على خطى "القاعدة".. قرصنة حوثية ممنهجة تسبق حرب إسرائيل على غزة بـ6 أعوام
السياسية - Saturday 20 January 2024 الساعة 12:05 pmقبل حرب إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023م، بأكثر من 6 سنوات ماضية، كانت مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- تهاجم سفن الشحن الدولية المارة بالبحر الأحمر بزوارق هجومية وانتحارية، أدت في مجملها إلى تدمير وإتلاف والسطو والاستيلاء على عشرات السفن ومقتل وإصابة واعتقال واختطاف عشرات البحارة.
وعقب انقلابها على مؤسسات الدولة في سبتمبر/ أيلول 2014 سارعت مليشيا الحوثي بدوافع وأهداف استراتيجية إيرانية للانتشار على قرابة 300 كيلومتر من الخط الساحلي للبحر الأحمر، والعديد من الجزر البحرية، لتنفذ عشرات الهجمات على السفن التجارية بقوارب هجومية وأخرى انتحارية مستلهمة بذلك خطى منظمات وتنظيمات إرهابية مثل نمور التاميل وتنظيم القاعدة.
وفي هذا السياق يمكن رصد عدد 10 هجمات وأعمال قرصنة حوثية في البحر الأحمر خلال العام 2017، والاستدلال بأهم تلك العمليات بداية بالسفينة الإماراتية HSV-2 Swift التي تعرضت عام 2016 لهجوم قارب حوثي انتحاري، تبعها مطلع العام 2017 استهداف 3 زوارق حوثية لسفينة سعودية أثناء قيامها بدورية استطلاع غرب ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل اثنين من طاقمها وإصابة 3 آخرين.
ومنتصف العام نفسه هاجمت الجماعة ناقلة نفط تحمل علم جزر مارشال تسمى "موسكي" بواسطة زورق بحري أطلق 3 قذائف آر بي جي، تبعه هجوم مماثل على سفينة إماراتية بصاروخ موجه أثناء خروجها من ميناء المخا، ما أسفر عن إصابة أحد طواقمها.
9 هجمات حوثية على سفن تجارية عام 2018
وخلافا لما اعلنته قوات التحالف العربي من عمليات إحباط لهجمات قوارب حوثية على سفن نفطية وتجارية وموانئ خلال العام 2018، سجلت وحدة الرصد في (نيوزيمن) وقوع 9 هجمات وقرصنة حوثية عام 2018، منها 3 عمليات استهدفت ناقلات نفط سعودية وسفينة بضائع ومواد غذائية تركية.
وعام 2019 كشفت البيانات تسجيل 5 هجمات حوثية على سفن تجارية بمياه البحر الأحمر، من هذه العمليات استيلاؤهم في نوفمبر 2019 على سفينة سعودية وقارب يحمل علم كوريا الجنوبية، وحينها أكد المتحدث باسم قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي، أن قوات التحالف تلاحق الحوثيين الذين يهددون الملاحة البحرية، مشيرا إلى أن قوات التحالف صدت قاربا مفخخا كان يستهدف سفينة تجارية في البحر الأحمر، معلنا خلال ذات الفترة تدمير 5 قوارب مفخخة شمال ميناء الحديدة.
استيلاء حوثي على عبّارة عمانية واعتقال 20 بحاراً
واستولت مليشيا الحوثي عام 2020 على عبّارة عمانية بعد أن جنحت بسبب الرياح إلى جزيرة صغيرة قبالة ساحل الحديدة، واعتقلت طاقمها المكون من 20 بحاراً من الجنسيتين المصرية والهندية لاكثر من عام، واستولت عملياً على العبّارة، في واحدة من اهم 5 هجمات قرصنة حوثية عام 2020م.
وتوالياً، سجل العام 2021 عدد 9 عمليات قرصنة حوثية على سفن تجارية ونفطية في البحر الاحمر، خلافا لما اعلنه التحالف العربي لدعم الشرعية حينها من تدمير لـ100 قارب أطلقها الحوثيون لاستهداف الممرات الملاحية الدولية.
إحباط 100 هجوم بحري حوثي عام 2022
وفي تطور لافت لعمليات القرصنة الحوثية الممنهجة في مياه البحر الاحمر وباب المندب، اعلن التحالف العربي عام 2022 ارتفاع مؤشر المخاطر على الملاحة الدولية في الممر البحري المقابل لميناء الحديدة، وذلك عقب تلقيه نداء استغاثة من ناقلة نفط تعرضت لهجمات مسلحة حوثية قبالة ميناء الحديدة، معلنا خلال ذات الفترة إحباط أكثر من 100 هجوم بحري حوثي على سفن شحن وناقلات نفط وسفن مدنية.
وقبل أن تستثمر مليشيا الحوثي حرب إسرائيل على غزة عام 2023، لمحاولة تبييض جرائم القرصنة الممنهجة في مياه البحر الأحمر، ومحاولة منحها غطاءً تعاطفيا بذريعة إدخال الغذاء والدواء الى غزة، كان خبراء الأمم المتحدة لاحظوا زيادة هذه الجرائم، حيث أشار تقرير خبراء الأمم المتحدة الذي رفع إلى مجلس الأمن في 29 يناير 2022 إلى زيادة إطلاق زوارق الحوثيين والألغام البحرية والطائرات المسيرة التي تهدد سفن الشحن، والاستفادة من ميناء الصليف ورأس عيسى والحديدة لاستهداف الممرات الملاحية في جنوب البحر الأحمر.
وجاء في التقرير "فإن إطلاق القوارب المفخخة من مناطق سيطرة الحوثيين زاد بشكل كبير"، مؤكداً أن الحوثيين يتعمدون جمع هذه العبوات الناسفة المحمولة بالماء في مينائي الحديدة والصليف وإطلاقها منهما.