إب.. مليشيا الحوثي تقصي كوادر تربوية من عملها وتعين موالين لها
الحوثي تحت المجهر - منذ 5 ساعات و 51 دقيقة
إب، نيوزيمن، خاص:
تواصل مليشيا الحوثي تنفيذ سياسات إقصاء ممنهجة بحق الكوادر التربوية في محافظة إب، في إطار مساعٍ أوسع لإعادة تشكيل مؤسسات التعليم بما يتوافق مع توجهاتها السياسية والفكرية، ممارسات لا تقتصر على إجراءات إدارية معزولة، بل تأتي ضمن نهج متكامل يهدف إلى إحكام السيطرة على قطاع يُعد من أكثر القطاعات تأثيرًا في تشكيل الوعي المجتمعي، خصوصًا في أوساط الأجيال الناشئة.
تشير الوقائع المتداولة في المحافظة إلى أن عمليات الإقصاء تتم غالبًا دون معايير مهنية أو قانونية واضحة، حيث يُستبعد معلمون وإداريون يمتلكون سنوات طويلة من الخبرة، بذريعة “الغياب” أو “إعادة تنظيم العمل”، في حين يتم تعيين بدلاء ينتمون للجماعة أو يدينون لها بالولاء. هذا النهج يعكس تحوّل الوظيفة التعليمية من إطارها المهني والخدمي إلى أداة سياسية تُدار على أساس الانتماء لا الكفاءة.
ويترتب على هذه السياسات آثار عميقة على العملية التعليمية نفسها، إذ يؤدي تغييب الكفاءات التربوية إلى تراجع مستوى التعليم، وإلى إفراغ المدارس من الخبرات القادرة على الحفاظ على الحد الأدنى من الجودة التعليمية. كما أن إحلال عناصر غير مؤهلة في مواقع التدريس والإدارة يسهم في تشويه المحتوى التعليمي وتوجيهه نحو مضامين أيديولوجية، بما يهدد حيادية التعليم ودوره التنموي.
ويتسبب إقصاء التربويين في تفاقم الأوضاع المعيشية لآلاف الأسر في إب، خاصة في ظل انقطاع الرواتب منذ سنوات. فالمعلم الذي يُقصى من عمله يُحرم من مصدر دخله الوحيد، ما يدفعه إلى البحث عن أعمال هامشية أو مغادرة المحافظة، الأمر الذي يخلق حالة نزيف بشري في قطاع التعليم ويزيد من هشاشته
في سياق الأحداث يمكن قراءة هذه الإجراءات ضمن مساعي الجماعة لإعادة هندسة المجتمع على المدى الطويل، عبر السيطرة على مفاصل التعليم وتوجيهه لخدمة مشروعها. فالتعليم بالنسبة للحوثيين ليس مجرد خدمة عامة، بل ساحة صراع أساسية لفرض الرواية الفكرية وتعزيز النفوذ، وهو ما يفسر الإصرار على إحكام القبضة على المدارس والمعاهد التربوية.
في المجمل يعد إقصاء التربويين في محافظة إب واستبدالهم بموالين لمليشيا الحوثي يشكل تهديدًا مباشرًا لمستقبل التعليم، ويكرس حالة من التدهور المؤسسي والاجتماعي يصعب تداركها على المدى القريب. كما يعكس هذا السلوك غياب أي رؤية إصلاحية حقيقية، مقابل هيمنة الاعتبارات السياسية والأيديولوجية على حساب حق المجتمع في تعليم مهني ومحايد
لا يقتصر الأمر على المعلمين وحدهم، فبحسب مصادر محلية أن المليشيا أسقطت المئات من الموظفين في عدة قطاعات أبرزها التربية والتعليم وقطاع الصحة، وقامت بإحلال آخرين من الموالين لها، وأشارت المصادر إلى أن من تم اسقاطهم من وظائفهم يعملون في الميدان وبعضهم من المختطفين في سجونها منذ سنوات.
>
