بعد تنديد وزيره بالنت.. الحوثي يقطع وصل اليمنيين بالعالم

تقارير - Monday 13 January 2020 الساعة 05:29 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

شهدت عدن مثلها كمثل بقية المحافظات اليمنية انقطاعاً مفاجئاً لخدمة الإنترنت، الخميس الماضي، وأربك كافة القطاعات خاصة الاقتصادية، مع تسببه بوقف مظاهر الحياة في العديد من المدن.

في حين ادعت مليشيات الحوثي، التي تسيطر على الاتصالات في صنعاء، أن عدداً كبيراً من الوصلات التراسلية للإنترنت خرجت عن الخدمة بسبب تعرض الكابل البحري فالكون للانقطاع في السويس ما تسبب في خروج أكثر من 80 بالمائة من سعات الانترنت الدولية في اليمن.

وشكك مختصون في قطاع الاتصالات أن يكون قطع الكابل البحري هو السبب في انقطاع خدمة الإنترنت بشكل شبه كلي في البلاد، تناوله نيوزيمن في خبر سابق.

>> مختصون يشككون بالرواية الحوثية.. اليمن خارج التغطية لليوم الرابع

وبدأت المليشيات "حرب الانترنت" وسيناريو الحجب المرحلي المتصاعد، بزيادات كبيرة ومتلاحقة في فترات متقاربة فرضتها على أسعار ورسوم الخدمة.

>> خطة حوثية لحجب مواقع وتطبيقات التواصل

وأدى انقطاع الانترنت إلى توقف العمليات المصرفية، حيث أكد صلاح سالم، مالك صرافة اليافعي، توقف جميع استلام وإرسال الحوالات، وقطع جميع المعاملات المصرفية ـ ما عدا صرف العملات الأجنبيةـ لارتباطها بالانترنت، بينما استفاد بعض الصيارفة من شبكة "عدن نت" لاستئناف عملهم.

وبيّن الباحث أحمد اليافعي في مساق ماجستير الإعلام، التأثير الكبير جراء انقطاع الانترنت، إذ إن الإنترنت جزء لا يتجزأ من ممارسات الأشخاص المختلفة. إذ أصبح كل شيء من التسوق، والخدمات المصرفية، والحصول على المعلومات، إلى البحث عن الترفيه، يتم عبر الإنترنت. لذا سيكون انقطاعه بمثابة صدمة للنسيج الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع.

وانقطع الاتصال بين الأسر الذي يعيش بعض أقاربهم في الخارج وذلك بعد توقف وسائل الاتصال الاجتماعي عن العمل، مما أدى إلى لجوء المقيمين في الخارج لتحمل تكاليف الاتصالات الدولية، للاطمئنان على أقاربهم. 

>> الانترنت في زمن الحوثي: إعادة اليمن للعصر الحجري!

قال عبدالاه الحسامي، أحد تجار الجملة، إن الانقطاع سبب حالة إرباك في سوق العمل بالذات للتأكد لوصول البضائع، وعرقلة في السجلات التجارية، والتي تُرفع أغلبها مؤخراً على الشبكة العنكبوتية. 

وشكا أحمد محمود طه، لنيوزيمن، وهو مالك محل "فوكس نت"، تكبده خسائر كبيرة جراء عزوف الزبائن عن دخول محله، بسبب عدم استطاعته تحميل المباريات والأفلام والمسلسلات.

وتذمر فاروق علي، أحد العمال قائلا: انقطاع النت بالنسبة لنا فاجعة، حيث يقتصر عمل المحل على الانترنت فقط.

وقال مدير مكتب بريد الشيخ عثمان مختار أشرف لـ"نيوزيمن": أربك انقطاع خدمة الانترنت عملية ترحيل الرواتب، وسداد الفواتير بمختلف أنواعها.

من جانب آخر اعتبر محمد الرشيدي من وكالة العيدروس للسفريات، انقطاع الخدمة كارثة، حيث تعثرت حجوزات الطيران، والحوالات المالية.

وأشار المحامي سلطان أحمد سعيد إلى الانعزال الذي حدث في قطاع القضاء وتأثره بهذا الانقطاع، حيث إن الملفات وجمع المعلومات للقضاة والمحامين تعثر بسبب توقف الانترنت.

واضطرت مكاتب الترجمة والطباعة إلى غلق أبوابها، والتوقف عن العمل، حيث إن جميع تعاملاتها عن طريق المراسلات، والتي تحتاج إلى خدمة الانترنت.

وشهد الطلب على خدمة الستالايت زيادة في الأيام الأخيرة، خصوصا من قبل مكاتب المنظمات الدولية والمنشآت الخاصة المتواجدة في عدن، والتي توقف جزء من أعمالها بسبب عدم القدرة على إرسال مراسلاتها إلى الخارج بسبب توقف الانترنت.

وأعلنت شركة الاتصالات "عدن نت"، قبل أيام عن توفير أجهزة استقبال جديدة بسعر "53000 "ريال يمني مما أدى إلى توافد المواطنين والوقوف في طوابير طويلة، واستغل البعض هذه الأزمة مما جعلهم يقومون ببيع الجهاز بعد الحصول عليه بمبلغ قد يصل إلى أربعة أضعاف سعره الأصلي.

الجدير بالذكر أن وزير الاتصالات الحوثي، ندد في مؤتمر صحفي سابق، بمستخدمي النت والشبكات الاجتماعية، وشدد على إجراءات "ترشيد" الاستخدام والحد من ساعات الإتاحة للخدمة، بينما رأت مصادر أن هذه الخطوة بمثابة إعلان رسمي دشن مرحلة جديدة من الحرب، على جبهة الانترنت والاتصالات والتراسل.