تقرير استخباراتي: إيران زودت الحوثيين بترسانة كبيرة من الأسلحة لمهاجمة السفن التجارية
تقارير - Monday 12 February 2024 الساعة 09:33 amأكد تقرير صادر عن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية (DIA) أن إيران زودت مليشيا الحوثي في اليمن بمختلف الصواريخ والطائرات المسيرة دون طيار من أجل توسيع هجماتها في الشرق الأوسط، بما فيها الهجمات ضد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
التقرير قدم تحليلاً دقيقاً لنوعية الصواريخ والطائرات المسيرة التي استخدمتها المليشيا الحوثية في هجماتها خلال الفترة الماضية. وتطابقها مع الصواريخ والمسيرات الإيرانية التي يتم التفاخر بها في العروض العسكرية المقاومة في طهران واليمن.
وسلط التقرير الذي حمل عنوان "إيران.. تمكين هجمات الحوثيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط" الضوء على العلاقة المتطورة والمعززة بين الحوثيين وإيران منذ عام 2014. وأوضح أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني زود الحوثيين بترسانة متزايدة من الأسلحة المتطورة والتدريب.
وأضاف التقرير الاستخباراتي، إن المساعدات الإيرانية للحوثيين مكنتهم من شن حملة من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار ضد السفن التجارية في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، مما يهدد حرية الملاحة والتجارة الدولية في أحد أهم الممرات المائية في العالم.
الحوثي امتداد لإيران
وقال التقرير: "منذ عام 2015، تطورت العلاقة بين الحوثيين وإيران وتعززت مما مكن الأخير من تهديد أمن واستقرار المنطقة بشكل كبير. حيث قام الطرفان ببناء علاقة وطيدة، حيث تنظر إيران إلى الحوثيين باعتبارهم امتدادًا لها وقوتها الإقليمية. في حين أن الحوثيين لجأوا إلى إيران لتعزيز قدراتهم العسكرية. توضح تصريحات القادة الإيرانيين وانتشار أسلحة طهران كيف تنظر إيران إلى الحوثيين باعتبارهم جزءًا لا يتجزأ من جهودها الرامية إلى استعراض القوة وزعزعة استقرار المنطقة.
وحول ترسانة الأسلحة التي يمتلكها الحوثي، أشار التقرير الاستخباراتي إلى أن قوات الحرس الثوري الإيراني زودت الحوثيين منذ عام 2014 بترسانة متزايدة من الأسلحة المتطورة والتدريب الذي استخدموه لمهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر والموانئ المدنية والبنية التحتية للطاقة عبر البحر الأحمر.
وأضاف: "بين عامي 2015 و2023، اعترضت الولايات المتحدة وشركاؤها ما لا يقل عن 18 سفينة تهريب إيرانية، وصادرت مكونات صواريخ باليستية، وطائرات بدون طيار، وصواريخ موجهة مضادة للدبابات، وآلافاً من مكونات البنادق الهجومية، وغيرها من الأسلحة غير المشروعة التي كانت في طريقها إلى الحوثيين.
تطابق للمسيرات
وتعد الطائرات المسيرة من الأسلحة المتقدمة التي حصلت عليها الميليشيات الحوثية من إيران خلال السنوات الماضية. وأصبحت هذه الطائرات من الأسلحة أقل تكلفة كونها تستطيع حمل متفجرات وتنفيذ سلسلة من الهجمات. وبحسب تقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية (DIA) نشرت إيران في العام 2017 طائرات بدون طيار متقدمة في مناطق الصراع العالمية خصوصا في المناطق التي تتواجد فيها عناصرها أو الجماعات الموالية لها. وهذه الطائرات بدون طيار منخفضة التكلفة وتستطيع حمولة كمية من المتفجرات للسماح للجهات الفاعلة في الصراع مثل الحوثيين وغيرهم من الدول المتحالفة مع إيران وروسيا بالهجوم وتهديد السيادة الإقليمية والاستقرار الإقليمي والاقتصاد العالمي.
وقال التقرير إن الحوثيين بدأوا باستخدام طائرة دون طيار أطلق عليها "الصماد" في العام 2018، ومداها يصل إلى 1800 كم، وحمولتها تصل ما بين 20 - 50 كجم. وتتوافق عناصر هذه الطائرة المسيرة مع الطائرة الإيرانية من نوع (الصياد) وتسمى أيضًا (KAS-04)، تتمتع كلتا الطائرتين بدون طيار بميزات ملحوظة ومتطابقة تقريبًا.
