أحمد نويهي

أحمد نويهي

تابعنى على

من المندب إلى السويس

Thursday 22 February 2024 الساعة 11:26 am

العيش على نفس المظلوميات يلقي بظلال وخيمة على صاحبه.! 

لا أعرف أنني ولو لمرة شعرت أنني مظلوم حتى والآخرون يكيلون الأحكام الجاهزة والملفقة والشائعات واللامنطق واللامعقول. 

لو لمرة واحدة شعرت أنني عشت مظلوما ربما أموت كمداً وربما قد مات أنا دونما يدري.! 

الكتابة ترفع وتيرة الإحساس بقيم الحياة وقيمتها اللامادية لكنها الأغلى حين تصبو لتصبح معنويات تفوق قدرة طائرة مسيرة ترتطم بحاملة طائرات فتحيلها لركام في دهشة المخرج والمصورين والكاميرات الحرارية واللا حرارية. 

تفوق جهاز "الموساد" في زراعة فندق داؤود الذي خصص لنزول بطل حرب العبور والعربي الذي حطم خط بارليف. 

كانت الاستخبارات المصرية في أوج خوضها حربين مفتوحة مع الكيان الصهيوني بعد نكسة حزيران 1967، عاد ناصر ليخوض حرب استنزاف، إذ اعتبر المثقف العربي أن النكسة اجتثت كيان العروبة وأصبحت حدود إسرائيل من الفرات إلى النيل. 

لم يكن الكنيست الصهيوني على رغبة بزيارة الرئيس المؤمن محمد أنور السادات إذ لم يصافح شامير الزعيم الذي أعاد الاعتبار للقومية العربية على الرغم من البرتكول الشديد التعقيد والذي مهدت له اتفاقية "كامب-ديفيد" بعد معركة بورسعيد واستعادة الضفة الأخرى للقنال. 

خاض محمد حرب العبور وخلفه الست جيهان و"العيال"، كان الرئيس المؤمن قد تلبس بلقب المؤمن خشية الاغتيال ومن باب الاحتيال تيمناً بالرسول الأعظم ضاف أمام أنور محمد ليصبح محمد أنور كتقليد لدى الأزهر وصبغ الحاكم ببردة دينية أو هكذا في مخيلة حكام مصر. 

إذ ذهب ناصر_56 ليخطب من فوق منبر الأزهر وأعلن من داخل الأزهر "نعلن تأميم قناة السويس شركة مصرية مساهمة" وخاض فيما بعد التأميم حرب التأمين واستطاع بأقل الخسائر حسم العدوان الثلاثي الذي قدم ناصر من خلالها ذاته والاعتداد الفخم بزعامة العربي لأول مرة منذ ذهب صلاح الدين لتحرير الاقصى. 

انتفضت الكنائس في أوروبا التي ساقت حروبا صليبية باتجاه أرض الخمر والعسل هرباً من نار الصقيع المشتعل غرب أوروبا، حيث يعيش الخنزير الموبوء بمستوطنات فاشية ونازية وحيث تترعرع البقر خلف قصر باكينجهام. 

دأبت ملكة القصر على ممارسة العهر طيلة حكم التاج وسطوع شمسها التي لم تغرب إلا عندما قال ناصر من بير باشا: على العجوز الشمطاء أن تأخذ عصاها وترحل من جنوب اليمن الحبيب. 

كانت الرسالة واضحة ولا تحتاج لترجمة كما لو كانت برقية عاجلة تلقتها البحرية الملكية التي استعمرت عدن كقاعدة عسكرية لإدارة المعركة مع الراخ النازي الذي قصف عدن والمخا عبر الحليف الفاشي. 

ذهب الموساد لزراعة فندق داؤود بعشرات، بل مئات من الكاميرات التجسسية، إذ أدركت الاستخبارات العربية الفارق الشاسع بين العبرية والعربية على ضفاف بور سعيد وخبر الجيش المصري العقلية الاستيطانية للكيان والهدف الذي زرع وسط الأرض مفترق طرق التجارة العالمية التي تتدفق عبر باب المندب. 

كانت الملكة قد صنعت لها كرسيا من الذهب الخالص على ضفاف جزيرة_ميون_بروم_لاند

الحاكم للمضيق الذي يسمح بمرور ما يساوي 70٪ من تجارة العالم القديم والحديث. 

