عُزيبة تعيد عبق صناعة "كراسي الحبال الحُديدية" في عدن

المخا تهامة - Thursday 01 June 2023 الساعة 09:29 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

تقاوم العديد من الحرف الحُديدية القديمة رياح الحرب والتقدم الحضاري، وترفض قطع جذورها الضاربة في القدم، لتقوم "عُزيبة" بمهمة إعادة عبق صناعة الكراسي من الحبال في العاصمة عدن.

عُزيبة يحيى عزيب أحمد، المولودة في محافظة الحديدة في عائلة بسيطة في قرية ريفية تقع في بيت الفقيه، تمارس الأعمال الخاصة بحياة الريف ومنها العمل بالحبال وسعف النخيل.

امتهنت عُزيبة الخياطة وصناعة الحرف اليدوية التي اشتهرت بها محافظة الحديدة منذ القدم.

تقول لـ"نيوزيمن": بعد انتقالي وأسرتي وأطفالي إلى عدن افتتحت مشروعي الخاص الذي بدأته من الصغر "صنع الكراسي من الحبال"، حيث كنا نحتاجه في معيشتنا في الريف.

بدأت عُزيبة عمل الكراسي من المنزل لمن يهوى هذه المصنوعات اليدوية أو يطلبها، وبعدها التحقت بدورة صناعة الكراسي في مركز الفنون والثقافة والموروث الشعبي لتتعلم المزيد عنها وأصبحت متمكنة أكثر بشكل لافت بإضافة لمسات حضارية لهذا الموروث.

أحد أهم أهداف المشروع الرئيسية هي إرادة عُزيبة لتثقيف الناس عن حياة أجدادهم في الماضي وعن حياة الأرياف بعيداً عن التحضر والمدنيّة، وكان له دور في تعريف من لا يعرف حياة آبائه وأجداده.

تلاحق بعض المعوقات مشروع كراسي الحبال، حيث لا يوجد إقبال بشكل كبير على هذه الحرفة في عدن، لأنها مدينة متحضرة، ولكن هناك من يطلبها أحياناً كزينة للبيوت أو للعرض في المعارض والمحافل الثقافية، حسب حديث مالكة المشروع.

بالنسبة للأسعار فتتفاوت حسب حجم الكرسي ونوعية الحبال المطلوبة والشكل المطلوب ولكنها ليست بالمكلفة كثيراً. وأيضاً شحة الأدوات لصنع خشب للكراسي ليكون المشروع كاملاً.

تنصح عُزيبة العاملين في مشاريع الحرف اليدوية بالصبر لتحمل الوقت والجهد الكثير الذي سيبذله كما يفترض أن يكون محترفاً وذا خيال واسع ليتميز عن غيره وينتج تصاميم جديدة.

ويستخدم الخشب وصنفرة الخشب في هذه الحرفة لضمان بقائه بشكل أملس كما تستخدم الحبال وقطع من الخشب الصغيرة المدببة لتثبيت الحبل قبل الانتقال للحركة التالية، التي من السهل إيجاد أدواتها والحصول عليها من أي محل نجارة..

إحساس ورؤية عُزيبة للمشروع بأنه سيزدهر في المستقبل إن وجدت الإرادة والدعم الكافي وخصوصاً إذا أُقيمت المهرجانات الثقافية والبازارات للمشاريع الصغيرة، حيث أبدت استعدادها التام للعمل عليه وتعليمه للجيل القادم.

ونصحت أصحاب المشاريع الصغيرة على اختلافها أن لا توقفهم الظروف مهما كانت وأن يسعوا لتطوير مشاريعهم وإضافة مزايا جديدة لها والسعي لترويجها وإظهارها للعالم بأكمله وليس فقط للمستوىٰ المحلي، مضيفة: "أنا علىٰ ثقة بأننا منتجون وأصحاب إرادة وسنسهم في تطوير وازدهار المجتمع، بإذن الله".