‏السيناريو الأسوأ يحدث في الحديدة والساحل.. كيف؟!

السياسية - Tuesday 29 January 2019 الساعة 07:04 pm
نيوزيمن، كتب/ أمين الوائلي:

السيناريو اليومي يتكرر ويتكرس على امتداد جبهات ومراكز الساحل الغربي وصولاً إلى مدينة الحديدة؛ تصعيد حوثي بلا توقف، وتقييد القوات المشتركة أيضاً بالدفاع دون الهجوم والاستهداف المبكر لتجمعات العدو المحتشدة التي راحت تشن الغارات وتحاول خلخلة الصفوف وخطوط الجبهات الساحلية والهدف الأخير خط الإمدادات الرئيس بين الساحل والحديدة.

بصورة حثيثة، واكبها نيوزيمن أولاً بأول، تضاعفت الهجمات والعمليات العسكرية للمتمردين الحوثيين بدون توقف على حيس والتحيتا وباتجاه الخوخة والفازة، علاوة على الاستهداف اليومي في الجاح والدريهمي وقرية منظر وداخل مدينة الحديدة، مع تفعيل التسللات وزراعة العبوات والألغام والمتفجرات جنوب حيس وشرق المخا ودنوا من الساحل أكثر لتنفيذ تفجيرات وجرائم تحصد المزيد من المدنيين.

المجاميع والتعزيزات الحوثية الكبيرة التي تقاطرت على مدى الأسابيع الأخيرة من محافظات مختلفة، خلال سريان وقف إطلاق النار، والتحركات والاستحداثات العسكرية، مستفيدة من غياب الرصد والقصف الجوي، توزعت على جبهات مديريات الساحل وراحت تضاعف ضرباتها وهجماتها.. في تتابع استهدف بوضوح خط الإمداد الساحلي إلى الحديدة وعزل المديريات عن بعضها.

في الوقت الذي ترى وترصد المقاومة المشتركة تجمعات وتحشيدات المليشيات فإنها مقيدة اليدين بأوامر صارمة من القيادة العليا لالتزام الهدنة ووقف إطلاق النار، الأمر الذي منح المليشيات مساحات زمانية ومكانية لإعادة التجمع والتحشيد والتعبئة والتجهيز لشن الغارات والهجمات، وانكفأت المقاومة إلى الصد والدفع، وكان عليها أن تستبق كل هذا باستهداف قوة العدو المحتشدة أولاً بأول.

حرب العصابات التي أتيحت الفرصة أمام المتمردين الحوثيين لتفعيلها واستقدام المجاميع والتعزيزات بصددها، صارت فعلاً يومياً مشهوداً بكثرة كحرب استنزاف جهة المقاومة في التحيتا وحيس والخوخة والفازة والدريهمي والجاح وحتى مركز الحديدة.

> خاص| تفاصيل تكبيد هجوم حوثي كبير في مفرق الوازعية خاصرة الساحل الغربي

وقابلتها في الجنوب والجنوب الشرقي من الساحل تسللات وحشد جهة مفرق الوازعية وجبهة البرح، ونشبت مؤخراً معركة كبيرة هناك.

بينما العبوات والمتفجرات المزروعة حديثا، عبر تسللات قادمة من حاضية في مقبنة غربي تعز ودونما صعوبة، تتكفل بالإجهاد الأمني جهة المخا وإيقاع المزيد من الخسائر المدنية.

> انفجار المخا.. 8 شهداء وعشرات الجرحى بينهم إعلاميان وإفريقيان (تفاصيل)

كل هذه المعطيات تؤكد ما سبق وعرض نيوزيمن من مخاوف وسيناريوهات محتملة على ضوء الإفادات اليومية أخباراً وأحداثاً، باتجاه تمكين المليشيات المحاصرة في داخل المدينة وقرب الميناء من إعادة التموضع والتحول إلى وضعية هجومية على طول جبهات الساحل الغربي وحتى الحديدة.

وصار لزاماً، من وقت مبكر وبصورة أوكد وأوجب الآن، أن يعاد تفعيل الاستراتيجية العسكرية لحماية وتحصين الظهر ومساحات الجبهة الساحلية قبل الوصول إلى هذا التوقيت وتوغل الاستهداف في عمق وقلب المناطق المحررة.

> التفكير باستخدام رأس الشرعية.. ما لم تحدث معجزة هذا ما سيحدث في الحديدة

ما من مبرر واحد يكبل القوات، أي قوات وفي أي حرب أو جبهة ومسرح عمليات، أمام عدو بلا رادع ويفعل ما يشاء ويعد العدة والعتاد لتطويق ومحاصرة واستهداف المعاقل الرئيسية والمراكز الاستراتيجية واختراق الخطوط والإثخان في الدفاعات وفي المدنيين حد إصابة هؤلاء بالإحباط والجنون تحت نيران وقذائف لا تكاد تتوقف يوماً أو ليلة.

عصابات تتنمر وتستأسد وتستأثر بالمسرح فيما يلتزم الجيش وضعية الصد (..) ويجمد أعصابه وروحيته العسكرية والقتالية في ظروف مشتعلة وأجواء ساحلية حارة.

أقل ما يمكن قوله، بالتأكيد؛ أن هذه ليست خطة جيدة.. ليست خطة من أي نوع.. لإضعاف المليشيات وحصرها في زاوية التسليم بالسلام.

.... ماذا نتوقع؟