عبد الله بشر.. وجع البلاد ووجع الرحيل

متفرقات - Tuesday 16 April 2019 الساعة 10:53 am
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

يغادر اليمني الحياة وهو منفي خارج وطنه وأرضه، مرغماً وحيداً ومنكسراً، فلا أهل ولا ولد يلقون عليه النظرة الأخيرة ويهيلون على جثمانه حفنة من التراب.

هكذا فرضت الحرب التي تقودها مليشيا الحوثي الإرهابية المتخلفة، على ملايين من اليمنيين أن يصبحوا أسرى الغربة أو رهن الهجرة حتى حين، فلا هي بالتي تحملت مسؤولية البلد ولا هي تركت للناس حالهم.

صنعاء العاصمة أصبحت سجناً كبيراً، ولهذا السجن فروع في ذمار وعمران، وحجة والحديدة، وتعز وإب والبيضاء وصعدة، أضف إلى ذلك انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة دون تحريك ساكن.

مطار صنعاء هو الآخر مغلق أمام المغادرين والزوار دون إيجاد أي حلول، والمرضى يموتون في الطرقات والبعض منهم يتعرض لمضاعفات كبيرة، المستشفيات هي الأخرى تفتقد للكادر وللأدوية اللازمة، ومراكز غسيل الكلى تعاني من نقص حاد في المواد وقصور شديد في كثير من الخدمات، وهم مستمتعون بما يجري، أزمات المشتقات النفطية والسوق السوداء تحاصر المواطن في كل مكان، الغاز المنزلي، والحوثي ما زال يحشد لغزوات قرى العود والضالع ومناطق في إب وتعز.

وجع الرحيل..

جاء رحيل الأستاذ عبد الله بشر، الأحد 14 أبريل 2019، إثر مرض عضال في العاصمة المصرية القاهرة، في وقت تمر به البلاد بمرحلة استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

الأستاذ عبد الله كان يرأس مؤسسة الجمهور للصحافة، وقد كانت حياته حافلة بالعمل الصحفي.

تم تشييعه ظهر الاثنين في مدينة 6 أكتوبر في جامع الحصري بحضور مجموعة من رفاقه وأصدقائه.

يقول عادل السياغي، الراحل كان نعم الأخ والصديق الرفيق، والصحفي المتفاني في كل شيء كلف به في عمله وأدائه المهني، وعلى الصعيد الشخصي كان إنساناً يحمل بداخله صفات عظيمة لم ألمسها في غيره.
يضيف: عبدالله بشر عظيم حياً وميتاً الرحمة له والخلود لذكراه والعزاء لنا ولذويه.

من جهته تحدث الأستاذ فيصل الشبيبي، إعلامي، وقال: ظل الفقيد ثابتاً على مواقفه ومبادئه، منذ أن عرفناه، لم تثنه العواصف والمغريات، مات واقفاً كالنخيل، رحل عنا فجأة ودون سابق إنذار، فأخذ قلوبنا وراءه، يملؤها الحزن والأسى على فقدان صديق صدوق، وفيّ ومخلص.

وختم حديثه بالقول: الجميع، اليوم، وخاصة الصحفيين يودعون زميلاً وأخاً عزيزاً، كافح وناضل بالكلمة، على مدى سنين طويلة، من أجل اليمن واستقرارها ووحدتها وأمنها.

من جانبه يقول الصحفي عبد الكريم المدي: إن رحيل الفقيد مثل خسارة كبيرة ليس لأسرته فحسب وإنما على الوطن وعلى الصحافة اليمنية والعربية، وأنا شخصياً خسرت زميلاً صديقاً وأستاذاً ومعلماً وقدوة.

واصل حديثه بالقول: لقد مثل بشر أنموذجاً لعدة عقود تعلم على يديه ليس جيلاً واحداً وإنما أجيال.

مؤكداً أن الراحل كان يتسم بالهدوء والطيبة وبعد النظر، والتمسك بمبادئه وقناعاته، يخاصم حيث يستحق الموقف الخصام وسرعان ما يتسامح، لا يقاطع أحداً ولا يستعدي أحداً، رحمة الله تغشاه وتسكنه الجنة.

من جهتها نعت نقابة الصحفيين اليمنيين الفقيد، في بيانه لها تداوله بعض أعضاء النقابة من أصدقاء الراحل، ذكرت فيه مناقب الفقيد وحضوره طوال أكثر من ثلاثة عقود في المشهد الصحفي من خلال تقلده العديد من المناصب في الصحافة الحكومية والمستقلة.

الفقيد من مواليد 21 نوفمبر 1969م/ وله أربعة من الأبناء ثلاثة أبناء وفتاة واحدة.

تجدر الإشارة إلى أن العديد من الصحفيين تعرضوا خلال الفترة الماضية لضغوطات نفسية وملاحقة غير قانونية ولا عادلة، جراء الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد، وغياب الرواتب التي كانت تعمل على تغطية بعض الالتزامات، يحدث هذا أمام تعنت كبير من قبل المليشيا التي تحكم قبضتها على البلاد منذ خمسة أعوام.