إصرار حوثي على ترهيب خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر

السياسية - Sunday 26 May 2024 الساعة 09:24 pm
عدن، نيوزيمن:

تواصل مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، شن عملياتها الإرهابية ضد خطوط الملاحة الدولية المارة في مياه البحر الأحمر، وسط ردع مستمر تقوده قوات التحالف الأميركي والأوروبي لحماية السفن التجارية المارة في هذا الممر الاستراتيجي المهم.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أن مليشيا الحوثي شنت هجوماً صاروخياً تجاه السفن العابرة في البحر الأحمر. وتمكنت القوات الأميركية من إفشال الهجوم وإحباطه.

ونشرت القيادة الأميركية، على صفحتها في منصة إكس، الأحد، تحديثاً لنشاط القوات في البحر الأحمر أوضحت فيه: "في يوم 25 مايو حوالي الساعة 3:50 صباحاً (بتوقيت صنعاء) أطلق الحوثيون المدعومون من إيران صاروخين باليستيين مضادين للسفن باتجاه البحر الأحمر. لم يتم الإبلاغ عن وقوع أية إصابات أو أضرار من قبل السفن الأمريكية أو التحالف أو السفن التجارية.

وأكدت القيادة في تحديثها الدوري، "أن هذا السلوك المشين والمتهور المستمر من قبل الحوثيين المدعومين من إيران يهدد الاستقرار الإقليمي ويعرض حياة البحارة في البحر الأحمر وخليج عدن للخطر".

وتقود الولايات المتحدة الأميركية منذ ديسمبر الماضي، تحالفاً بحرياً تحت مسمى "حارس الازدهار" بهدف حماية السفن التجارية المارة في البحر الأحمر وخليج عدن. وتمكن التحالف من إفشال العشرات من الهجمات الصاروخية أو عبر المسيرات والزوارق المفخخة التي تطلقها الميليشيات الحوثية لزعزعة وترهيب خطوط الملاحة.

الهجمات الحوثية دفعت كبرى شركات الشحن البحري في العالم إلى تغيير مسار سفنها التجارية من العبور عبر هذا الشريان الهام، والاتجاه صوب مسار رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، وهو ما أثر بشكل سلبي على ارتفاع أسعار الشحن والتأمين وتأخر وصول البضائع والاحتياجات الضرورية بسبب بُعد هذا المسار.

من جانبها أدانت المنظمة البحرية الدولية (MSC) الهجمات المستمرة التي تشنها مليشيا الحوثي بدعم من إيران بحق السفن التجارية المارة في منطقتي البحر الأحمر وخليج عدن، مؤكدة أن تلك الهجمات "غير قانونية وغير مبررة" وتشكل تهديداً على حرية الملاحة وتسبب في اضطرابات كبيرة للتجارة الإقليمية والعالمية.

وفي بيان صادر عن المنظمة في ختام اجتماع لجنة السلامة البحرية في دورتها الثامنة بعد المائة والذي عقد خلال الفترة من 15 إلى 24 مايو، دعت الدول الأعضاء في المنظمة البحرية الدولية- وكالة الأمم المتحدة التي تنظم الشحن العالمي- إلى الوقف الفوري للهجمات المستمرة على السفن والبحارة الذين يعبرون البحر الأحمر وخليج عدن.

واعتمدت اللجنة، في اجتماعها في لندن، قراراً يدين الميليشيات الحوثية وما تقوم به من هجمات ضد حرية الملاحة في أحد الممرات المائية الأكثر أهمية في العالم. وهذا هو القرار الأول الذي تعتمده الدول الأعضاء في المنظمة البحرية الدولية بشأن هذه القضية منذ استيلاء الحوثيين على السفينة MV Galaxy Leader في نوفمبر 2023. ومنذ ذلك الحين، تم تنفيذ حوالي 50 هجومًا بحريًا خطيرًا ومزعزعًا للاستقرار، مما أودى بحياة العديد من البحارة بينما يظل 25 من أفراد طاقم Galaxy Leader محتجزين كرهائن. ودعت اللجنة إلى إطلاق سراحهم فوراً ودون قيد أو شرط.   

وجاء في القرار أن "تصرفات الحوثيين المتهورة تعرض حياة الأبرياء للخطر، وتعطل إيصال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى من هم في أمس الحاجة إليها، وتزيد تكلفة هذه المساعدة الإنسانية، وزعزعة استقرار المنطقة". 

ودعت اللجنة إلى الحوار السلمي والدبلوماسية لحل الأزمة، وعلى وجه الخصوص، حثت أي طرف قد يكون له تأثير على الحوثيين على استخدام هذا النفوذ للسعي إلى وضع حد للهجمات. وشددت على أن جميع الدول الأعضاء في المنظمة البحرية الدولية البالغ عددها 176 دولة ملزمة بمنع التوريد المباشر أو غير المباشر للأسلحة والأعتدة ذات الصلة إلى الحوثيين، بموجب حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.  

بدوره قال الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، السيد أرسينيو دومينغيز: "إن الدول الأعضاء في المنظمة البحرية الدولية تدين بشكل قاطع هذه الهجمات المتهورة. تدعم الصناعة البحرية سلاسل التوريد التي تمثل شريان الحياة للدول والسكان في جميع أنحاء العالم"، مضيفا: "ينبغي أن يتمتع البحارة الأبرياء والسفن التجارية التي تتاجر بالإمدادات الأساسية بحرية الإبحار، دون عوائق بسبب التوترات الجيوسياسية".