محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

عُرس الريح.. تسليم "بلقيس" ورقص "الجنرال" على زامل الحوثي في سيئون

Wednesday 18 March 2020 الساعة 04:27 pm

يهتز عرش الملكة التي ساد حكمها على سبأ ودانت لها كل القبائل بالولاء حتى وصل صيتها إلى سليمان النبي الذي شغفها حباً بعد أن أسلمت، ابنة الشمس التي عبدها اليمنيون يهيئها اليوم جنرال الهزائم علي محسن لزفاف الخطيئة وتسليمها للنظير السيء القادم من جبال الشمال بعد أن استكمل استلام الجوف.

تتحرك عناصر الحوثي نحو مأرب بطريقة دراماتيكية، لا خنادق الشرعية تعيقهم، ولا مدفعية توقفهم، ولا قذائف تخبرهم أن الحرب ما زالت قائمة، بكل يُسر تتحول الطريق والأماكن إلى نقاط استقبال ضيوف، مع فتح مخازن أسلحة التحالف كحُسن وفَادة وضيافة يقدمها الجنرال لصبيان عبدالملك، وأما ما يسمونها معارك مع الحوثي فهي لعلعة بعض البنادق التي يسود صمتها بشكل سريع، وقد رأينا ذلك في "نهم" و"الجوف".

إذا أهل مأرب وقبائلها تريد أن تحافظ على "بلقيس" فعليهم أن لا يركنوا إلى "الجنرال"، وأن لا يسلموا له بالقيادة وتولي أمور المعركة -إن كان هناك معركة- وأن لا يمنحوا سماسرة الحرب من تلك القيادات التي يديرها الجنرال فرصة لهزيمة مأرب وإسقاطها كما خططوا لها، من يستجير بعلي محسن وجماعته سوف يخسر ويُهزم ويتجرع الويلات.

من يستعد أن يقف مع مأرب ويجمع ثياب الشرعية المخزي ويحرقه ويلعن كل سماسرة علي محسن فيها، ويجمع الرجال ويتهيأ للدفاع عن المدينة والناس، دفاع التاريخ وشواهده المنتصبة كعمدان معبد الشمس، ويحمي كرامة المدنيين التي أهدرتها "جماعة الإخوان" بتواطؤها ومساندتها للحوثي، والسماح له بهدر الكرامة وهدم المدن وإصباغ الحياة لون العذاب..؟!

تجمعوا قبائلَ وأفراداً وتحللوا من الأمل الكاذب الذي يسوقه الإخوان وعلي محسن بأن مأرب ستكون عصيةً على الحوثي، وأنهم سيدافعون عنها، لا مزيد من الأوهام والأكاذيب والخداع، انظروا إلى الجوف وكيف تم تسليمها في ليلة وضحاها، لا تركنوا إلى قيادات الهزيمة، هؤلاء لعنة متممة للحوثي، إما أن تشكلوا جيشاً بقيادة وطنية، وإما أن يسحق صبيان عبدالملك مأرب ويأخذ بلقيس وسط هتافات الإخوان.

الوقت ليس لصالح أبناء مأرب، الريح التي تثيرها صحراء الجوف، سوف تُشكل عُرساً وزفافاً يغير من مسار الحرب في اليمن، ما تبقى من الوقت يجب استغلاله لتنظيم الصفوف وتحشيد القبائل وتشكيل لبنة قتالية مأربية وطنية، تحمي الناس والتاريخ، وتلعن هزائم الجنرال والإخوان بالدفاع والانتصار.

عندما سقطت الجوف وأصبحت زوامل الحوثي تُسمع في مأرب، ذهب علي محسن "للبرع" في سيئون، المحطة الأخيرة، مأرب تترقب مصيرها المؤلم، وتترقب قدومه ليجمع رجاله ويدافع عنها، لكن الغدر والخيانة من صفاته الدائمة، ذهب إلى سيئون يريد أن يسحب سماسرته إليها، وربما يهيئها ويفتح أبوابها للحوثي، كما فعل مع المحافظات الأخرى، ثم يتحركون سوياً لإعادة غزو الجنوب مرة أخرى.

لماذا لا ندرك الواقع الذي نراه..؟! وندرك أن أكبر أخطائنا هي أن صبرنا على هؤلاء الذين قالوا أنهم شرعية تدافع عننا، وأوهمونا أن الجنرال يمتلك القوة والشجاعة لمواجهة العدو الذي يكبر كل يوم بغذاء وسلاح الجنرال وجماعته، ها هي مأرب اليوم على موعد عُرس مع الريح، بعد تناول وليمة الجوف.. وما زلنا لا ندرك طعنات الجنرال القاتلة.