"السعيد" بالمخا بلا فصول وطلابها وسط الأتربة.. ومدرس: أوضاعنا لا تشبه حتى مخيمات النازحين

المخا تهامة - Monday 11 November 2019 الساعة 05:09 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

داخل خيمة دراسية ضيقة ومكتظة بالطلبة في مدرسة السعيد بالمخا، كانت الأتربة والغبار تغطي أرجاءها إلى حد أن الطلاب الذين يتلقون حصصهم الدراسية بداخلها يشعرون بالاختناق، فيما كانت معلمتهم تحاول جاهدة جذبهم للتركيز مع ما تقوله، دون فائدة.

ومرة أخرى هبت الرياح وبشكل أقوى مما أدى إلى دخول دفعه جديدة من الأتربة والغبار، فيما كان اثنان من الطلبة يحاولان تثبيت سبورة الفصل التي سقطت، كي تتمكن معلمتهم من الكتابة عليها مرة أخرى، لكن الرياح كانت تمنعهم من ذلك.

يبدو الوضع مشابها في الخيام العشر التي تم وضعها كفصول دراسية في تلك المدرسة التي دمرتها حرب المليشيات، وهو وضع أقل ما يوصف بالمأساوي، ويجعل الزائر يشعر بالحزن وهو يشاهد طلابها ومعلميهم بتلك الوضعية المحزنة.

ويشكو المدرسون من عدم قدرتهم على التدريس، بسبب الرياح التي تقتلع الخيام في كل مرة، فالخيام لا تتناسب مع طقس المخا المتقلب ما بين شديد الحرارة ورياح عاتية محملة بالغبار والأتربة.

تقول فردوس، المعلمة في الصف السادس الابتدائي، إن نحو 540 طالبا وطالبة في عشرة فصول دراسية يعانون الوضع ذاته.

تضيف، إن موسم الرياح وما تحمله من أتربة وغبار صعبت من الوضع الذي يعانون منه منذ إعادة العملية التعليمية للمدرسة وتم تزويدها بالخيام كفصول مؤقتة.

أما زميلتها أديبة أحمد، فتشكو من تشتت انتباه الطلاب وتركيزهم بسبب انشغالهم بتجنب الأتربة والغبار.

تقول أديبة، وهي معلمة متطوعة لم تتلق أجرها منذ سنوات كغيرها من المدرسات المتطوعات في المخا، إن الوضع لا يتركز على المخاطر الصحية بسبب الأتربة التي تثير حساسية الجهاز التنفسي فحسب، وإنما على مستوى ذكاء الطلاب وقدرتهم الاستيعابية.

تضيف، إن الطلاب وجميعهم أطفال في الصفوف الابتدائية، يبقون طوال الوقت منشغلين باتقاء المخاطر لخشيتهم من سقوط الخيمة عليهم، كما ينشغلون بحماية وجهوههم من الغبار المندفع من بابها.

تلفت وجوه الطلاب عند كل موجة رياح قادمة بقوة خوفهم من سقوط الخيمة على رؤوسهم، وما قد تحدثه دعائمها الحديدية من ألم يحاولون تجنبه، لا سيما وأن زميلاً لهم تلقى ضربة مفاجئة من أحد الأعمدة الساندة للخيمة أدخلته في غيبوبة مؤقتة قبل أيام.

يصف الأخصائي الاجتماعي سامي سهل، أوضاع المدرسة، بالمأساوي الذي لا يشبه حتى أوضاع النازحين، فقسوة الطقس مؤلمة على أطفال لا تتعدى أعمارهم عشر سنوات.

إدارة المدرسة وطلابها ومعلموها ناشدوا عبر نيوزيمن، المنظمات الإنسانية في المخا وعلى رأسهم الهلال الأحمر الإماراتي والمجلس النرويجي للاجئين مساعدتهم في توفير أجواء تعليمية مناسبة من خلال بناء فصول دراسية، كما دعوا السلطة المحلية إلى تقديم كافة التسهيلات.