مراسل نيوزيمن يراقب تأثيرات القرصنة الحوثية في باب المندب.. فقدان مصادر الرزق

المخا تهامة - Sunday 07 January 2024 الساعة 09:10 am
باب المندب، نيوزيمن، خاص:

بينما كانت قوارب الصيد تعود مع ساعات الغروب إلى شواطئ مديرية ذو باب، غربي اليمن، كانت تأثيرات القرصنة الحوثية في أهم ممرات التجارة الدولية في البحر الأحمر واضحة على قطاع الصيد، في هذه المياه المعروفة بوفرة الصيد فيها.

لقد عاد الصيادون بحصيلة ضئيلة من الأسماك، بعدما اضطروا للابتعاد عن المناطق الغنية بالثروة السمكية، خوفاً من الاقتراب من البوارج الحربية التي تبحر في المياه الدولية بعدما جلبتها القرصنة الحوثية إلى واحدة من أهم الممرات الدولية.

فقد الصيادون حق الاستفادة من ثروة بلدهم السمكية، واضطروا للابتعاد عن مصادر رزقهم، خشية من التعرض لهجمات البوارج الحربية، أو انفجار الألغام البحرية التي نشرتها مليشيا الحوثي. 

وأجرى مراسل نيوزيمن مقابلات مع بعض الصيادين، الذين عبروا عن معاناتهم ومخاوفهم من الوضع الراهن، وكيف أنهم أصبحوا يخشون من ممارسة مهنتهم التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم.

يقول لنيوزيمن الصياد حافظ إبراهيم حسن، 55 عاماً، من سكان باب المندب، إنه خلال رحلته لصيد الأسماك قبالة سواحل جزيرة ميون، اقتربت منه سفينة حربية، مما أثار في نفسه الفزع والخوف، ليترك المكان متوجهاً إلى جزيرة ميون، ولجأ إلى قوات خفر السواحل في جزيرة ميون، كونه معروفاً لديهم بأنه صياد. 

انتشار البوارج الحربية في المياه اليمنية والمياه الإقليمية شكل خوفاً كبيراً في نفوس الصيادين من أن يتم استهدافهم عن طريق الخطأ أو أي سبب آخر، الأمر الذي حصر نطاق صيدهم للأسماك على الأماكن القريبة من الساحل، تجنباً للاقتراب من البوارج الحربية في المياه الدولية.

ولم تحصر البوارج الحربية نطاق الصيد فقط، بل حصرت أوقات صيدهم، التي أصبحت تقتصر على ساعات النهار فقط، خوفاً من البوارج الحربية والقطع البحرية العسكرية. 

ويقول مرتضى سالم عطية، أحد أبناء قرية باب المندب لنيوزيمن: "كان الصيادون يمارسون مهنة الصيد على مدار 24 ساعة، لكن الآن يصطادون خلال النهار فقط، ولا يستطيعون في الليل، خوفاً من البوارج الحربية". 

ولم تقتصر نتائج الأفعال الإرهابية التي تقوم بها مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، على السفن الإسرائيلية فقط، حسبما تزعم.. لكن تبعات تهديداتها للملاحة الدولية امتدت لتطال أرزاق هؤلاء الصيادين، ولقمة عيش أسرهم، ولتثير الفزع والخوف في نفوسهم، سالبة إياهم الأمان والطمأنينة.