قرصنة حوثية مدفوعة الأجر.. مفاوضات (مكسيكية-إيرانية) لإطلاق طاقم (جالاكسي ليدر)

تقارير - Thursday 22 February 2024 الساعة 09:18 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

كشفت مصادر سياسية في صنعاء عن مفاوضات إيرانية - مكسيكية للإفراج عن مكسيكيين اثنين مختطفين لدى مليشيا الحوثي، المصنفة -أمريكياً- جماعة إرهابية، ضمن طاقم السفينة جالاكسي ليدر المختطفة لدى الجماعة منذ 19  نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.

 وتحدثت المصادر عن زيارة  مسئول دبلوماسي مكسيكي إلى صنعاء خلال يناير الماضي وتمكينه من الالتقاء بالمواطنين المكسيكيين والتحقق من حالتهما الصحية وظروف اعتقالهما.

 وكشفت وزارة الخارجية المكسيكية في 22 يناير الماضي عن إجراء السفير المكسيكي في إيران مكالمة هاتفية مع المكسيكيين المختطفين اللذين أفادا بأنهما تلقيا العلاج المناسب، مؤكدة تمتعهما "بصحة جيدة ويتلقيان معاملة جيدة".

من جانبه أعلن وزير النقل البلغاري جيورجي جفوزديكوف، في 30 يناير 2024 أنّ طاقم سفينة الشحن "جالاكسي ليدر"،  البالغ عددهم 25 فرداً آمنون وسيعودون قريباً إلى بلغاريا، في إشارة الى إجراء مفاوضات مماثلة لإطلاق سراحهم. 

ونقلت محطة "بي تي في" التلفزيونية، عن الوزير البلغاري قوله إن ّ"معلوماتنا بشأن بحّارة جالاكسي ليدر الذين احتجزوا في البحر الأحمر تشير إلى أنهم بخير، وبأمان، ويقيمون في فندق".

وفي أعقاب اختطاف السفينة سارع الرئيس الفلبيني لإرسال وفد إلى طهران للتفاوض مع إيران حول الإفراج عن طاقم السفينة جلاكسي ليدر وبينهم 17 فلبينياً من بين 25 بحاراً، فيما اعتبر حينها دليلاً إضافياً على أن المليشيا الحوثية مجرد أداة تنفذ التعليمات الإيرانية في زعزعة استقرار المنطقة العربية.

  وصاية إيرانية واستثمار حوثي في معاناة غزة

وتكشف هذه التطورات جانباً من صور الوصاية الإيرانية على مليشيا الحوثي في صنعاء، وكذا نزوع الجماعة نحو إطلاق سراح أفراد طاقم السفينة المختطفة مقابل مبالغ مالية تحت مسمى (فدية) اتساقاً مع أساليب الجماعات الإرهابية مثل: تنظيمي القاعدة وداعش لجمع الأموال وابتكار مصادر دخل مالية لتمويل حروبها وأعمالها التخريبية.

وتأتي هذه التطورات وسط أنباء بتحصيل مليشيا الحوثي أموالا من شركات شحن أوروبية مقابل مرور سفنها في مياه البحر الأحمر، وذكرت تقارير إعلامية أن الأموال يتم تحويلها لحسابات بنكية خارجية يديرها الناطق الرسمي للحوثيين محمد عبد السلام، وأن متوسط ما تدفعه السفينة نصف مليون دولار،  ما يعني أن مليشيا الحوثي حصلت على أموال في هذا الشهر لا تقل عن 180 مليون دولار.

وفي سياق متصل بطاقم السفينة جالاكسي ليدر، عبرت منظمات بحرية عالمية في 19  فبراير / شباط 2024 الجاري عن قلقها العميق بشأن البحارة الأسرى، القادمين من بلغاريا والمكسيك ورومانيا وأوكرانيا والفلبين، مشيرة إلى أن "البحارة ال25 الذين يشكلون طاقم Galaxy Leader هم ضحايا أبرياء للعدوان المستمر على الشحن العالمي، ومحنتهم هي مصدر قلق كبير، حيث يستمر مجتمع الشحن التجاري في التعرض للهجوم". 