وظهرت ميزات الطائرة "الصماد" بوضوح عقب استخدام الحوثيين لها في الهجوم الذي استهدف منشآت مدنية واقتصادية سعودية في يوليو 2018. إلى جانب تطابق طائرة "الصماد" التي عرضتها الميليشيات الحوثية في مارس 2023، مع اختلافات طفيفة مع طائرة "الصياد الإيرانية"، وهذه الاختلافات مثل عدد الهوائيات ومواقعها وتعديلات طفيفة لوظائف مختلفة مع الحفاظ على التصميم العام للطائرة الإيرانية الأصلية.
والنوع الثاني من الطائرات يدعى "شاهد" وهي مسيرات معروفة بقدرتها على تنفيذ هجوم واحد. وتمتاز بأن مداها يصل إلى 2,500 كم، وتستطيع أخذ حمولة تصل إلى 50 كجم. وهذه الطائرة عرضتها ميليشيا الحوثي لأول مرة في معرض مارس 2021 في صنعاء. تشترك طائرة في ميزات متطابقة تقريبًا مع الطائرة الإيرانية شاهد 136، من حيث مخروط الأنف القصير، أنابيب بيتوت، وتكون متسقة عبر كلا النظامين. كما أن مثبتات جناح الطائرة الحوثية تتوافق مع حجم وشكل الجنيحات الموجودة على الطائرة شاهد المعروضة في إيران.
والنوع الثالث هي طائرات "شاهد-131" وهي طائرات بدون طيار أحادية الاتجاه. ويبلغ مداها نحو 900 كم والحمولة المقدرة 20 كجم. وتتوافق خصائص الطائرة مع ما تم عرضه من قبل الحوثيين من حيث مثبتات النظام فوق جسم مميز ذي أجنحة دلتا. تتميز كلتا الطائرتين الحوثية والإيرانية بمخروط نواي قصير، وأنابيب بيتوت، وهيكل يشبه الأنبوب يمتد أسفل منتصف هيكل الطائرة. ويتوافق الحجم والشكل والعلامات الموجودة على مثبتات الوينك من طراز "وايد" التابعة للحوثيين مع مثبتات وينك الخاصة بصاروخ الشاهد-131، تم الإعلان عنها علنًا من قبل إيران ضد الأكراد في شمال العراق في 28 سبتمبر 2022.
قدرات الحوثي الصاروخية
وبشأن القدرة الصاروخية للميليشيات الحوثية، أوضح التقرير الاستخباراتي، أنه "منذ عام 2015 على الأقل، زودت إيران الحوثيين بترسانة متنوعة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز قصيرة ومتوسطة المدى، بما في ذلك المتغيرات المضادة للسفن، مما مكّن الحوثيين من شن هجمات ضد أهداف في البر والبحر. كما أن الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز الإيرانية سمحت للحوثيين من مهاجمة ناقلات مختلفة.
وأضاف التقرير: وفي عام 2019، أطلق الحوثيون الصاروخ الباليستي متوسط المدى برهان 3 لأول مرة، والذي أطلقوه على المملكة العربية السعودية. وفي عام 2021، عرض الحوثيون نظامًا مطابقًا باسم جديد – ذو الفقار. يبدو أن الصاروخ الحوثي "بركان 3/ ذو الفقار" متوافق مع صاروخ "ليام/ رضوان" الإيراني. ويشترك صواريخ برهان-3/ذو الفقار وليام/رضوان في زعانف خلفية متطابقة وصغيرة تقريبًا. ومنذ عام 2019، أطلق الحوثيون صاروخ بركان-3 على عدة دول في المنطقة. كما أن إيران أطلقت حينها متغيرات ليام أثناء قصفها 2020 ضد قاعدة الأسد الجوية في العراق. وأكد التقرير، أنه من خلال حطام صاروخ برهان الذي تم انتشاله بعد هجوم حوثي على السعودية في يوليو من العام 2020، تم التأكد من انسجام الصاروخ الحوثي مع نسخة "جيام" الإيراني.
كما قام التقرير بمطابقة صاروخ (شاهوب) الإيراني مع صاروخ (طوفان) الحوثي. حيث كشف الحوثيون لأول مرة عن صاروخهم الباليستي طوفان خلال عرض عسكري في صنعاء في سبتمبر 2023. ويتوافق تكوين طوفان، بما في ذلك قسم الحمولة والزعانف الخلفية، مع صاروخ شهاب-3 الإيراني.
