صواريخ ورادارات واتصالات وطائرات وزوارق.. الذراع الايرانية تبدأ تأسيس دولتها البديلة شمال الحديدة

السياسية - Monday 24 December 2018 الساعة 10:34 pm
الحديدة/المخا، نيوزيمن، أمجد قرشي:

أسست وكرست جماعة الحوثي، ذراع إيران في اليمن، في مناطق بمحاذاة الساحل شمال مدينة الحديدة، حيث تتشكل ظروف جغرافية (جبال وسهل وأحراش وساحل) مواتية، خارطة وجود أمني واستخباراتي، وقوة عسكرية وصفت بـ"الاستراتيجية" وتشمل الصواريخ الباليستية، ومنظومات اتصالات ورادارات، علاوة على قوارب سريعة، وأخيراً أسراب من الطائرات المسيرة.

من مواقعها المرتفعة في جبال ملح وجبل جدع، شرق وجنوب شرق مديرية اللحية، شمال الحديدة غربي اليمن، تشرف مواقع عسكرية مجهزة بالعتاد الحربي للمليشيات الحوثية، على الساحل اليمني والممر الدولي من وإلى باب المندب، وهو ما يجعل السفن التجارية والناقلات العملاقة في مرمى النيران والرصد المباشر.

جبال الملح وجبل جدع

وخلال الشهرين الماضيين عززت المليشيات من الاستحداثات العسكرية في المنطقة المحاذية للساحل، وأكدت مصادر "نيوزيمن"، في القرى والأديرة المحيطة بجبال الملح وجبل جدع، شرق وجنوب شرق مديرية اللحية، أن مليشيات الحوثي فرضت طوقاً أمنياً مشدداً حول الطرق القريبة من تلك الجبال، على خلفية أعمال واستحداثات عسكرية تجريها.

وقالت مصادر محلية في قرية المغافير، التي تقع في سفح جبل الملح بمسافة 2 كم من جهة الغرب، إن المليشيات نصبت رادارات على قمة الجبل، وفرضت حصاراً على قريتهم طوال أيام، ومنعت الأهالي من مغادرتها.

شرق جبال الملح

وتكرر الأمر مع أهالي "دير جومه" شرق جبال الملح، وأفادت الشهادات لـ"نيوزيمن"، بأعمال حفريات واسعة في الجهة الشرقية من الجبل. وأكد الأهالي أن ثلاثة حفارات وجرافة ومعدات حفر وسيارتي لاندروفر رباعية الدفع داومت على العمل بانتظام طوال أيام تالية وخلال الليل خاصة، وتعود المعدات قبيل الفجر نحو مديرية الزهرة.

وكان الأهالي في القريتين، طبقاً لما أورده نيوزيمن في حينه، اشتكوا أن المليشيا تقطع الطريق الاسفلتي الرابط بين مديريتي الزهرة واللحية طوال الثلاثة الأيام التي ضربت فيها المليشيا حصاراً خانقاً على قرابة 1000 أسرة في القريتين، وأن المليشيا فرضت على المتجهين لمدينة اللحية عبور طرق فرعية تلتف حول الجبل بمسافة تصل لـ 8 كم.

إعادة توزيع ذخائر صاروخية

وأضافت مصادر "نيوزيمن" في دير جومه، أن المليشيا أغلقت الطريق الاسفلتي المتجهة نحو الجنوب الغربي حتى منطقة الخوبة الساحلية، وأن معدات حفر وشاحنات تحمل معدات مغطاة بطرابيل عبرت الطريق المحاذي لهم في طريقها نحو الخوبة.

معلومات وإفادات متواترة من راصدين محليين ومصادر ميدانية، في القرى والاديرة المحاذية للطريق الاسفلتي، تجمعت لدى "نيوزيمن"، حول قيام المليشيات بتركيب جهاز رادار فوق جبل جدع ومنظومة اتصالات وأجهزة لاسلكية.