أدرك ناصر أهمية المضيق فقد بنى علاقات مع الإمام واستلطفه واستعطفه ليصبح عضوا مؤسسا للجمهورية العربية المتحدة بعد أقل من عام عامين لا يعني الآن مسألة تحديد الفترة لكأنها الساعة التي أدرك ناصر أهمية الجغرافيا التي يقاتل ضداً للرجعية العربية لتحرير الجزائر وليبيا وتونس وصنعاء ليعاود الدفع بما يفوق 70 ألف جندي مصري لإسناد ثورة 26 سبتمبر وقاتل حتى أواخر 67 حتى بعد النكسة التي أصابته بمقتل، لكنه سرعان ما عاود بعث الروح وفتح جبهة على خليج العقبة إذ أشار لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ووصل عبر القوات التي خاضت حرب الاستنزاف لدك ميناء إيلات  في عملية أفقدت الكيان توازنه. 

انتظمت فصائل الكفاح المسلح وقد وجدت الطريق لخوض معركة تحرير وطن الزيتون مركز الكون وحلقة الوصل بين الشرق والغرب. 

كان الرئيس المؤمن محمد أنور السادات وقد وصل فندق داؤود يبتسم ويقول لضباط الاستخبارات وقد حمل الطيران العسكري للقوات الجوية التي قاتلت ببسالة دفاعاً عن مشروع العروبة والوطن الممتد من طنجة حتى خليج عدن وهرجيسة على المحيط الهندي التي ضمها ناصر للجامعة العربية وقد أطلق مشروع مبكر لمجابهة المد الفارسي، إذ أكد على عروبة خليج الملح والذي صار خليج النفط المكدس والمقدس. 

إذ يحج العالم منذ العام الذي تدفق فيه النفط لدى بلاد الحرمين التي استطاعت استثمار كعبة الزيت "أرامكو" لتغدو كعبة للعالم بكافة الطيف والمذهب والمعتقد عبر مذهب "أوبك" التي تنظم عمل سوق الزيت وتضبط إيقاعاته. 

صرح السادات وخلفه الست جيهان ممكن أقول نكتة مصرية يا أولاد؟ 

وهذه كانت كلمة السر. 

فقد انتزعت الاستخبارات المصرية مئات الكاميرات من جدران الفندق خلال ستين يوماً من التجهيز لاستقبال بطل حرب العبور وبطل مشروع السلام مع الكيان المحتل وخلفه النازية والفاشية والعصابات اليهودية التي تتحكم بقاذفات التورنيدو والإف- 16 التي شكلت جسراً جوياً من مطار هيثرو ومطار كارلفونيا لإسناد الجيش الصهيوني في حرب العاشر من رمضان _حرب الغفران حرب العبور _6 أكتوبر_ 1973.

كانت الاستخبارات تؤكد للرئيس المؤمن أن الموساد زرع كاميرات تجسس ومراقبة لجناح نزول الرئيس المصري الذي قذف باسطورة "المقاتل الذي لا يهزم " إلى الجحيم. 

عندها قال الرئيس: بيصوروا راجل بيعمل في الحمام إيه؟ 

أدرك السادات وهو العسكري المعتد بذاته وقد خاض حرب اليمن ضداً للمرتزقة الانجليز واستطاع ومعه ثوار 26 سبتمبر تأمين حركة الملاحة التي تعزز حرية التجارة العالمية وتعيد اليمن لموقعها الحضاري بعد هد اليمني أسوار الثلاثي القاتل: التخلف والجهل والمرض وقطع السلال بسيف الثورة رحم السلالية التي تعاود عبر مليشيا تساندها حوزات "قُم" عبر فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني محاولة السيطرة على أهم المضائق والممرات الدولية بعد قرصنتها على حركة تجارة الزيت عبر مضيق هرمز برأس الخليج العربي الذي تدعيه فارسياً. 

وهذه توطئة وليست مقدمة لحديث وثرثرة يطول سردها عن العلاقة بين الكيان الحوثي والكيان الصهيوني. 

"أرض الجنوب دياري ومهد أبي

يا يوم ذي قار صالت ها هنا عدنِ" 

-عبدالله البردوني