"10 أيام قبل الزفة" ينتصر للسينما في عدن ويبعث رسائل للدولة والمستثمرين

متفرقات - Saturday 01 September 2018 الساعة 10:07 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

انتصر فيلم 10 أيام قبل الزفة، للسينما في محافظة عدن، بعدما ظلت طوال العقدين الماضيين من الزمن مكبلة بقيود الإهمال والتهميش، وأرسل الفيلم المحلي التجاري، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى البلاد، رسائل إلى الدولة والمستثمرين، للفت الانتباه إلى ضرورة الاهتمام بالسينما وإعادة الحياة إلى أحشائها.

والفيلم من إخراج الشاب عمرو جمال، ومساعد مخرج مروان مفرق، وكاتبه مازن رفعت، والمنتج المنفذ محسن الخليفي ومشاركة ألمع نجوم السينما والمسرح في عدن، كما حقق الفيلم نجاحاً باهراً خطف معه أضواء عيد الأضحى المبارك، وابتدأ عرضه منذ أول أيام عيد الأضحى المبارك، وأقرت أسرة الفيلم تمديد عرضه لأيام إضافية تلبية لرغبة الجمهور بعدما كان من المقرر عرضه لمدة عشرة أيام فقط.

ويحكي الفيلم قصة عروسين من عدن كانا على وشك الزواج، وبسبب الحرب التي شنها الحوثيون على المدينة في مارس 2015م، تأخر زواجهما لخسارتهما كل نقودهما في النزوح أثناء الحرب ومجابهة الأزمات التي خلفتها، ومنها: غلاء الأسعار، وانعدام الخدمات، وانهيار العملة، وتدهور الاقتصاد. كما يستعرض الفيلم التخريب الذي تسبب فيه الحوثيون للمدينة التي عانت حالة دمار هائل ومشكلات لا تحصى، كما يصور حياة الإنسان العدني البسيط ومعالم المدينة الأثرية الضاربة في التاريخ، متجولاً وسط مجموعة من الأبنية العتيقة ذات الطراز المعماري الفريد التي خلفت الحرب ندوبها العميقة عليها.

واستعرض مخرج الفيلم عمرو جمال، فكرة الفيلم، الذي يعد اجتماعياً ويسلط الضوء على إفرازات الحرب على مختلف فئات وشرائح المجتمع وعلى وجه الخصوص البسطاء من الناس، وكيفية تأثرهم بالواقع السيئ والأوضاع الصعبة، كما لم يخلُ من الأمل بنجاة الجميع من تلك الظروف والمعاناة من خلال تعايشهم بمحبة وتكاتف.

وذكر أن ظروف البلاد السيئة دفعتهم للتفكير بإنتاج الفيلم، وذلك إثر توقف عملهم بالدراما التلفزيونية بسبب إفلاس القنوات، ولفت إلى شروعهم رسمياً بالعمل في إنتاج الفيلم من خلال إعداد النص من قِبل عمرو جمال ومازن رفعت، وتحويله إلى نص فيلم، وهو ما استغرق نحو أربعة شهور، وذلك بعدما كان في وقت سابق هو نص مسلسل تلفزيوني كانا ينويان إخراجه إلى الواقع قبل خمس سنوات، ولكن لم تشأ الظروف.

وأشار إلى أنه بعد إتمام كتابة نص الفيلم، انتقلوا إلى مرحلة البحث عن رعاة، وواجهتهم الكثير من الصعوبات لعدم وجود من يؤمن بالفن والثقافة في الوقت الراهن، ولكنهم في نهاية المطاف حصلوا على مبلغ مالي جيد أعانهم على إنتاج الفيلم، بتكاتف جهود كافة أسرة الفيلم من المخرج والكاتب والمنتج والممثلين والطاقم الإداري، لإيمانهم بضرورة إنتاج الفيلم وعدم الاستسلام للواقع الصعب.

وأكد أنه بالفعل قرر الجميع تحدي الظروف الصعبة، وفعلاً بدأوا بالتجهيزات والبروفات الحقيقية، وتم النزول إلى الواقع والبدء بالتصوير، كما تطرق المخرج عمرو جمال، إلى جملة من الصعوبات التي واجهتهم بينها تردي الخدمات وتحديداً الكهرباء والاتصالات وانهيار العملة وعدم توفر المشتقات النفطية، كما تناول الإيجابيات في رحلة إنتاج الفيلم وهي استضافة وترحيب الجميع بهم من المواطنين في الشوارع وأصحاب المنازل والمحلات التجارية والجهات الأمنية.

ولم يخفِ أنهم كانوا يخشون من أن الناس قد تغيرت وتشددت عقب الحرب، وأنها لن تكون حاضنة للأعمال الفنية بحسب ما عكسته البروباجندا المخادعة في وسائل الإعلام، بأن الأوضاع الأمنية تحتم عليهم استحالة إنجاز العمل، كونهم قد يتعرضوا للقتل أو مهاجمتهم وتفجيرهم، ولكن في النهاية نجح العمل فعلاً بالطاقم المكافح المغامر وبأبناء ورجال ونساء عدن الذين ساعدوهم على إنتاج العمل بأريحية تامة.

ونوه مخرج فيلم 10 أيام قبل الزفة عمرو جمال، بأن الفيلم يحمل رسالة للجهات المعنية أنهم كأفراد استطاعوا من سابق إعادة المسرح إلى الواجهة، وحالياً إعادة السينما، وأن النجاح الباهر الذي حققه الفيلم يمكن أن يعطي إشارة للمستثمرين ليقوموا بتجهيز دور عرض، لأن الجمهور متعطش وممكن أن يجنوا من وراء ذلك مكسبا تجاريا جيدا جداً لهم من خلال الأفلام السينمائية.

وتابع حديثه قائلاً: تخيل أنه إذا كان يوجد سبعة أو ثمانية أفلام تعرض خلال أيام العيد مثل مصر أو بقية الدول العربية، فإنه من الممكن أن تجد الناس يقضون أمسيات العيد كلها من فيلم إلى آخر، وبالتالي فإن ذلك يعد بمثابة إشارة ورسالة للمستثمر والدولة من أجل عودة العمل إلى السينما.

وكشف عن تلقيهم إشعارات بعرض فيلم 10 أيام قبل الزفة في عدد من محافظات البلاد وخارج البلاد، ولكنهم حالياً مشغولون بعرض الفيلم في عدن، ولاحقاً سيبدأون بالتواصل مع بعض الجهات لمعرفة إمكانية عرض الفيلم في المحافظات الأخرى وفي الخارج. وأكد أنهم يقومون حالياً بترجمة الفيلم إلى اللغة الإنجليزية ليكون جاهزاً للمشاركة به في أي مهرجانات دولية.