وشوهدت ناقلات عملاقة تنقل معدات وعتاداً وأجسام صواريخ باليستية معاداً تجميعها، بعضها أخلي للتو من مخازن خاصة ومستودعات حول ميناء الحديدة وأخرى من الصليف، وفقاً لما أكده أكثر من مصدر في دير راجح القريب من منطقة الخوبة الساحلية.

وعززت المليشيات تواجدها حول محيط جبل جدع القريب من ساحل البحر بمسافة 7 كم، ويشار أن موقع هذا الجبل يشرف على 12 جزيرة يفصلها عن أقرب نقطة في الساحل مسافة 10 أميال.

طائرات مسيرة من البحر

في آخر التطورات، وبصدد المنطقة الساحلية والسهلية المحاذية نفسها، قال صيادون لـ"نيوزيمن"، إنهم شاهدوا، الأحد 23 ديسمبر 2018م، سرباً من الطائرات المسيرة، متجهة إلى مناطق في الشريط الساحلي شمال محافظة الحديدة.

وأضافوا أنهم كانوا يصطادون في المساحة الواقعة بين جزيرتي "السبعة وجبل الطير"، السوابع وكبريت -كما يسميها الصيادون- في الساحل التهامي، وشاهدوا سرباً من الطائرات المسيرة متجهة نحو جزيرة كمران والصليف ومنطقة الخوبة في مديرية اللحية.

ورجحت مصادر "نيوزيمن"، أن تكون أسراب الطائرات المسيرة قد أقلعت من سفنٍ تجارية أو سفن نفط تعبر المجرى الدولي الواقع غرب الجزر اليمنية، بمحاذاة السواحل الاريترية.

وأشار صيادون، إلى أنهم شاهدوا أعداداً من الطائرات المسيرة، أكثر من مرة، تطير محلقة أعلى المجرى الدولي في طريق شرقي نحو سواحل محافظة الحديدة.

زوارق وتجهيزات بحرية

وكشفت مصادر خاصة لـ"نيوزيمن"، عن نشر الميليشيا الإيرانية 28 زورقاً على طول السواحل الشمالية لمدينة الحديدة، وزودتها بالوقود اللازم لرحلة تصل لـ12 ساعة.

وعلى امتداد السواحل الشمالية، من ميناء الاصطياد السمكي وصولاً إلى الصليف وساحل الهارونية والعلوي باللحية، نشرت المليشيات 28 زورقاً، وزودتها بالوقود اللازم لرحلة تصل لـ12 ساعة. وأبقتها على أهبة الاستعداد.

وطبقاً لمصادر أمنية واستخباراتية، وضعت الميليشيات، الذراع الإيرانية في اليمن، خطة بديلة لتهريب قيادات الصف الأول وخبراء الحرس الثوري الإيراني، وعناصر "الحشد" من مدينة الحديدة، في مواجهة خيار التحرير والحسم العسكري.

ومنعت الميليشيات الصيادين من الاصطياد في السواحل الجنوبية للحديدة، وحددت السواحل الشمالية مساراً يومياً للاصطياد، بهدف استخدامهم غطاءً بحرياً حال قررت الهروب.

في مرمى الصواريخ

توافرت خارطة التواجد والقوة على مقومات تمركز وجيش وعتاد حربي ثقيل وطيران مسير وزوارق وتجهيزات بحرية، بما فيها شبكة ألغام بحرية بمحاذاة الشريط الساحلي المحدد، وفي مواجهة سلسلة ألغام بحرية تطوق جزيرة كمران.

الخطر الذي تشكله المليشيات الموالية لإيران على الممر المائي الدولي وخطوط النقل المارة عبر باب المندب يتكرس وجوداً مزمناً، وغير بعيد عن مركز مدينة وميناء الحديدة.

علاوة على ذلك فإن مدينة الحديدة والميناء والشريط الساحلي جنوبًا، في مرمى الصواريخ الحوثية القصيرة والمتوسطة.