انعدام الوقود وإضراب موظفي المحطة البخارية يضاعفان معاناة أهالي المخا

المخا تهامة - Wednesday 24 July 2019 الساعة 05:45 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

أثار الإعلان عن انعدام الوقود الذي تسبب في توقف المحطة البخارية في مديرية المخا وحرمان السكان من الكهرباء تساؤلات عدة عن مدى قدرة المحطة في الإيفاء بالتزاماتها ناحية السكان في ظل موجة حر شديدة تجتاح المناطق الساحلية.

وتسبب الإعلان بحالات سخط عارمة كونهم يعتمدون على الكهرباء في تلطيف الحرارة عبر تشغيل أجهزة التكييف المنزلية.

لكن ما بدا واضحاً هو أن خزانات الوقود الرئيسية بالمحطة بدت فارغة، وأن إمكانية توفيرها بصورة قريبة يبدو أمراً مستحيلاً، كما أن مشكلة أخرى بدأت تتشكل بالتوازي مع ذلك هو إضراب الموظفين للمطالبة بمستحقات مالية يقولون إن وزارة المالية منعتها عنهم.

وتحصل المحطة على حصتها من مادتي الديزل والمازوت من المصافي التي تضخها إلى الإنشاءات ومن ثم إلى المحطة البخارية، لكن التساهل بمعاناة المدنيين أخر حاجة المحطة من وقود التشغيل.

ويتراوح استهلاك المحطة البخارية من مادتي الديزل والمازوت ما بين 110 إلى 120 طناً يومياً، وبما يصل إلى 3600 طن.

وعبر سكان لنيوزيمن عن سخطهم من انقطاع التيار، وتساءلوا عن الفترة التي سيستغرق انقطاع الكهرباء عن منازلهم.

ودعا البعض إلى تبني قواعد جديدة للتشغيل، بما يسهم بعودة سريعة للتيار.

ويخشى البعض من إطالة فترة التوقف ما يحول حياتهم إلى جحيم، في ظل حرارة مرتفعة تقترب من الأربعين درجة مئوية، لكن نائب مدير البخارية باجل جعفر قال إن عودة التيار مرتبط بتوفر الوقود للمحطة.

وتسبب انقطاع التيار في خروج الأطفال والنساء، ليل الثلاثاء، إلى الشوارع الفرعية داخل الأحياء وباحات المباني السكنية.

ويبرهن الإطفاء المتكرر للمحطة وكذا تباطؤ مصافي عدن في إمداد الوقود بشكل مستمر على مدى التدهور الذي تعاني منه بعض المكاتب والإدارات التنفيذية للحكومة الشرعية.

وقال صلاح ناجي، إن إخفاق المصافي يستوجب الوقوف على حيثيات ما يجرى ووضع المعالجات السريعة.

وقال جعفر، إن وصول قاطرتين من المازوت لن يحل المشكلة ما لم يتم إمداد المحطة بما تحتاجه من وقود بشكل مستمر.

وأضاف، إن قاطرتي الوقود اللتين وصلتا المحطة، ليل الثلاثاء، لن تحل مشكلة الإطفاء سوى يوم واحد فقط، لكنه عبر عن تفاؤله بأن عودة التيار قد يستغرق ما يقارب من الخمسة أيام بعد وروود أنباء عن أن سفينة محملة بالمازوت ستصل الخميس إلى ميناء عدن.

وبرزت مشكلة أخرى هي قرار الموظفين الإضراب عن العمل للمطالبة باعتماد حوافز مالية حرمتهم منها وزارة المالية.

ويتوقع أن ينفذ الموظفون وقفة احتجاجية لتنفيذ مطالبهم، ووضع آلية شفافة لمسألة تحصيل المبالغ المالية الخاصة بفواتير استهلاك كهرباء المخا.

وتطالب وزارة المالية المحطة البخارية بتوريد مبالغ الاشتراكات الشهرية، لكن المحطة تقول إن دورها يتمثل فقط في التشغيل، وإن مكتب كهرباء المخا هو من يقوم بالتحصيل وتوريدها إلى مكتب تعز الذي يحتفظ بها مدير المكتب لنفسه.

ويرفض مكتب كهرباء تعز، منذ أشهر، توريد مبالغ الإيرادات إلى وزارة المالية.

وبحسب مصدر مقرب من المكتب، فقد رضخ أخيراً على توريد مبلغ شهر يونيو بعد تلقيه تهديداً بإيقاف رواتب موظفي مكتب الكهرباء.

وتوقع المصدر أن يصل حجم الإيرادات على أقل تقدير إلى 35 مليون ريال شهرياً، لكن مصدراً آخر قال إن المبلغ الحقيقي يفوق ذلك بكثير

ويكشف رفض مكتب كهرباء تعز توريد المبالغ، عن حجم الفساد الذي ينخر أجهزة المكاتب التنفيذية للحكومة الشرعية خصوصاً تلك التي يديرها الإخوان.

وتمتلك المحطة البخارية أربع وحدات إنتاجية ويصل ما تنتجه من طاقة إلى 130 ميجا وات، لكن الإطفاءات باتت تتكرر بشكل يومي نظراً لحاجة المحطة للصيانة وتغيير بعض تربينات توليد الطاقة، وكذا وجود محول خاص بالمخا لا تتجاوز قدرته الإنتاجية 5 ميجا، رغم أن الاستهلاك قفز إلى 10 ميجا وات قبل أن تبرز مشكلة إمدادات الوقود.