البرلمان العراقي يقبل استقالة رئيس الوزراء

العالم - Sunday 01 December 2019 الساعة 02:55 pm
نيوزيمن، متابعات:

وافق مجلس النواب العراقي، الأحد، على استقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، وذلك في أول استجابه لمطالب الثورة الشعبية الهادفة مكافحة الفساد وانهاء النفوذ الايراني المتغلغل في مفاصل مؤسسات الدولة والحكومة العراقية.

وأعلن رئيس مجلس النواب سليم الحلبوسي أنه ستتم مخاطبة رئيس الجمهورية لتسمية رئيس حكومة جديد، حسب المادة 76 من الدستور العراقي.

وكان عبد المهدي قد أعلن السبت عزمه تقديم استقالته، مشيرا إلى "خطوة مهمة لتفكيك الأزمة وتهدئة الأوضاع في العراق".

وقال خلال جلسة لمجس الوزارء: "أرجو من مجلس النواب اختيار بديل سريع، لأن البلد بأوضاعه الحالية لا يتحمل حكومة تسيير أعمال يومية".

وشدد على ضرورة أن تفسح الحكومة الطريق لغيرها لمعالجة الوضع الراهن، متمنيا أن "يتوافق النواب بسرعة على الحكومة الجديدة وألا يطول وضع تصريف الأعمال".

وقال: "بعد مرور سنة على تشكيل الحكومة وصلنا إلى نقطة النهاية"، مؤكدا أن الحكومة سوت الملفات مع سائر الدول الإقليمية.

تجدر الإشارة إلى أن عدد قتلى احتجاجات العراق تجاوز الـ400، وفق إحصاء أوردته "رويترز" نقلا عن مصادر من الشرطة ومستشفيات، الجمعة.

وأظهر الإحصاء أن عدد قتلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية المستمرة منذ أسابيع، بلغ 408 قتلى على الأقل، معظمهم من المتظاهرين العزل.

وفي محاولة لتهدئة الشارع في ضوء تنامي الغضب الشعبي على جرائم القتل المتعمد للمتظاهرين المتهم فيها مسلحين تابعين لميليشيات موالية لطهران، أصدرت محكمة عراقية، الأحد، حكما بالإعدام على ضابط في الشرطة أدين بقتل متظاهرين، في أول حكم من نوعه منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية العارمة في البلاد قبل نحو شهرين.

وقضى حكم محكمة استئناف واسط، بـالإعدام على الضابط طارق الجابري، والسجن 7 سنوات على الضابط عمر السعدون، بتهم قتل المتظاهرين في تظاهرات سلمية خرجت في الأول من أكتوبر في محافظة واسط.

كما أصدرت السلطات العراقية، الأحد، مذكرة قبض ومنع سفر بحق الفريق جميل الشمري، المتهم بالمسؤولية عن سقوط العدد الكبير من القتلى خلال قمع احتجاجات في محافظة ذي قار جنوبي العراق، الخميس الماضي .

وكان الخميس، هو اليوم الذي سبق إعلان استقالة عبد المهدي، أكثر الأيام دموية منذ انطلاق الاحتجاجات في العراق في أكتوبر الماضي، حيث شهد مقتل 45 شخصا فضلا عن إصابة المئات.

وسقط 32 من هؤلاء وأصيب 255 آخرين في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، أثناء محاولة تفريق محتجين كانوا يغلقون جسر الزيتون في المدينة.

و يجمع المراقبون ان اجبار رئيس الحكومة العراقية الموالية لايران على الاستقالة يعد صفة قوية موجهة لطهران ومؤشر على بداية النهاية لنفوذها وهيمنتها على العراق منذ سقوط نظام الرئيس الاسبق صدام حسين قبل ستة عشر عاما .

لكن إيران سارعت بايفاد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني إلى بغداد في زيارة سرية غير معلنه كشفتها بعض وسائل العراقية، بينما ادلى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، بتصريحات ، الأحد، اكد فيها أن طهران ليست قلقة من الوضع في العراق.

وأضاف أن المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني يدير الأزمة ويسعى لحلها بشكل جيد.. حد زعمه.

وعلى الصعيد الميداني، تجددت الاشتباكات في محافظة النجف بين ميليشيات مسلحة تابعة لطهران والمتظاهرين الذين يحاولون اقتحام مرقد محمد باقر الحكيم، وتم استخدام الرصاص الحي في ساحة ثورة العشرين.

واستمرت المواجهات الليلية بين المتظاهرين وقوة حماية مرقد الحكيم في النجف، بعد فشل وساطة من شيوخ عشائر ورجال دين في المحافظة.

وفي كربلاء، قطع محتجون عددا من الطرق الرئيسية والتجارية وسط المدينة، من بينها طرق الضريبة وحي البلدية والجاير والسناتر ومجسر الضريبة.

كما خرجت تظاهرة طلابية كبيرة، حدادا على أرواح القتلى الذين سقطوا في النجف والناصرية.

وفي العاصمة بغداد، انطلقت مسيرات طلابية حاشدة وسط المدينة، باتجاه ساحة التحرير.