بدر قاسم محمد

بدر قاسم محمد

تابعنى على

الإخوان والتوظيف السياسي للعمل الخيري والإنساني

Saturday 17 April 2021 الساعة 08:35 pm

يتداول الجميع وضاعة العمل الخيري الذي تقف وراءه السعودية في مناطق الجنوب المحرر، حيث انعكاس السخرية في صور الاحتفاء بتوزيع كرتون تمر سعودي وقطم السكر والأرز، تبدو واضحة.

لكن لماذا عندما حاول انتقالي شبوة ممارسة العمل الخيري في شبوة، معقل سيطرة جماعة الإخوان، قمعت محاولته الأولى وتم اعتقال عناصر الانتقالي عند قيامها بتوزيع وجبة إفطار الصائم على أبناء شبوة؟!

في اعتقادي، لأن جماعة الإخوان هي الجماعة العتيقة في ممارسة العمل الخيري التي تدرك استخداماته السياسية وأثره على المجتمع وعملية تطويعه لخدمة أجندتها.

وبحسب معنى المثل القائل "انته تراني بعين طبعك وأنا أشوفك بعين طبعي"، أي مزاحمة في هذا الجانب تشعر جماعة الإخوان بالخوف والخطر وليس بالغيرة الحسنة، حيث من الأجدر بها خوض غمار المنافسة الشريفة والنزول إلى ميدان العمل الخيري ومقارعة الانتقالي.

 أو على الأقل تعمد إلى تجنيد آلتها الإعلامية للنيل من خطوة الانتقالي الجنوبي والعمل على إظهارها بنفس المظهر الساخر من العمل الخيري السعودي.. 

لكن دراية جماعة الإخوان في شبوة ورصيدها وخبرتها السياسية التي راكمتها جوانب عملها في الجمعيات الخيرية منذ نشأتها، أثارت فيها نزعة الرفض المطلق لأجندات سياسية تعملها هي من قبل وتعلمها جيدا فتظن أن الانتقالي الجنوبي سيعملها.

 بما يثبت أن دوافع العمل الخيري والإنساني لدى جماعة إخوان شبوة خصوصا واليمن عموما ليست محرضها الأول.

 وبما يثبت أيضا أن اتهام الجمعيات الخيرية التابعة لجماعة الإخوان بتمويل الإرهاب والأجندات السياسية المزعزعة للأمن، كان صحيحا وفي محله ولم يكن محض افتراء وتلفيق كما تشيع وسائل إعلام جماعة الإخوان وتثير مظلوميتها من زاوية حقوقية.

ما زلت عند رأيي أن جماعة الإخوان هي جماعة سِلالية ضليعة في توزيع السِلال الغذائية والدوائية لأجندات سياسية وعقائدية بحتة ليس للجانب الإنساني بها شأن.

لذا لا يمكن أن تسمح بتحول أي طرف سياسي آخر إلى جماعة سِلالية منافسة لها. وفي شبوة حيث تستطيع الجماعة المنع والقمع ستمنع وستقمع حدوث مثل هذا الأمر، بينما في عدن ومناطق سيطرة الانتقالي الجنوبي ستُفعّل آلتها الإعلامية للنيل من أي عمل خيري وتحقير دوره وإظهاره بصورة وضيعة تسخر من السكان المحليين الذين تطالهم يد المساعدات والمعونات الإنسانية.

ملاحظة:

أتذكر أن أول قرار اتخذ إبان نظام الرئيس الراحل صالح وأثار جدلا كبيرا، هو قرار منع الجمعيات الخيرية التابعة لحزب الإصلاح (جماعة الإخوان) من توزيع وجبات الإفطار في شهر رمضان على العاملين في السلك العسكري والأمني والمرافق الحكومية، ومصادرة هذه الوجبات.

 *من صفحة الكاتب على الفيسبوك