في زمن الحوثي.. مذيع أخبار التلفزيون اليمني يبيع القات في صنعاء

الحوثي تحت المجهر - Tuesday 15 March 2022 الساعة 04:34 pm
عدن، نيوزيمن:

على مدخل سوق لبيع القات في صنعاء، يفترش صدام الحاج، مذيع النشرة الرئيسية في التلفزيون الرسمي اليمني، الأرض ويمتهن بيع هذه النبتة، بعدما فقد عمله الحكومي في (قناة اليمن)، منذ أن سيطرت عليها مليشيا الحوثي الإرهابية.

وتظهر صور متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، مذيع الأخبار اللامع في التلفزيون اليمني، ذا الصوت المتميز، والمظهر الأنيق، يفترش رصيفا صغيرا بملابس رثة على مدخل واحد من أسواق صنعاء، ويزاول مهنة بيع القات لكسب لقمة عيش عائلته.

واضطر الإعلامي الحاج إلى العمل في هذه المهنة، بعد أن ضاقت قناة اليمن الحكومية، بنسختيها في صنعاء والرياض، ذرعا بالمبدعين والموهوبين، وأصبحت حكرا على "التافهين وأصحاب الولاءات الطائفية والحزبية". وفق تعبير الصحفي كمال السلامي.

ودفعت الحرب، بجانب ممارسات مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، الكثير من الإعلاميين والصحفيين إلى مغادرة مهنهم والتوجه نحو مزاولة أعمال أخرى، بينها أشغال شاقة، إلى جانب العمل في غسل السيارات، وجمع النفايات، وبيع الخضار، والمياه المعدنية، وغيرها.

وحول الحوثيون اليمن إلى أسوأ وأخطر بيئة للعمل الصحفي على مستوى العالم، إثر إغلاق الصحف والقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية وتهجير بعضها إلى خارج البلاد، ما أفقد العاملين فيها وظائفهم ورواتبهم، إلى جانب تعرضهم للملاحقة والاعتقالات والتعذيب والقتل والاختطافات والإخفاء القسري. 

ومنذ سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014م تعرض الإعلام اليمني لانتكاسة خطيرة، حيث تلاشت واختفت وسائل إعلام كثيرة، وذلك بُعيد ازدهار، وحضور وتنوع وانفتاح، ما دفع الصحفيين وغيرهم نحو رصيف البطالة والفقر وشدة الحاجة، وأجبرهم على البحث عن أعمال بديلة، قد تمكّنهم من سد رمقهم، وتعْصمهم من الجوع مع أسرهم.

وتغيب نقابة الصحفيين اليمنيين عن المشهد، ما انعكس سلباً على وضع الصحفيين اليمنيين وفاقم معاناتهم، ودفع بهم إلى رصيف البطالة والتشرد.