الشفوت والسنبوسة في الصدارة: في ماليزيا.. رمضان في ضيافة الصائم اليمني!

متفرقات - Tuesday 14 May 2019 الساعة 02:17 pm
كوالالمبور، نيوزيمن، فاروق ثابت:

في سيردانج إحدى ضواحي العاصمة كوالالمبور، الشهر الفضيل على موعد مع الفرحة هناك حيث الآلاف من الجالية اليمنية والمحال والمطاعم اليمنية الزاخرة بكل ما لذ وطاب من مأكولات اليمن المتنوعة بنكهة الساحل والوادي، الصحراء والجبل معاً، ولكل مطعم إبداعه وطريقته المتخصصة في إجادة أي من هذه الألوان من الطعام..

وكعادة اليمنيين ينهمون قبيل حلول الشهر بيوم أو يومين لشراء مسلتزمات الشهر من المحال والبقالات اليمنية الممتدة على طول شوارع "سيردانج"، المدينة التي باتت مزاراً لكل اليمنيين والعرب على حد سواء يقصدونها من أنحاء متفرقة من ماليزيا، لشراء حاجيات الشهر ومسلتزماته، من ضمن ذلك الخبز والروتي اليمني الشهير الذي يتهافت عليه اليمنيون لأجل وجبة السحور.

في ماليزيا يكتظ الصائمون للإفطار والصلاة في مجمع سكاي فيلا السكني الذي بات أشبه من نار على علم، ولا يوجد صغير أو كبير إلا ويعرف ذلك المجمع السكني الذي يقطن فيه آلاف النازحين والطلاب ويؤم الكثير من أبناء الجالية لأجل صلاة الجمعة أو اقتناء أشياء خاصة أو زيارات أخرى، حيث يشكل اجتماع الإفطار والصلاة في هذا المجمع فرصة كبيرة وملتقى واسعاً لليمنيين للسلام والحديث والجلوس بعد أشهر من الانقطاع عن بعضهم بسبب انشغال الدراسة أو العمل أو غير ذلك..

ومع بداية كل غروب يستعد الصائمون بإفطارهم اليمني اللذيذ بالسنبوسة والشفوت والتمر فيما يداهم الصائم الإحساس بالسكينة مع جمال الجو والروحانية التي تهبط ساعة الغروب والسماء تتشكل بلوحة ذهبية تشكيلية من إبداع الرب.

وعادة ما ينشط البعض في كل عام من أبناء الجالية اليمنية بعمل مأدبات رمضانية في بعض مطاعم اليمن الأكل اليمني هو السائد والأكثر رغبة وجاذبية لدى الصائمين.

أن تخرج للتسوق أو لقضاء حاجة وصادف أن داهمك أذان المغرب وأنت في الشارع فحتما أنك لن تكون محظوظاً للحاق وجبة إفطار في أقرب مطعم يمني، فالازدحام سيصدمك وتكاد لا تصدق وانت ترى الصائمون يفيضون من داخل تلك المطاعم كأنك في موسم حج.. تراهم يفترشون الأرصفة والشوارع المحاذية لمطاعم اليمن، فهواة الأكل اليمني لا يقتصر على اليمنيين فحسب، ولكن العرب والماليزيين يتهافتون في أغلب الأحيان إليها بأعداد تفوق اليمنيين وبصورة مذهلة.

في ماليزيا روائح اليمن تفوح من منازل ومطاعم اليمنيين كأنك وسط صنعاء، فبائعات السنبوسة والأطفال مروجو الملوج، وناقلو الحلويات السفري يجعلونك لا تشعر بأي غربة مطلقاً.

المطاعم أيضا لها فلسفتها وخصوصيتها اليمنية وهي تنوع السفرة بين كل المأكولات.. تقدم الطعام اليمني بإبداع مذهل.

ومن ضمن هذه الخصوصية المتفردة إطلاق أسماء تاريخية لهذه المطاعم ك"سبأ، وباب اليمن، وحضروموت، ووادي حضرموت، وباب اليمن، وصنعاء وتاج صنعاء" وغير ذلك من الأسماء كنصف القمر والحمراء، وكلها باتت بيتاً لليمنيين هنا في ماليزيا في الشهر الفضيل وغيره..

في المنازل والمطاعم معاً لا تخلو سفرة الإفطار من السنبوسة والشفوت، وهما الوجبتان اللتان تتسيدان سفرة الصائم اليمني بشكل عام وتعدان قاسما مشتركا بين الطعام في المنازل والمطاعم على حد سواء.. 
كل رمضان وأنتم بخير