دعوة العواضي.. جذوة سبتمبرية أم كذبة أبريل؟!

السياسية - Wednesday 06 May 2020 الساعة 04:02 pm
البيضاء، نيوزيمن، مهيوب الفخري:

يتكئ العواضي في دعوته للنكف على القبيلة اليمنية بغطاء أخلاقي قيمي يتمثل في رفض الاعتداء على النساء اليمنيات متوعداً التنكيل بمن قام بهذا الجرم.

وتبعاً لذلك وجدت دعوته القبلية صدى منقطع النظير بين القبائل بمختلف مشارب زعاماتها لأنها تستوجب تلبيتها من القبائل لا سيما المجاورة بحسب التقاليد الراسخة، وما استنت القبيلة الفزعة والنكف إلا لمثل هذه المواقف القيمية المنتهكة. 

وكما استطاع العواضي بالحرص على أن تكون الدعوة قبلية بغطاء حقوقي أخلاقي لطالما ارتداه الحوثيون، سحب البساط من تحت أقدام الحوثيين الذين لطالما ارتدوا هذه العباءة المزركشة لاكتساب تعاطف الجماهير وحشد التأييد.


>> آل عواض مأرب والبيضاء في مواجهة مسلحي مران.. القضية وحروب الجغرافيا

كما أن تأكيد العواضي في كل ظهور إعلامي على موقفه الثابت من التحالف وعدم اعترافه بالشرعية -حتى الآن- جرد الحوثيين من اتخاذ مبررات اعتاد اليمنيون سماعها منهم عند التحضير للقضاء على شخصية بارزة معارضة أوقبيلة مناهضة مثل: الخيانة- التخابر- داعش- القاعدة... الخ.

كما يستند العواضي في مناهضته للحوثيين إلى أمر معنوي آخر تفضل به أسلافه عليه، ألا وهي سمعة العواضيين السبتمبريين وأدوارهم الحاسمة في مقارعة اﻹماميين منذ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ومرورا بفك الحصار عن صنعاء.

فهو بذلك -بنظر مؤيديه في مناطق الحوثيين على الأقل- مرشح لحمل لواء الجمهورية ضد اﻹماميين الجدد لتخليصهم مما يعانونه، لا سيما مع تلاشي فرصة الخلاص الوطني من الحوثيين والتي برزت كحالة يأس عارمة يمر بها الشعب اليمني وذلك بالنظر إلى أداء الشرعية خلال الخمس سنوات الماضية.

فحتى مع حديث العواضي عن عبدالملك الذي يصر على وصفه ب(السيد) وتذكيره بالعهود التي بينهما وعن أمله في عودة قيادة الحوثيين للحق، وجدت الدعوة القبلية صدى واسعا ما يبرز حالة اليأس لدى الجماهير وتعلقها بأي ومضة تحيي في النفوس الأمل بإمكانية القضاء على الحوثي وعصاباته.

ويؤكد هذه الحالة المتردية الموقف العام للشرعية المؤيد للدعوة وقد صرح بذلك قيادات في الجيش ليس أولهم رئيس الأركان بن عزيز ولن يكون آخرهم قائد محور بيحان، وموقفها هذا ليس حبا في العواضي بالطبع لكنه خشية الاصطدام بالجماهير التي لم تعد تفرق بين ما تأمله وما هو ممكن على الأرض.


فهل ستكون دعوة العواضي عود الثقاب الذي يشعل النيران في غابة الحوثي أما أنها كذبة أبريل التي طالت عدة أيام من مايو..؟ هذا ما ستخبرنا عنه الأيام وربما الساعات القادمة.