المخـا.. من حملة علي بن المجثل التدميرية 1834 إلى صراع الدول الاستعمارية وحتى 1918

المخا تهامة - Saturday 04 May 2019 الساعة 11:47 pm
المخا، نيوزيمن، كتب/ عادل حسين:

الحلقة الأولى: 
> تاريخ المخا أو "مخن" الحميرية.. مدينة التجارة حكم أهلها سواحل أفريقية باسم أمير المعافر في عهد الملك "كرب إل"

الحلقة الثانية:
> المخا بعد جلاء الأتراك ”بدرٌ ضحكا“.. العصر الذهبي لمدينة القصور والميناء الرئيس لليمن و"كافي موكا"

.. وفي عام 1250هجريه -1834م تعرضت المخا لحملة علي بن المجثل (أحد أمراء عسير) الذي غزا المخا ونهبها وأفقر تجارها وأفرغ سوقها من كل ما كان فيه من البضائع والتجارة وعاثوا ولاثوا وأسرفوا في القتل والفساد.

وبسبب هذه الحملة تفرق أهلها وتشتتوا في البلدان المجاورة على ضفة الساحل الآخر، وقد حملوا معهم ما خف وزنه وغلا ثمنه، وتركوا الدور العامرة والقصور الشامخة ولاذوا بالفرار بحراً حفاظاً على حياتهم من الذل والهوان: {إِنَّ الْمُلُوك إِذَا دَخَلُوا قَرْيَة أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّة أَهْلهَا أَذِلَّة وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}. وكان معظمهم من التجار وهم من جنسيات مختلفة، عرب وهنود بيانيان وإيرانيين وأتراك وحضارم ولوات، وبقي في المدينة بعض البيوت المغلوب على أمرهم، فالمخا من بعد حملة علي بن المجثل لم تقم لها قائمه!!

كما تدهور ميناء المخا في عهد شريف (ابو عريش) بسبب إساءته معاملة التجار، وكان يفكر في إغلاق مضيق باب المندب في وجه السفن الغربية، إلا أن حكمه لتهامة لم يدم طويلاً، ففي عام 1849م أرسلت تركيا اسطولاً وقوات برية، فاستولت على الحديدة والمخا وانسحب شريف أبو عريش إلى بلادهم.

وبعد الحملة العثمانية الثانية على اليمن بدأت المخا تستعيد نشاطاتها شيئاً ما، ولكن هذا لم يدم طويلاً، حيث إن بريطانيا احتلت عدن قبل ذلك وحولت كل تجاراتها عبر ميناء عدن وكذلك راحت فرنسا توجه أنظارها إلى الساحل الإفريقي المطل على مضيق باب المندب.

ففي الوقت الذي بدأ فيه نجم ميناء المخا في الأفول أخذ نجم ميناء عدن بالصعود وعادت المراكب إلى التردد عليها من جميع الأقطار.

وفي عام 1913 أثناء الحرب التركية الإدريسية قام أسطول إيطاليا حليفة الإدريسي وعدو تركيا بضرب الحديدة والمخا والشيخ سعيد مما أدى إلى شل حركه التجارة البحرية بينها وبين الموانئ الأخرى باستثناء الموانئ التهامية التي تقع تحت سيطرة الإدريسي، بسبب فرض الحصار على الموانئ التي تحت سيطرة تركيا.

وفي عام 1331هجرية – 1913م توقف فنار المخا عن الإنارة الذي أنشأته دولة فرنسا بواسطة شركة يونانية عام 1319هجرية، وظل العمل في إنشائه حتى عام 1321 هجرية، وبدأ ينير كعلامة ملاحية للسفن، وكان عدد درج سلمه 130 درجة.

وكذلك أيضاً في هذا العام 3113 هجرية– 1913م عرضت ألمانيا على تركيا شراء ميناء المخا لتقيم فيه مستودعاً للفحم لبواخرها، إلا أن هذا العرض لم يكتب له النجاح.

وفي عام 1914 قامت الحرب العالمية الأولى، واستمرت حتى عام 1918- وانحازت تركيا إلى جانب ألمانيا ضد قوات الحلفاء، وبسببه تعرضت المخا والحديدة للقصف من القوات البريطانية، وقد انتهت الحرب العالمية الأولى بهزيمة ألمانيا وتركيا أمام قوات الحلفاء، وقد نصت اتفاقية فرساوي بين الدول المتحاربة على انسحاب تركيا من مناطقهم في آسياء وإفريقيا، وتلى ذلك صدور التعليمات من الأستانه بانسحاب القوات التركية من اليمن، وانتهى عصر الاحتلال التركي العثماني لليمن، وبدأ حكم أسرة الإمام يحيى حميد الدين.

... يتبع