خالد بقلان
مأرب.. هل يستمر الصمود أمام مؤشرات السقوط القادم!!
هناك أسباب عديدة في حال عودة الحرب تجعل من سقوط مأرب بيد الحوثيين أمرا غير مُستبعد، وقد ساهم الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة بشكل كبير في ذلك بحكم جنوحه لعدم الصدام مع الإخوان بعد تمردهم على قراره المتعلق بمحافظة الجوف..!
كان لدى رشاد والتحالف من بعده خطة أن يبدأ بتحريك المياه الراكدة فيما يتعلق بملف الشمال ككل الذي يسيطر عليه الإخوان ومنهم تحديداً تيار علي محسن المتطرف والذي تصنفه الولايات المتحدة إرهابياً..!!
ولكنه بعد أن واجه قرار الرئاسي المتعلق بتغيير محافظ الجوف العكيمي حالة تمرد وحشد من قبل الإخوان رافقه خطاب إعلامي ممول من سلطة مأرب ضد الرئاسي والتحالف، جنح رشاد ومن خلفه التحالف للتهدئه والتوقف عن إجراء حزمة من التغييرات كانت مطروحة حينها بسبب رفض الإخوان لمبدأ الشراكة والتمسك بمأرب وكل ما يتعلق بثروتها وسلطتها الأمنية والمدنية والعسكرية، والتي هي المتحكم بقرار الشرعية وملف الشمال المدني والعسكري الذي عانى من جملة من الإخفاقات لا تفسير ولا مبرر لها إلا أنها خطوات استباقية وفق مبدأ علي وعلى أعدائي، إلى جانب حالة الارتباط بالتنظيم الدولي الذي يخوض حربه مع دول التحالف من منطلق كونه يخوض حربا مع الحلف الغربي الأمريكي الداعم لإسرائيل، وهذا هو الخيال والقاسم المشترك الذي يلتقي فيه الإخوان والحوثي أو محور المقاومة ككل بقيادة طهران، وهو بالمناسبة الجامع الذي جعل معركتهم الأساس هي نصرة الأقصى..!!
والسؤال الجوهري هنا هل سيحمي هذا الجامع المشترك مأرب من السقوط بيد الحوثي ويجعله ينأى بنفسه عن فتح جبهة جديدة عبر محاور ثلاثة يعد لها حالياً وهي كالتالي:
محور صرواح و هو قلب العمليات العسكرية.
محور جنوب مأرب وهو ميمنة المعركة باتجاه صافر.
محور الجوف وهو ميسرة المعركة باتجاه الرويك..!
هذا الإعداد الذي يمشي وفقه الحوثي يؤكد أنه عزم على ضرورة بلع مأرب قبيل أي تسوية أو تفاهمات يحاول المبعوث الأممي المضي فيها، ويؤكد أن الحوثي يعتبر سيطرته على مأرب تعني تهديده المباشر لشبوة وحضرموت، وأن لديه تيارا داخل مأرب متفقا معه "الحوثي" وفي نفس الاتجاه، إلى جانب الدعم الذي قدمه الحوثي للقاعدة من مسيرات، وأوكل إليها مهام متعلقة بعمليات إرهابية في المناطق المحررة، وقام بتوثيق ذلك وقدمه كمعلومات للدول التي ترى أن أولوية حربها مع التنظيم تسبق كل شيء؛ وفي نفس الوقت قدم نفسه للقيام بالمهمة من أجل تحقيق هدفه في انتزاع النصف من موارد وثروة صافر في حال استعصى عليه هضمها وهو أمر وارد..!!
ويتحمل رئيس مجلس القيادة الرئاسي المسؤولية عن سقوط مأرب بيد الحوثيين، كونه رضخ لرؤية نائبه سلطان العرادة في عدم إجراء أي تغييرات في ملف الشمال وأهمها عزل القادة الذي لديهم علاقات بتنظيم القاعدة، فوزير الدفاع السابق ومستشار رشاد المقدشي لديه علاقات وسلم أسلحة للتنظيم، وكذلك شقيق العرادة لواء في الجيش ومسؤول عمليات التسليح، والكثير من ضباط قبيلة الزنداني وغيرهم كُثر محافظين وقادة ترى فيهم الولايات المتحدة جزءا من التنظيم، أو عناصر تسهل تمويله وتسليحه وعلى رأسهم وكيل وزارة المالية الشريف حسين بن ناصر الذي يدير شبكة مالية تمول التنظيم وتدير أمواله ولديه شركاء، بالإضافة لموارد مأرب التي لا تورد لخزينة الدولة أغلبها وتذهب لتمويل الإرهاب وغسيل أموال وشبكات تهريب عابرة للحدود، وكذلك وجود بعض القيادات في الشرعية مثل وكيل وزارة الداخلية محمد الشريف الذي يسهل مهام مرور عناصر التنظيم ونقل الأسلحة بشكل رسمي إليهم..!
إضافة إلى ذلك أن نجل وكيل وزارة المالية الأكبر قيادي في جماعة الحوثي بصنعاء، وكذلك شقيق رئيس فرع حزب الإصلاح في مأرب علي بن عبود الشريف قيادي في جماعة الحوثي بصنعاء..!!
وهناك أسباب عديدة تجعل سقوط مأرب واردا وهو ممارسات الإخوان الذين يحكمون مأرب و بأسمها استعدوا القوى الوطنية الاخرى والجنوب والساحل، إضافة لسلوك العرادة الذي بدأ يتغير بعد وصوله لمجلس القيادة وانقلب على المجتمع المأربي وفق رغبة أنانية وفي إطار توجه التنظيم الدولي للإخوان الذي جزء منه هو السلطة في مأرب، فالمجتمع في مأرب لم يعد يفرق بين الحوثي والإخوان ويراهم أعداء وهذا قد يقوده للعزوف عن المواجهة، والكل يعلم أن عنصر المقاومة والصمود في مأرب هي الكتلة الاجتماعية الصلبة التي باتت ترى أن معركتها مع الإخوان والعرادة لا تختلف عن معركتهم مع الحوثي..!
أما ما يزيد من حتمية السقوط في حال ذهبت الأمور للتصعيد فهو النشاط الكبير الذي يقوم به عناصر التنظيم بتنسيق مع الحوثي وكان آخرها ليلة 17 مايو سقوط طائرة درون استطلاعية أمريكية بعيار ناري متوسط أطلقه متطرفون كانوا في مزرعة في منطقة الخسيف بمدينه مأرب وهي منطقة تابعة للأشراف آل حيدر وهم منقسمون منهم قيادات مع الإصلاح بمأرب ومقربون من محافظ مأرب ومنهم قيادات بصنعاء مقربون من أبو علي الحاكم وقيادات في جماعة الحوثي بحكم النسب الهاشمي -حسب زعمهم- الذي يربطهم بعبدالملك الحوثي..!!