سياحة المحويت وذهبها يفجّران صراعاً خفياً بين محمد الحوثي والمشاط
تقارير - Wednesday 30 August 2023 الساعة 10:12 amفجّرت أعمال الاستخدامات والبسط على أراضي وادي سردد السياحي، وأعمال التنقيب عن الذهب والمعادن والآثار في جبل "القطب"، في محافظة المحويت غربي صنعاء، صراعا علنيا بين قيادات مليشيا الحوثي الارهابية -ذراع إيران في اليمن- وصلت إلى حد محاولات للتصفية الجسدية.
الصراع على المنطقة في العلن هو بين القيادي فارس الحباري المعين من قبل الميليشيات محافظاً لريمة، والقيادي حنين قطينة المعين محافظاً للمحويت، وبدأ على خلفية استيلاء الأول على مناطق سياحية واسعة في وادي سردد واستثمارها لصالحه، وجني أموال طائلة منها حيث يفرض مبالغ مالية على زوار المنطقة، تتراوح ما بين 10 إلى 15 ألف ريال على العائلة الواحدة.
لكن في الباطن فإن الصراع هو بين رئيس ما يسمى المجلس السياسي للميليشيات مهدي المشاط، الذي يدعم قطينة وعضو المجلس ورئيس ما تسمى اللجان الثورية، محمد علي الحوثي الذي يدعم الحباري، وتصاعدت حدته بعد أيام قليلة من زيارة المشاط إلى المحويت مطلع أغسطس الجاري.
وذكرت مصادر محلية لـ(نيوزيمن)، أن قطينة الذي يعد أحد أبرز مشايخ المحويت، وبإيعاز من المشاط وجه تحذيرا للحباري بشأن الاستحداثات التي يجريها على المنطقة السياحية وينابيعها، وكاد الأمر أن يتحول إلى مواجهات عقب تجاهل الحباري، لكن قيادات الصف الأول لدى الميليشيات تدخلت وشكلت لجنة للاطلاع على حيثيات هذا الخلاف.
وأضافت المصادر، إن الحباري وبإسناد من محمد الحوثي الذي عززه بعشرات المسلحين، رفض وقف الاستحداثات أو التجاوب مع اللجنة الأمر الذي تسبب في تصاعد حدة الخلافات خاصة عقب إصرار الحباري على استحداث الأعمال الانشائية، بموقع عيون سردود في منطقة قوفع بمديرية الرجم، في محاولة منه فرض أمر واقع في أسرع وقت، متحدياً "قطينة" الذي جمع قبائل المحويت لإعلان موقفها مما يجري وإصدار بيان قبلي يرفضون فيه تحركات الحباري.
وأكدت المصادر أن القيادات التي استعان بها قطينة من أجل إيصال مظلمته إلى زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي، تعرضت لحوادث مرورية غامضة نجوا خلالها من الموت بأعجوبة.
وفي هذا الشأن، أكد تقرير رسمي لنزول مندوب من الهيئة العامة للأرضي والمساحة والتخطيط العمراني بتاريخ 15 اغسطس الجاري إلى موقع عيون سردد، وجود اعتداء على أراضي الدولة من قبل الحباري بإقامة كسارة.
وطالب التقرير، القيادي الحوثي الحباري بتحديد موقع ملكيته للأرض الزراعية التي يدّعيها وتقديم الوثائق لفحصها والتأكد من صحتها ومطابقتها على الطبيعة، مقترحا الزام المستفيد من الكسارة -اي الحباري- بالاستئجار من فرع الهيئة بالمحافظة، وتسديد المقابل للدولة مما سبق له استخراجه من بداية انشاء الكسارة.
أطماع الحباري لم تتوقف عند البسط على المواقع السياحية، لكنه بحسب مصادر مطلعة، امتد إلى التنقيب عن الذهب والآثار في جبل القطب بذات المديرية.
وقالت المصادر لـ(نيوزيمن)، إن الحباري أرسل خلال الاسبوعين الماضيين بقوة السلاح جرافات ومعدات للحفر وشق طريق الى جبل القطب في مديرية الرجم، بذريعة ان الجبل يحتوي على الرخام، بينما هدفه التنقيب عن الذهب، والبحث عن آثار في مواقع أثرية في ذات الجبل، كما يعرف كل الاهالي بذلك.
وافادت المصادر بأن "الحباري" استقدم خبراء اختصاصيين في التنقيب عن الذهب والمعادن والآثار، ويقوم بتقطيع عينات من الجبل الشهير، ونقلها الى صنعاء لغرض فحصها، وسط تكتم شديد وقمع وإسكات للاهالي المستائين، جراء عمليات التنقيب العشوائية عن الذهب والممنهج للهوية التاريخية في تخريب المواقع الاثرية.
وتوقعت المصادر تصاعد حدة الصراع بين الحباري وقطينة ليشمل قيادات الصف الأول في ميليشيا الحوثي، خاصة إذا ما تأكد وجود آثار وذهب في الجبل الذي تجري فيه عمليات التنقيب حالياً.