وبمقارنة صاروخ (خيبر شكن) الإيراني مع صاروخ (حاطم) الحوثي بين التقرير أن الحوثيين قاموا بعرض الصاروخ "حاتم" الباليستي في سبتمبر/أيلول 2022. وهذا الصاروخ يشترك تقريباً في الخصائص مع صاروخ "خيبر شكن" الإيراني. تشمل هذه الميزات الزعانف الخلفية. أطلقت إيران عملياً صواريخ خيبر شكن ضد أهداف وحدة دعم التنفيذ في سوريا في يناير/كانون الثاني 2024، على الرغم من أنه من غير المعروف أن الحوثيين أطلقوا صواريخ حاتم عملياً.
وبرز أيضا صاروخ (فتح-110) الإيراني، و(كرار) الحوثي. وأشار التقرير إلى أن الحوثيين قاموا بعرض الصاروخ فعلياً في عامي 2022 و2023. يشترك الصاروخ في ميزات متطابقة تقريبًا مع الصاروخ الباليستي الإيراني فتح-110 القريب والقصير المدى، مثل الزعانف الخلفية. استخدمت إيران فتح110 ضد أهداف في العراق في عامي 2020 و2022، على الرغم من أنه من غير المعروف أن الحوثيين أطلقوا هذه الأنظمة عمليًا.
الترسانة البحرية
وحول ترسانة الأسلحة التي تحصلت عليها الميليشيات الحوثية من إيران أبرز التقرير أحد أهم الصواريخ المضادة للسفن ويطلق عليه الحوثيون "عاصف"، في حين أشار التقرير الاستخباراتي الى أن الصاروخ هو "خليج فارس" الإيراني. وذكر التقرير، أنه "في عام 2022، استعرض الحوثيون صاروخ عاصف الباليستي المضاد للسفن، والذي يتشابه تقريبًا بذات الميزات مع نسخة فاتح 110 الإيرانية المضادة للسفن، والمعروفة أيضًا باسم خليج فارس. وتشمل هذه الميزات والزعانف الخلفية. منذ أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، أطلق الحوثيون صواريخ عاصف على السفن في خليج عمان والبحر الأحمر.
كما قارن التقرير الأميركي بين صاروخي (زهير) الإيراني و(تنكيل) الحوثي. وهذا الصاروخ الحوثي تم استعراضه في العام الماضي 2023، وهو من الإصدارات الصاروخية المضادة للسفن. يشترك كلا الطرازين من (زهير) و(تنكيل) بميزات متطابقة، بما في ذلك الزعانف الخلفية، والتي تنفرد بها هذه الأنظمة. ولم يطلق الحوثيون ولا إيران هذا الصاروخ عملياً.
تصاميم متطابقة
وحول صواريخ كروز، كشف التقرير الأميركي أن نوع "باوه" الإيراني يتطابق مع صاروخ (قدس-4) الذي عرضه الحوثيون في عرضهم الأخير في العام الماضي 2023 بالحديدة. ومنذ عام 2019 قامت إيران بتزويد الحوثيين بمكونات إنتاج صاروخ "قدس-4" وبذات التصميم والمميزات لسلسلة باوه الإيراني.
وقال التقرير: منذ عام 2019 خلفت الهجمات الصاروخية التي شنها الحوثيون واستهدفت المملكة العربية السعودية 2019، وراءها حطامًا يتطابق مع مكونات باوه الإيراني. من حيث المحركات والذيل والزعانف الخلفية وأقواس تثبيت الزعنفة الخليفة. ويتطابق الحطام المرتبط بهجوم الحوثيين ضد إسرائيل نهاية 2023 مع حطام ذات الصاروخ الذي عرضته إيران.
وقدم التقرير تفاصيل تطابق الصاروخ الحوثي أرض-جو "صقر" مع الصاروخ الإيراني (358 SAP) الذي تم عرضه للمسؤولين الروس في طهران في سبتمبر 2023. يتمتع كل من صاروخ "صقر" و(358 SAP) بميزات متطابقة تشمل زعانف مثبتة في الخلف، في اتجاه على شكل X. استخدم الحوثيون صاروخ صقر لمهاجمة الطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن وفي خليج عمان. وبالإضافة إلى الحوثيين، قامت إيران بنشر صواريخ 35B لشركائها ووكلائها في العراق ولبنان.