خالد محفوظ بحاح

خالد محفوظ بحاح

تابعنى على

حضرموت طاقة القدر

Wednesday 25 April 2018 الساعة 09:29 am

تكتسي حضرموت حلتها هذا المساء ابتهاجا بالذكرى الثانية لتحرير عاصمتها المكلا من قوى التطرف يوم أن انهارت قوات "النسخة السابقة" من المنطقة العسكرية الثانية بين عشيّة وضحاها أمام عشرات المسلحين من تنظيم القاعدة، وأسلمت المدينة لهم في ظروف تراجيدية مؤلمة، لن تنساها الأجيال بالتقادم.

حضرموت التي تعامل أهلها بحكمة وصبر مع تلك الفترة الصعبة استعادت تحريرها في الرابع والعشرين من أبريل 2016م بسواعد أبنائها الذين قدموا صورة بطولية منضبطة وبدعم من الأشقاء في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أثبت شبابنا الأشاوس بأن أبناء الأرض أكثر غِـيرة عليها وأصدق عزما للدفاع عنها، فكان ما كان من تحرير وبسط للأمن في عاصمتها ومديريات ساحلها التي تتبع المنطقة العسكرية الثانية في حلّتها الجديدة، وهو الأمر الذي يأمل ويعمل أبناء المحافظة أن ينسحب على كل المديريات ساحلا وواديا وصحراء حتى يعم الأمن ويقف مسلسل الاغتيالات والاختلالات الأمنية التي تعاني منه سيئون والقطن وتريم وأخواتها من مدن الوادي.

حضرموت اليوم مؤهلة لأن تكون طاقة القدر للتنمية والاقتصاد وقاعدة صلبة لمستقبل يتوافق مع مقدّراتها البشرية والطبيعية والتاريخية، فثروتها الأساسية إنسانها العصامي الموهوب الذي سطر ملاحم النجاح في شرق الدنيا وغربها، وهو الأمر الذي يجب أن تعود إلى جوهره أجيال اليوم، فحضارة حضرموت وتأريخها ليس مجرّد رقصة شعبية وزي تقليدي، بل مدرسة أخلاقية فريدة وسلسلة جليلة من الأعلام والعلماء ورحلات من الكفاح وضرب في أرض الله وعمارتها.

تحديات حضرموت اليوم كبيرة، لكن الظروف مؤاتية لكسبها.. فما علينا إلا إيجاد صيغة متكاملة بين المجتمع وسلطته المحلية، وكيف نعزز دور مؤسسات المجتمع المدني التي تقوم بدور كبير في التنمية، وكيف نفتح الأبواب للعائدين والمستثمرين بطرق صحيحة تضمن نتائج حقيقية على كافة المستويات.

صمام الأمان في حضرموت هو المجتمع الحضرمي الأصيل الذي يرفض التطرف ويعتنق الوسطية والسلام، الذي يحترم الآخر ويقبله، الذي يرفض الآفات الدخيلة فكريا وأخلاقيا، الذي يؤمن بالمدنية ويرفض الفوضى.

إننا في هذه اللحظات التي نحصي فيها مكتسبات التحرير، نرفع أكف الدعاء بالرحمة والمغفرة لكل الشهداء الذي قدموا أرواحهم رخيصة لتراب هذه الأرض وتطهيرها.. ونشد على أيادي كل المرابطين الذين لاتكل عيونهم ولا أذهانهم لحفظ البلاد وسلامة أهلها.

سلاما على حضرموت في ذكرى تحريرها الثانية..
سلاما على أهلها وساكِنيها..
وسلاما على غدها الذي نتطلع إليه بعزم وعمل ومحبّة

* نقلا عن حسابه بالفيسبوك