمحاولاته تلك، لكن النافذ هدد المواطنين بمواجهتهم بالسلاح والبناء بالقوة مدعياً ملكيته للأرض.

وفي 12 مايو 2018، حاول القيادي فارس الحباري ومليشيا الحوثي نهب وتسوير مقبرة "مجنة الاموات" بقرية الجاهلية مديرية همدان بصنعاء.

وفي منتصف أكتوبر 2017، سطا مسلحون حوثيون على مقبرة "منزل الراعية" جوار مؤسسة المسالخ بمديرية المشنة في مدينة إب، وشرعوا في البناء عليها، ولكن الأهالي حين شاهدوا قبوراً للموتى وبقايا هياكل عظمية في أماكن البناء، اعترضوا على عملية البناء وسط استقواء المسلحين بقوتي السلاح والنفوذ.

وفي 7 أغسطس 2017، قام قاض حوثي يدعى "أحمد الباكري"، بالسطو على مقبرة "معيد" بمنطقة الخربة بالقرب من المجمع الحكومي لمديرية الظهار مركز محافظة إب، وشرع بالحفر وبناء أساس لمنزله على جزء من المقبرة، رغم رفض وتمنع الأهالي الذين عملوا على عرقلة عملية السطو وإيقاف العمل المستحدث، ولكنه عاود البناء بقوة السلاح.

وفي منتصف مايو 2017، حاول متنفذ حوثي يُدعى "مروان صبرة" نهب أرضية مقبرة "أكمة الصعفاني" غرب مدينة إب، وسط احتجاجات واحتشاد العشرات من رجال ونساء وأطفال الحي في أرضية المقبرة، ومنعهم العاملين من الشروع في البناء، فيما أطلق مسلحون حوثيون تابعون للمتنفذ الرصاص على الأهالي لمحاولة تفريقهم بالقوة وهو الأمر الذي فشلوا فيه.

والأربعاء 8 فبراير 2017، شرع نافذون مسنودون من مليشيات الحوثي في مدينة إب، في البناء على أرضية مقبرة "الخربة"، في منطقة التي تحمل الاسم ذاته بشارع الثلاثين شمال غرب مدينة إب، وشرعوا في البناء عليها، رغم أنها وقف من واقفين كمقبرة، لكن نافذين صادروها بإشراف من قيادات حوثية، بعد أسبوع من قيام المسلحين الحوثيين بتسوية أرضية المقبرة وبيعها لمتنفذين بمبالغ قدرت بالملايين.

وفي 8 فبراير 2017م، باشر مستثمر حوثي الاعتداء والبناء على مقبرة "الغفران" وأجزاء من ساحة خليج "سرت" والشارع العام، قبل أن يوقف العمل في مشروعه المرخص من السلطة المحلية بعد ضغط إعلامي كبير.

وفي الشهر ذاته، اعتدى نافذ حوثي على مقبرة عامة في قرية بردان في عزله المكتب بمديرية جبلة، حيث شرع بالبناء عليها وبدعم وإسناد من عدل القرية، وسط تخاذل من السلطات المحلية ومكتب الأوقاف.

وفي 22 مايو 2017م، اعتدى نافذون تابعون لمليشيا الحوثي على مقبرة "النادرة" الواقعة على الطريق بين مدينة جبلة ومنطقة الوقش وشرعوا بالبناء عليها بحماية مسلحين واعتدوا على حرمتها وسط صمت وتواطؤ من قبل السلطات المحلية وأوقاف إب.

وفي 8 يوليو 2017م، قام نافذون محليون تابعون لمليشيا الحوثي بالاعتداء على مقبرة "جوبلة" الواقعة غرب مدينة إب، قبل أن يواجهوا بمقاومة وتصدي الأهالي لإيقاف الاعتداء.

وفي 27 أكتوبر 2017، اعتدى نافذون حوثيون باستخدام جرافة على مقبرة "شعب الجمل" بمنطقة السحول مديرية المخادر شمال مدينة إب، بحماية من مسلحين وأطقم تابعين لإدارة أمن المليشيا والبدء بالبناء عليها، وسط اعتراض من الأهالي، بعد اعتداء سابق.

وخلال عام 2017، قامت قيادات حوثية بالسطو على أجزاء من مقبرة ماجل الدمة في حي باب اليمن ومقبرة الصياح في شارع الدائري بصنعاء واستحدثت محال تجارية وقامت بتأجيرها لمستثمرين وجمع الأموال وتحصيلها لصالحها.

وبداية الانقلاب، أقدم قيادي حوثي يدعى يحيى المهدي وكيل محافظة صعدة بمعية العشرات من المسلحين على السطو على مقبرة حارة مخزان بمنطقة البقلات التابعة لمديرية سحار بمحافظة صعدة وبيعها بـ70 مليون ريال لجهة حكومية.