جواس.. أيقونة قائد أرعب الحوثي وأزعج خصوم الدولة وتجار الحرب

تقارير - Thursday 24 March 2022 الساعة 08:45 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

شغلت حادثة اغتيال اللواء الركن ثابت جواس، مساء يوم أمس، بتفجير سيارة مفخخة شمالي عدن، اهتمام اليمنيين قادة ونخبة ومواطنين، بشكل لافت بالحديث عن الرجل وتسليط الضوء على شخصية توارت عن المشهد قسراً رغم تاريخها العسكري المشهود له.

فاسم الرجل ارتبط مع تفجر تمرد جماعة الحوثي ضد الدولة في صعدة عام 2004م، والتي كانت سبباً في عودته للقيادة العسكرية بعد 20 عاماً من التجميد عقب حرب 94م كحال الآلاف من القيادات الجنوبية العسكرية، حيث تم تعيينه قائداً للواء 15 مشاة في محافظة حجة.

أسند إلى جواس ولوائه إلى جانب ألوية الجيش مهمة التصدي لتمرد الحوثي، لتنجح الحملة التي قادها الرجل في محاصرة قائد التمرد حسين الحوثي في أحد الكهوف بمنطقة النقعة، ليلقى مصرعه بسلاح جواس الشخصي.

ورغم هذا الإنجاز العسكري، أقال الرئيس السابق صالح جواس من منصبه في قيادة اللواء إلى جانب عدد من القيادات العسكرية التي كانت محسوبة على الجنرال علي محسن الأحمر مع اندلاع أحداث 2011م.

ومع سقوط صنعاء والدولة بيد جماعة الحوثي في سبتمبر 2014م، رفض الرجل الهروب من البلاد لحماية نفسه من انتقام الجماعة وانتقل إلى منطقته في ردفان بمحافظة لحج، ليعود الرجل مجدداً إلى الميدان العسكري مع زحف مليشيات الحوثي نحو الجنوب في مارس 2015م.

ساهم الرجل بفعالية في تكوين المقاومة الشعبية لمواجهة الحوثيين، وتحديداً في مثلث "لحج" و"الضالع"، واستطاع تجميع الآلاف من الشباب في المنطقة لصد زحف الميليشيا، وكان الدور الأبرز له بعد صدور قرار من الرئيس هادي في مارس 2015م بتعيينه قائداً للقوات الخاصة في عدن بدلاً عن قائدها المتمرد عبدالحافظ السقاف الذي أعلن ولاءه للحوثي.

قاد جواس بجدارة معركة اقتحام معسكر القوات الخاصة في عدن ونجح في إخماد تمرد السقاف الذي فر من المدينة، ليعود الرجل إلى جبهة العند لحج – الضالع بهدف تعزيزها أمام زحف مليشيات الحوثي الانقلابية.

وكاد جواس أن يسقط أسيراً في يد المليشيات إلا أنه نجا بأعجوبة من الكمين الذي تعرض له وزير الدفاع محمود الصبيحي واللواء فيصل رجب والعميد ناصر منصور شقيق الرئيس هادي، حيث شاءت الظروف أن يتأخر عن اللحاق بهم.


ورغم إسهامات الرجل الهامة بالتصدي لمليشيات الحوثي إلا أن سرعان ما بدأ تهميشه من قبل قيادة الشرعية التي أصدر رئيسها هادي قراراً في نوفمبر 2016م بتعيينه قائداً لمحور العند وقائد اللواء 131 مشاه، وظل هذا التعيين أشبه بقرار إقالة للتقاعد بمنحه منصباً فخرياً، فلا وجود للمحور على الأرض ولا إمكانيات لواء حقيقي منحت له.

وجاء هذا التهميش للراحل جواس من قبل هادي ومقربيه بأن الرجل صعب التطويع لمشاريعهم الخاصة ومعاركهم البديلة ضد الجنوب عن المعركة ضد الحوثي، وتجلى ذلك في عدم مشاركة الرجل في حروب الشرعية العبثية في عدن والجنوب خلال السنوات الأربع الماضية.  

ليبقى الرجل أسيراً لهذا المنصب الفخري دون أي دور فاعل في الميدان، بل ومنزوع من أي وسائل حماية له على الرغم من كونه على رأس قائمة الانتقام لجماعة الحوثي، وهو ما كشفته حادثة الاغتيال، أمس الأربعاء، حيث انفجرت سيارة مفخخة استهدفت سيارته "المدنية" يقودها نجله ومرافقه الشخصي وهو نجل شقيقته (زوج ابنته) وجميعهم قضوا بالحادثة.

حادثة لم تكن الأولى التي تحاول فيها جماعة الحوثي اغتياله، فقد سبقها محاولات نجا منها، أبرزها حادثة استهداف منصة العرض في قاعدة العند عام 2019م، وآخرها محاولة اغتياله عبر تفجير سيارة مفخخة قرب بوابة مطار عدن في أكتوبر الماضي، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 50 مدنياً.

حيث كشفت مصادر أمنية وإعلامية بأن جواس كان هو المستهدف من الحادثة، عقب وصوله إلى مطار عدن، إلا أن سيارته مرت قبل الانفجار بدقائق، وهو ما يعكس حجم الرصد والملاحقة من أعدائه وسط خذلان مؤلم من خصوم أعدائه.