محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

وما هزة "سالم" إلا رقصة ضاحك فوق دماء تعز الطاهرة

Monday 29 March 2021 الساعة 09:33 am

في آخر كذبة تم بناؤها تحت يافطة الاستيقاظ المتأخر لتحرير تعز، انتعش "سالم" وأخرج يده بيضاء من جعبته الفارغة ملوحاً بها نحو السماء أن تمطر عليه المال من أجل تحرير تعز، وإعادتها إلى حضن الوطن المنفي في دهاليز الشرعية المختنقة بفساد الإخوان. 

خرج "سالم" وأقسم للناس أنه لن يعود إلا بالنصر أو الموت دون تعز، وطالبهم أموالهم ومقتنياتهم وجماجمهم، وطلب من النساء ذهبهن وحليهن، وتزويد المقاتلين بالماء والطعام، الناس أرادوا أن يحفروا في كومة "كذب سالم" بصيص أمل وحفنة من الصدق، فهبوا واحتشدوا، ودفعوا الأموال، والنساء صنعن الطعام. 

أعلن النفير والسرعة إلى التحشيد وفتح المعسكرات، واستقبال المتطوعين، وكأن حربا وطنية قد لاح خيطها على قمة قلعة القاهرة، الشاهدة على نوايا "سالم" وآل "سالم" من الإخوان الخبيثة والماكرة والمخادعة، وأحدث جلبة في شوارع تعز، وكأنها جلبة "التنكة الفارغه". 

أخذ "سالم" أموال البسطاء الحالمين لتحرير أرضهم، لديهم القدرة، لكنهم بحاجة إلى القيادة، والقيادة بحاجة إلى الرجال الوطنيين، ولكن "سالم" يجيد أن يكون صورة رجل وطني، وهو الذي يدوس الوطنية تحت نعله عندما يرى الفرصة سانحة لأن يقبض الثمن، المال وحده هو الوطن وهو تعز في قاموس "سالم". 

"هزة سالم" اتخذت وضعية عكسية في تحرير تعز، وبدلاً من الاتجاه نحو الشرق والشمال، اتجهت نحو الغرب، حيث المعركة هناك سوف تغرب مع تحرير الحديدة وتشرق على أبواب صنعاء، أراد "سالم" أن يبتعد عن حرب حقيقية في مدخل تعز، حيث الحوثي يخنقها عند بوابة الحوبان. 

في مناطق محصورة استطاع "سالم" أن يمارس هزته، ويصنع منها أسطورة تزاحمت وسائل الإعلام في نقلها وشرحها والتنبؤ بمستقبل تعز من خلالها، لكنها هزة راقص من أجل المال، سرعان ما توقفت تلك الهزة، وتلاشت حشودها، وذابت كل الأموال التي جمعت من أجل تعز، ولا نعرف هل تم جمعها من أجل تحرير تعز أم من أجل هزة سالم..!!

في تلك "الهزة السريعة" سقطت الكثير من الدماء الطاهرة الصادقة في افتداء تعز وتربتها من دنس الحوثي وإرهابه، سقط الكثير من الشهداء وهم يحتضنون الصخور لتُسقى بدمهم، ذهب الناس ليبحثوا عن الأمل، وعاد "سالم" بالكثير من المال والعار الذي لا يستحي منه، وهو يمشي به على نهر من دماء شرفاء تعز الطاهرة.