اختلسوا 350 مليون ريال سعودي.. هكذا عطّل "الإخوان" تحرير البيضاء

تقارير - Wednesday 08 January 2020 الساعة 09:38 pm
البيضاء، نيوزيمن، محمود زبين:

عانت مقاومة البيضاء كثيراً، من محاولات حزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين، إفشال كل الخطوات التي تسعى لتحقيقها في سبيل استعادة المحافظة من براثن الكهنوت الحوثي.

وقال قيادي في المقاومة البيضاء لـ"نيوزيمن"، إن قادة الإخوان استخدموا نفوذهم وهيمنتهم على قيادة الجيش الوطني في عرقلة دمج مقاومة البيضاء بالجيش والأمن، بالرغم أن أكثرهم غير مشاركين في جبهات البيضاء المشتعلة.

ولم تكتف قيادات تنظيم الإخوان بالفرجة على مقاومة البيضاء وهي تخوض وحيدة معارك غير متكافئة مع مليشيا الحوثي عدة أشهر، بل نصبوا بعض عناصرهم قيادات باسم "المقاومة" على الرغم من عدم زيارة أي منهم الجبهات، كما وجهوا أفرادهم من أبناء المحافظة للانتقال إلى مأرب والانخراط في الوحدات العسكرية المحصورة عليهم والخاضعة لإشرافهم المباشر.

واللافت أن كل اتفاق لضم مقاومة البيضاء إلى الجيش الوطني أو إصدار أوامر بضمها سواءً من الرئيس هادي أو رؤساء الحكومات تواجَه إما بالرفض أو بجملة من العراقيل والمثبطات على رأسها قطع المرتبات ومنع وصول الدعم العسكري حتى تصبح المسألة مع الوقت طي النسيان.

واتهمت قيادة المقاومة الشعبية في البيضاء حزب الإصلاح بعرقلة تحرير المحافظة من مليشيا الحوثي.

وأوضحوا في رسالة إلى التحالف العربي والرئيس هادي في فبراير 2018م، أنه بعد الاتفاق على خطة عمل لتحرير البيضاء كثمرة اجتماعات عقدت في يناير وفبراير 2018م بين قيادة التحالف العربي والسلطة المحلية وقيادة مقاومة البيضاء وتوجه القيادات إلى جبهاتهم لتنفيذ مهمة التحرير المكلفين بها فوجئوا بقيام خلايا الحزب بخلق إشكاليات وإرباكات كبيرة للمقاومة بغرض إفشال المهمة وخلط الأوراق وكان لهم ما أرادوا، حيث تمكنوا من عرقلة جميع ترتيبات التحرير المتفق عليها.

ويرى رجال المقاومة أن التنظيم الإخواني يسعى دوماً إلى اﻻستحواذ على الدعم المقدم من التحالف العربي، حيث قامت خلايا الحزب بعرقلة صرف المرتبات والمكرمات بحجج واهية، وحصر مسؤولية توزيعها على كوادرهم، ولا مساومة في ذلك.

حزب الرشاد على الخط

ولا يختلف قادة حزب الرشاد السلفي عن نظرائهم في تجمع الإصلاح، فمقاومة آل حميقان، آخر قلاع المقاومة في الزاهر والبيضاء، تتهم قادة "الرشاد" في المحافظة الذين تعتبرهم الشرعية قادة مقاومة الزاهر، بالاستحواذ على الدعم المالي والعسكري المقدم للجبهات.

ومؤخراً كشف أحد مستشفيات يافع (يقوم باستقبال جرحى آل حميقان وتقديم خدماته الطبية لهم مجاناً) عن عدم تسلم أي مبلغ من الشرعية، وذلك في رد على رسالة بعثها مدير المديرية نهاية العام الماضي طالبه فيها حسابات مالية عن المبالغ التي تم دفعها في حساب جرحى المديرية.

مؤخراً كشف اللثام عن أمر عملياتي صادر عن هيئة الأركان العامة بوزارة الدفاع بتاريخ 12 نوفمبر 2019م يقضي بدمج مقاومة كل من (الزاهر، ذي ناعم، والصومعة) في الجيش الوطني ضمن لواء جديد (175 مشاة) تابع لمحور البيضاء كما سمى القرار قيادته.
وقلل أحد مقاومي آل حميقان من أهمية هذا القرار، مشيراً إلى أنه ليس الأول، فقد حملت سنوات 2016 -2018 أوامر مشابهة حال حزب الإصلاح دون تنفيذها طوال الأعوام الماضية.

سرقة 350 مليون ريال سعودي

وعلى الرغم من أن المقاومة الشعبية ترى في ضم أفرادها إلى قوام الجيش الوطني تحقيقاً لأحد مطالبها؛ يخشى أبناء المقاومة أن يكون هذا القرار الذي شدد في مضمونه على إلغاء (المقاومة) عملية التفاف من قبل قيادات الإصلاح في الشرعية على مطالبهم لإسكات آخر البنادق المقاومة وإزالة آخر حجر عثرة أمام تمدد مليشيا الحوثي في ما تبقى من مديريات.

وكشف مسؤول رفيع في محافظة البيضاء، في حديث لـ"نيوزيمن"، عن تسلم حزب الإصلاح ما يقارب 350 مليون ريال سعودي بذريعة تحرير البيضاء مرتين في قانية والثالثة في فضحة، حيث يتوجه للجبهات لإيجاد حرب مؤقتة يتم التأجيج لها إعلاميا لاستلام الدعم المخصص وليس لتحرير المحافظة، مشيراً إلى أنه حتى وإن نوى حزب الإصلاح التحرير فعلياً، فبعد فشل ثلاث مرات فإن المجرَب لا يجرَب.

ودعا علي الرصاص، الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، وقوات التحالف العربي، إلى رسم الخطة الشاملة الجدية لتحرير المحافظة بقيادات جديدة غير "إخوانية"، منوهاً أن هناك كماً كبيراً من أبناء البيضاء على أتم الجاهزية والاستعداد للمشاركة في تحرير المحافظة سواءً تم ضمهم وإدراجهم في الجيش اليمني الوطني أو لم يضموا.