معركة "أبي العباس" أخرجت سلاح التحالف المفقود.. الإصلاح يرهن مصير تعز بـ"تسليح ثقيل"

السياسية - Saturday 29 December 2018 الساعة 10:30 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

انتهى حزب الإصلاح، عبر أدواته المسلحة، من معركة إخراج كتائب العقيد عادل فارع (أبو العباس) من مدينة تعز، وسط اليمن، وبدأ معركة مختلفة لابتزاز الحكومة والتحالف العربي المزيد من الأسلحة الثقيلة بذريعة "استكمال التحرير".

ويلحظ أن الإصلاح استغل خروج كتائب أبي العباس من المدينة، وعودة المعارك مع ميليشيا الحوثي إلى بعض الجبهات لمراس الضغط تجاه التحالف العربي، بحيث يضع ضمنياً تلبية شرط الحصول على أسلحة ثقيلة مقابل عدم التسليم للحوثي.

وفي وقت سابق ألمح قائد اللواء 35 مدرع العميد عدنان الحمادي، إلى تنسيق بين الإصلاح والحوثي لتوقف القتال في الجبهات. وقال في هذا الشأن: "لماذا كل جبهات القتال متوقفة، وهل هناك اتفاقيات سلام مع مليشيات الحوثي، واتفاقيات حرب مع الألوية الوطنية"، مضيفا: "هذا غير مقبول ولا يمكن أن يحدث".

وجاء تحشيد الإصلاح لمسيرات تطالب بأسلحة ثقيلة، بعد أن كشر أنيابه على كتائب أبي العباس أولاً ولاحقاً ضد التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات عبر إخراج تظاهرة في تعز نددت بالتحالف واتهمته بالإرهاب ووصفت وجوده في اليمن بـ"الاحتلال".

ورفع عناصر الإصلاح شعارات مناهضة لدول التحالف وتحملها مسؤولية انهيار العملة الوطنية، (التحالف العربي خرج من مربع مساندة الشرعية إلى الوصاية والاحتلال ومصادرة القرار اليمني، ثرواتنا لا وديعتكم.. نفطنا لا معوناتكم.. موانئنا لا هباتكم).

غير أن الإصلاح عاد لاحقاً للعب بورقة الاحتجاجات بدافع ابتزاز الحكومة والتحالف العربي، الذي سبق ووصف دوره في إسناد معركة اليمنيين ضد ميليشيا الحوثي بـ"الاحتلال".

ويقامر الإصلاح بعلاقة تعز مع التحالف العربي كمحافظة محورية في مواجهة المشروع الحوثي ويعمل بانتهازية لخدمة أجندة معاكسة للتحالف في وقت "يلوك الثوم بفم الحالمة".

في الأثناء اتجه إلى التحشيد لتظاهرات في المدينة تتبنى مطالب الحصول على المزيد من الأسلحة الثقيلة، وتكديسها لمعارك خاصة قادمة، ليس من بينها تحرير المناطق التي ما زالت تحت سيطرة ميليشيا الحوثي.

وأوكل الإصلاح إلى التظاهرات مهمة الضغط بالنيابة، لمنح كياناته الميليشياوية الأسلحة الثقيلة، متذرعاً بأن نقص السلاح هو فقط ما يعيق استكمال تحرير تعز.

غير أن هذه الجملة المطاطية سقطت مع أول هجمة على كتائب أبي العباس، إذ أظهرت الكثافة النارية التي استخدمتها –حينها- ما تسمى بقوات محور تعز صورة مختلفة، عن مزاعم قيادات المحور المتكررة بعدم توفر الذخيرة والسلاح اللازم لتحقيق تقدم ميداني على مليشيات الحوثي المتمركزة فيما تبقى من أحياء ومربعات المدينة الشرقية والشمالية.

وخاض تجمع الإصلاح، عبر ميليشياته المسلحة معارك شرسة ضد كتائب القيادي السلفي أبو العباس، التي لعبت دور رأس حربة في عمليات تحرير المدينة، وأخرج كما هائلا من الأسلحة والآليات المخفية بعدما ظل يبرر تخاذله عن تحرير المدينة بعدم وجود سلاح.

وقد أخرج مسلحو الإصلاح القناصات التي أرسلها التحالف في وقت سابق لمواجهة المليشيات وغابت في مخازن الإصلاح لتخرج أمام أبي العباس فقط.

ومن وقت مبكر عمد الإصلاح إلى تخزين السلاح لمعاركه الخاصة مع شركاء التحالف في المقاومة ضد المليشيا الحوثية، بيد أن الأسلحة النوعية التي أخفاها ظهرت في خضم المعارك ضد كتائب أبي العباس في مربعات تعز.

وعقب عمليات إنزال جوية لشحنات أسلحة من طائرات التحالف العربي، والتي استلمها الإصلاح عبر الشيخ حمود المخلافي، خرج الأول في اليوم التالي للإنزال يتحدث عن أن الأسلحة تلفت والذخيرة، أيضاً، كونها ارتطمت بعمارات وأعمدة خراسانية بينما الشحنات أسقطت في مناطق ترابية.

وتؤكد المصادر أن الإصلاح كدس الأسلحة، وكان حينها مسيطراً على إدارة العمليات العسكرية ومتلقياً لدعم التحالف المادي والعسكري، وبالمقابل يتذرع بعدم وجود الذخيرة والسلاح، ووصل الأمر إلى أن يتناوب عناصر الجيش الوطني في الجبهات على الكلاشنكوف لعدم امتلاكهم جميعاً للسلاح.

ومقابل هذه الصورة المفبركة التي يحاول الإصلاح تصديرها، أخرج في معركته ضد أبي العباس كمّاً هائلاً من السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف على مستوى كل حي وحارة في المدينة.