اللقاء التشاوري.. توحيدًا للجهود واستحضارًا للقضية

الجنوب - Monday 08 May 2023 الساعة 03:07 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

في إطار مساعي المجلس الانتقالي الجنوبي لتوحيد الأطراف الجنوبية ضمن خطاب سياسي موحد، انطلقت الخميس الماضي أولى جولات اللقاء التشاوري للأحزاب والمكونات السياسية الجنوبية ومنظمات المجتمع المدني، بدعوة من فريق الحوار الوطني الداخلي. 

وفي سياق البناء السياسي الذي بدأه المجلس الانتقالي الجنوبي بهدف احتواء الخطاب السياسي لدى المكونات الجنوبية، يسعى اللقاء التشاوري إلى خلق مساحة سياسية مشتركة قادرة على دمج الأمزجة الجنوبية، بما يخلق تصورًا لمفهوم للدولة الجنوبية وتطلعات المجتمع الجنوبي، ضمن معطيات المرحلة واستحقاقات القضية. 

توحيد الجهود 

ويهدف اللقاء التشاوري، الذي يرعاه المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى تعزيز الساحة الجنوبية وتحشيد القوى والمكونات السياسية ضمن أرضية مشتركة، بما يتيح الفرصة لتقريب وجهات النظر وصياغة رؤية جنوبية مشتركة قادرة على استيعاب استحقاقات المرحلة وتحدياتها. 

وفي هذا السياق، قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح، إن "اللقاء التشاوري في عدن يهدف لجمع الصف الجنوبي وتقريب وجهات النظر وصياغة رؤية جنوبية موحدة لمواجهة استحقاقات وتحديات المرحلة المقبلة". 

وأشار صالح، ضمن حديثه لـ "سبوتنيك"، إلى أن اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية يأتي "نتاجا لسلسلة طويلة من اللقاءات التي عقدها فريقا الحوار الجنوبي الداخلي والخارجي المشكلان بقرار رئيس المجلس في مايو/أيار من العام 2021، ثم أعيد تشكيله مرة أخرى في أغسطس/آب 2022، وهي اللقاءات التي شملت مختلف المكونات والشخصيات الجنوبية في الداخل والخارج". 

ولفت إلى أن اللقاء الذي انطلق بدعوة من فريق الحوار الوطني الداخلي الجنوبي، ويمتد من 4 مايو الجاري وحتى 7 من الشهر ذاته "يضم طيفًا واسعًا من الشخصيات السياسية وممثلي الأحزاب والمكونات السياسية والمجتمعية الجنوبية". 

وذكر أن اللقاء يهدف إلى "تقريب وجهات النظر للخروج برؤية جنوبية موحدة عن ماهية وشكل الدولة الجنوبية القادمة، وإيجاد أرضية مشتركة للعمل السياسي الجنوبي القادم ينطلق منها الجميع وبما يواكب استحقاقات المرحلة المقبلة وتحدياتها وكذا الخروج بميثاق للعمل الوطني الجنوبي سيتم التوافق عليه في ختام اللقاء". 

تعزيز القضية 

وفي حين يجسد اللقاء التشاوري نموذجًا لعملية البناء السلمي في بيئة مشتركة، يرى مراقبون أن هذه العملية ستعمل على تعزيز حضور القضية الجنوبية في عمليات السلام في اليمن، بما يفرض على الأطراف المحلية والإقليمية حلًا عادلًا يرتضيه الجنوبيون لقضيتهم. 

وفي هذا السياق، اعتبر مدير مركز سوث 24 للدراسات في عدن، يعقوب السفياني "إعلان اللقاء التشاوري الجنوبي في العاصمة عدن بين الأطراف والمكونات السياسية والمدنية والمجتمعية والقبلية الجنوبية، خطوة متقدمة للغاية". حد وصفه.

وذكر السفياني، في إطار حديثه لـ"نيوزيمن"، أن "الفضل في هذه الخطوة، يعود للمجلس الانتقالي بشكل كبير، وتحديدًا لجان الحوار الداخلي والخارجي التي شُكلت في أغسطس من العام الماضي بموجب قرار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي". 

وقال إن "اللجان التقت بمختلف الأطراف والأفراد والكيانات والأطياف الجنوبية في الداخل والخارج، ضمن خطة لتقريب وجهات النظر، وتوحيد الصف وتعزيز اللحمة الجنوبية، في سبيل الهدف المشترك الذي يجمع معظم الجنوبيين، وهو الانتصار لقضية شعب الجنوب، من خلال استعادة الدولة التي فقدها الجنوبيون عام 1990م". 

وفي حين يرى السفياني، أن عقد اللقاء التشاوري خطوة متقدمة، يعتقد أنها لا تصب في مصلحة الجنوب فقط، إذ اعتبرها خطوة نادرة وفريدة من نوعها في اليمن عمومًا. 

وأضاف: "قد يساعد نموذج اللقاء التشاوري الجنوبي في ترسيخ ثقافة الحوار، وتعزيز سبل حل المشكلات بالطرق السلمية بعيدًا عن العنف، وهذا ربما سيفتح مسارات الحوار مع مختلف الأطراف في اليمن". حد تعبيره. 

وأشار إلى أن "قضية أهل الجنوب التي يمثلها المجلس الانتقالي الجنوبي في الوقت الراهن، ستكون أكثر حضورًا على طاولات المفاوضات، سواء بين أطراف المجلس الرئاسي أو أطراف الحكومة الشرعية، أو حتى مع الحوثيين في الشمال". 

وتابع: "المجتمع الدولي سيكون أكثر إدراكًا بأهمية هذه القضية ومحوريتها في أي مفاوضات للحل، وفي أي خطة للحل، في حال كانت هناك خطة تبحث عن سلام مستدام، ولا تسعى لتأجيل أو ترحيل المشكلات والتأسيس لدورات صراع عنف في اليمن". 

وأضاف: "هذه اللقاءات ستعزز من حضور القضية الجنوبية على طاولات مفاوضات الحل السياسي الشامل، وستفرض على المجتمع الإقليمي والدولي والأطراف المحلية الحل العادل لهذه القضية بما يرتضيه الجنوبيون وبالشكل الملائم لتطلعاتهم وتضحياتهم التي قدموها على مدار ثلاثة عقود". 

واختتم: "ستعمل هذه اللقاءات على تقديم القضية الجنوبية بشكلها الحقيقي وستفرض على الأطراف حلًا عادلًا يليق بتضحيات الجنوبيين التي قدموها منذ عام 1990، وحتى اليوم من شهداء وجرحى، وما حصل للأرض والإنسان خلال هذه الفترة، ولذلك يعتبر اللقاء التشاوري خطوة في غاية الأهمية في الوقت الراهن".