وشددت في بيان لها على وجوب بذل المنظمات الدولية والدول كل الجهود لضمان إطلاق سراح البحارة، وأضافت: "من البغيض أن القوات العسكرية احتجزت البحارة واحتجزتهم بعيداً عن أسرهم وأحبائهم لفترة طويلة جدا. يجب إطلاق سراح جميع أفراد طاقم جالاكسي ليدر البالغ عددهم 25 شخصا الآن".

 ومن بين الموقعين على البيان الرابطة الآسيوية لمالكي السفن (ASA)، ورابطة الملاحة الإسبانية (ANAVE)، ورابطة مالكي السفن في جزر البهاما، وBIMCO، وغرفة التجارة البحرية، والغرفة الدولية للشحن، ومجلس الشحن العالمي، بالإضافة إلى العديد من الجهات الأخرى.

قرصنة حوثية سابقة لحرب إسرائيل على غزة 

وأثار تصاعد الوضع الأمني في البحر الأحمر  مخاوف حيال تأثير الصراع على حركة التجارة وتكاليف الشحن، فقد أعلنت عدد من شركات الشحن الكبرى تحويل مسار شحناتها عبر طرق ملاحية بديلة، مما قد تكون له تداعيات محتملة على سلاسل الإمداد العالمية وتجارة السلع الأولية، حسب تقرير صندوق النقد الدولي (مستجدات آفاق الاقتصاد الإقليمي -الشرق الأوسط- يناير 2024).

وعلى النقيض من ادعاءاتها بأن هجماتها تأتي رداً على الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة تؤكد الوقائع الزمنية أن جرائم القرصنة الحوثية الممنهجة في مياه البحر الأحمر والعربي سبقت حرب إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023م، بأكثر من 6 سنوات ماضية، حيث دأبت الجماعة الإرهابية على مهاجمة سفن الشحن الدولية المارة بالبحر الأحمر بزوارق هجومية وانتحارية، أدت في مجملها إلى تدمير وإتلاف والسطو والاستيلاء على عشرات السفن ومقتل وإصابة واعتقال واختطاف عشرات البحارة.

وكان خبراء الأمم المتحدة لاحظوا زيادة هذه الجرائم، حيث أشار تقرير خبراء الأمم المتحدة الذي رفع إلى مجلس الأمن في 29 يناير 2022 إلى زيادة إطلاق زوارق الحوثيين والألغام البحرية والطائرات المسيرة التي تهدد سفن الشحن، والاستفادة من ميناء الصليف ورأس عيسى والحديدة لاستهداف الممرات الملاحية في جنوب البحر الأحمر. 

وجاء في التقرير: "إن إطلاق القوارب المفخخة من مناطق سيطرة الحوثيين زاد بشكل كبير"، مؤكداً أن الحوثيين يتعمدون جمع هذه العبوات الناسفة المحمولة بالماء في مينائي الحديدة والصليف وإطلاقها منهما.

 تابع أيضا

>> على خطى "القاعدة".. قرصنة حوثية ممنهجة تسبق حرب إسرائيل على غزة بـ6 أعوام

>> الحوثي يُحوِّل "غلاكسي ليدر" إلى غرفة لإدارة عمليات القرصنة البحرية

>> تقرير دولي: الحديدة وجزر اليمن نقاط محورية للحوثي لتنفيذ القرصنة البحرية

>> ارتفاع تكاليف التأمين والنقل.. قرصنة حوثية تعصف بحركة التجارة الدولية

>> الحوثي يتاجر بمعاناة غزة.. نصف مليون دولار رسوم مرور السفن في البحر الأحمر

>> مليشيا الحوثي تنقل السفينة جلاكسي بالقرب من خزان صافر البديل