الأهالي مهددون بالموت عطشاً.. حيس مدينة بلا ماء للشهر الثاني

المخا تهامة - Friday 25 August 2023 الساعة 07:59 am
حيس، نيوزيمن، خاص:

يعاني سكان مدينة حيس، جنوب محافظة الحديدة، أزمة مياه خانقة للشهر الثاني على التوالي، في ظل غياب الجهات المسؤولة عن إصلاح الأعطال الفنية التي أدت إلى خروج الخدمة عن المواطنين بالمدينة.

ويتكبد آلاف الأهالي المعاناة يومياً أثناء رحلة شاقة للبحث عن المياه، وقطع مسافات طويلة إلى المزارع الواقعة خارج المدينة من أجل الحصول على لترات قليلة لجلبها للمنازل؛ فضلاً عن توجه آخرين صوب الخزانات الاسعافية غير الآمنة التي يتوافد إليها غالبية السكان والمتواجدة قرب مقالب النفايات ما يهدد حياتهم بالمخاطر والأمراض. 

ويستفيد من مشروع المياه المتوقفة في حيس قرابة "50" ألف نسمة وما يزيد عن "7" آلاف اسرة نازحة في مركز المدينة.

وعبر عدد من النساء في حي ربع السوق في حيس، عن أسفهن لموقف السلطة المحلية بالمديرية وتجاهلها العبث الحاصل وانقطاع المياه عنهم دون تحريك أي ساكن.. كان ذلك أثناء نزول فريق "نيوزيمن" لجولة في المدينة لتلمس معاناة وهموم المواطنين، لينقلوا عبرهم أبرز قضية تعاني منها حيس.

إحدى النساء المتجمهرات تدعى "فطوم" متسائلة وبصوت غاضب يلخص حجم المعاناة، "وين المجلس المحلي وين الحكومة؟ عيالنا بتموت من العطش حرام عليكم، احنا حالتنا حالة مافيش معانا فلوس نشتري وايتات ماء، الوايت بـ8 آلاف سعة الف لتر، احنا مافيش معانا نأكل وكل واحد معه عشرة أطفال بالبيت".

من جانبها قالت الحاجة رُقية أحمد، "أني عجوز في بيتي حالتي حالة، كل يوم اطوف الشوارع كلها من أجل دبة 20 لتر، الوايت (البوزة) سعة ألف لتر، نتشارك فيه ثلاث اُسر بعد ما تطلع أرواحنا".

وأضافت رُقية، "اخرج ابيع خبز الكدر، احياناً ابيع واحصل رزق المكتوب، واحياناً ما احصل حتى قيمة تعبي". 

واختتمت حديثها بالقول، "كل ذلك لأجل اشتري ماء، والله والذي نفسي بيده انني اطوف كل مكان من أجل ابيع الكدر واحصل مصروف لقوت عيالي".

وفي سياق متصل أوضح سكان محليون في حيس، ان مشكلة المياه اصبحت معقدة بالنسبة لهم نتيجة الأعطال والمشكلات المتكررة التي تحصل للمشروع، مؤكدين ان المؤسسة تقوم بعملية ابتزاز للمواطن مقابل توفير خدمة المياه، في حين المواطن يعاني من عدم حصوله على المياه الكافية ويعيش في ازمة خانقة منذ إنشاء المشروع في عام 2000 وتوصيله للأهالي.

المواطن احمد ياسين جبيلي، وبصفته أحد الشخصيات الاجتماعية في المديرية يقول ان سبب تدهور مشروع المياه في حيس يعود إلى عدم وجود كادر مؤهل يديره، مشيراً إلى ان هناك عشوائية في الشبكة الداخلية المتسببة في ضياع المياه وهي مفتعلة ومتعمدة.

وأضاف في تصريح لـ"نيوزيمن": هناك من يمارس دور الضحية على المواطن في المؤسسة بينما هو الجلاد ويمارس الفساد الإداري باسم المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي، دون رقابة أو محاسبة من الجهات المعنية.