من الرباط إلى القاهرة أكثر من 90 طالباً يمنياً يشكون ضياع مقاعدهم بسبب تقاعس التعليم العالي

متفرقات - Saturday 09 March 2019 الساعة 08:53 am
القاهرة، نيوزيمن:

عبّر مجموعة من الطلاب اليمنيين عن استيائهم من تعامل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تجاه مطالبهم بتوفير المنح المالية من أجل مواصلة الدراسة والتمسك بالمقاعد التي منحها إياهم شيخ الأزهر.

وقد تفاجأ الطلاب من رد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وهو المطلع على وضعهم؛ مبرراً عدم وجود ميزانية كافية لاعتمادها لهم ضمن المنح المالية للمبتعثين.

وكان شيخ الأزهر قد منح أكثر من 60 طالباً مقاعد مجانية، تم ذلك عن طريق الملحقية الثقافية، وسفارة بلادنا في القاهرة، وبعلم وزارة التعليم العالي، إلا أن الطلاب البالغ عددهم في الكشوف المقدمة 64 طالباً تفاجأوا برفض الوزير، بعد أن تلقوا وعوداً بصرف الربع الأول بمجرد اعتماد المقاعد واستكمال أوراق التسجيل في الجامعة.

وقد أكد مجموعة منهم -نتحفظ عن ذكر أسمائهم- بأنهم مضطرون للعودة إلى اليمن في أقرب وقت، وأنهم غير قادرين على مواجهة تكاليف المعيشة والسكن، دون اعتماد الوزارة ولو جزء بسيط لمواجهة أعباء الحياة ومصاريف الدراسة.

يأتي هذا بعد عناء طويل من البحث والوعود، حيث أكد الطالب "ع. أ"، وهو أحد الحاصلين على مقعد من جامعة الأزهر، أن كل الإجراءات سارت من واقع الوعود التي تلقوها، وأنهم كانوا على يقين أنها ستنفذ في حال حصولهم على المقاعد المجانية، لكن للأسف الشديد، وبحسب قوله، صدمنا من رد الوزير، ما جعلنا نفكر ألف مرة بالعودة إلى أرض الوطن، في ظل ظروف صعبة تمر بها البلاد والطالب اليمني، فاقدين الأمل في أي وعود جديدة.

وأضاف: كانت الوزارة وما زالت قادرة على حل المشكلة وهي تعلم أن شيخ الأزهر مشكوراً كان متعاوناً معنا ومع السفير والملحقية الثقافية وقدم كل التسهيلات اللازمة.

من جهة أخرى يعاني مجموعة من طلاب الماجستير والدكتوراه في دولة المغرب العربي من نفس المشكلة، ويخشى هؤلاء أن يذهب هذا العام الذي لم يتبق منه سوى شهر واحد ويغلق البرنامج إلى العام القادم.

الطالب "م. أ. ع"، وهو واحد من الطلاب الذين لم يتم الموافقة على منحهم المقعد ناهيك عن المنحة المالية بسبب منع السفير عز الدين الأصبحي الوكالة المغربية من تمرير ملفات الطلاب المتقدمين، هذا إلى جانب رفض الوزارة أصلا رصد أي مخصصات مالية لمواجهة مستلزمات الدراسة.

يقول الطالب: طرقنا كل الأبواب، استعنا بالسماسرة هناك في عدن من أجل تمرير المعاملة، ناشدنا الجهات المعنية عن طريق الناشطين البارزين، التقيت السفير الأصبحي بنفسي وشرحت له وضعنا، لكنه لم يحرك ساكنا وكانت مبرراته أننا فوضويون، وأننا اقتحمنا السفارة، مع العلم أنه لم يحدث شيء من ذلك وكل تلك مبررات واهية وقصص قديمة.

مضيفاً: نحن متفاجئون من هذا التعامل والتقاعس، وهم يدركون أننا هنا مقطوعون من شجرة، ولا يوجد لدينا أي عائل، وكل السبل تكاد تكون معدومة، نحن نعيش ظروفا معيشية لا يمكن تصورها أو حتى الحديث عنها هنا.

يأتي ذلك في ظل تكرار الوعود من قبل وزير التعليم العالي والبحث العلمي بزيارة المغرب العربي وحل مشاكل الطلاب، مع استمرار رفض السفير والقنصل إبداء أي تعاون.

يأتي ذلك في الوقت الذي تنتشر فيه التقارير والوثائق التي تدين حكومة الشرعية بوجود فساد مالي ووظيفي غير مسبوق، ومحسوبية لم تشهدها الخارجية ولا التعليم العالي من قبل.

وقد رصد ناشطون بوثائق رسمية منحاً دراسية تم منحها لمقربين، إلى جانب وجود تعيينات غير قانونية في كل من سفارة اليمن في ماليزيا والقاهرة واسطنبول ونيويورك وواشنطن والرباط وجدة، أضف إلى ذلك آلاف الجوازات التي تم منحها خارج إطار البرتكولات المعمول بها في الديبلوماسية للعديد من الأفراد، ناهيك عن المعاناة التي يواجهها العديد من الطلاب في المدن الهندية وبعض العواصم الأخرى.