صفاء طفلة تهامية كانت ترعى أغنامها قبل أن يحولها لغم حوثي إلى أشلاء

المخا تهامة - Friday 01 November 2019 الساعة 03:17 pm
حيس، نيوزيمن، خاص:

في وقت مبكر من يوم الأربعاء 23 أكتوبر الماضي حيث بدأ الظلام ينقشع بهدوء على قرية الرباط جنوب غرب مدينة حيس، ويتسلل بزوغ فجر يوم جديد فتشرق الشمس وتسطع بذهبية أشعته الصبح البهي من على مرتفعات الجبال باسطاً النور على الحقول والسهول والقرى الريفية التي يتصف أهلها بمسابقة الشمس في شروقها وهم مفعمون بالطاقة والحيوية كما هي صفاء ذات الأربعة عشر عاماً.

فبعد وجبة إفطار تناولتها مع الأم والأب وبقية إخوانها، حذيفة وهدى وإسحاق، وما إن انتهت إذ بها آخذة خطى حثيثة تجاة زريبة أغنامها التي تحوي قطيعا صغيرا واعتادت بالاهتمام برعيهم يوميا.

خرجت من البيت متجهة نحو المرعى في مسيرتها وهي تنادي أغنامها كل واحدة باسمها ومتنقلة من ظل إلى آخر كلما توسطت الشمس كبد السماء.

كان يوماً صافياً لم تستتر الشمس فيه بغيمة، ولم تمنع خلالها هبات نسيم باردة تزيد صفاء نشاطاً وحيوية، لكن صفاء لم يصف لها اليوم كاملاً، فعندما حاولت أن تكمل تنقلها ظلت قدمها على لغم زرعته مليشيات الحوثي، حيث هز الانفجار المكان وأرعب السكان، مشكلاً غيمة ترابية علت الأجواء كسحابة لتسقط الطفلة التهامية أشلاء لحم مقطع.

كان يوماً حزيناً لأسرتها وأفراد قريتها الذين يفجعون دوماً بسقوط ضحايا جدد بألغام المليشيات التي حولت الساحل الغربي إلى أكبر حقل للألغام.