أخونة تعز مهمة قديمة في إطار أخونة الدولة.. التربية والتعليم بؤرة دسمة

السياسية - Sunday 01 September 2019 الساعة 12:28 pm
القاهرة، نيوزيمن، محمد عبده الشجاع:

كانت تعز المدينة التي تأخذ النصيب الأكبر من أي مشروع أو فكرة توجه جديدة للإخوان المسلمين، حتى في مسألة الجمعيات الوهمية التي سبق ذكرها؛ فقد أخذت النصيب الأكبر في عملية نصب متكاملة الأركان، ربما طالت كل أسرة إن لم يكن كل بيت.

لقراءة الحلقات السابقة:
قراءة في مسار الأدوات والبؤر الحاضنة للإخوان
> أخونة تعز مهمة قديمة في إطار أخونة الدولة

وعلى ذلك يمكن القياس بأمور أخرى، مسألة الخمار (اللثام)، ومحاولة الوصول إلى كرسي السلطة عبر هذه المحافظة المكتظة بالبشر.

قرار تحويل المعاهد

لم يكن قرار توحيد المناهج التعليمية، وإعادة تسمية المعاهد بالمدارس القشة التي قصمت ظهر البعير لحزب الإصلاح، لأن المسمار كان قد وصل عمق اللوح، فثمة جيل كبير قد تشبع بأفكار لا يمكن أن تتزحزح على الأقل خلال عشر سنوات قادمة، وهذا الذي حدث بالفعل، وما زالت الثمار تجنى حتى الساعة، لكن اتخاذ القرار الذي ساهم في تنفيذه دولة الرئيس (عبد الكريم الإرياني) حينها يعد رسالة قوية، أثبت أن حضور الدولة مهم، وأن القوانين التشريعية قادرة على تجاوز أي أيديولوجية أو تنظيم يعمل خارج إطار النظام والقانون.

سحب البساط

ظل الإصلاح يتوجه من خلال مظلومية المعاهد العلمية، مدعياً أنها خرجت أجيالاً، وبعثت روح الإسلام في قلوب الشباب؛ في محاولة منه لإيصال رسالة مغايرة لما كانت عليه المعاهد العلمية "حج وبيع مسابح"، لم تجد الاستغاثة وسط وعود من السلطة بأن الدعم سوف يستمر، وأن الميزانية قائمة حتى تم سحب البساط تماماً.

ذلك عمل على الحد من الأنشطة الواسعة للحزب التي كانت تقام في هذه المعاهد، ولعل توقف تدفق المدرسين الأجانب وتحديداً المصريين الذين شكلوا تجمعات رهيبة، كلها مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وكان معظم الوافدين لا يأتون إلا بتوصية من طرف ما هناك في القاهرة.

حتى إن بعض الدارسين اليمنيين في مصر ظل مرتبطاً بالجماعة طول دراسته للماجستير والدكتوراه، وكان البعض منهم مغموراً، أو من القيادات التي لها مهام مبهمة، مثل مدير أمن محافظة تعز (عبد القادر قحطان) الذي أصبح أكاديمياً فيما بعد ومدير الإنتربول في صنعاء، والذي ظل يدرس سنوات طويلة في مصر، وهو من أوائل من تم تلميعه من قبل الإخوان، وتحديداً حين كان مديراً لأمن تعز.

حيث كانت تشير المعلومات إلى أنه كان قد بدأ يلاحق الشباب المايع، والخمور، وأماكن الدعارة، والرشوة... وغيرها من قصص الإخوان.

الجامعة بيئة خصبة

خاض الإخوان المسلمون (الإصلاح) معارك تاريخية في فناء الجامعات، وبنفس الأسلوب، وذات القضايا الهامشية ظل يعمل عليها، مع استمرار قطع بطائق العضوية والتحشيد للانتساب إلى الحزب، وصل الأمر إلى الاعتراض على بعض القرارات، والتدخل في شؤون اللوائح الخاصة بالجامعات وقراراتها، وشن حملات التكفير والتهديد حتى آخر لحظات السعادة في العام 2011م.

في كل مرة كان الحزب يتكاثر كالفطريات، ليثبت مدى تشبثه بمفاصل الحياة من خلال خلق بؤر حاضنة وداعمة.

بمجرد أن فقد "المعاهد العلمية" والتي كانت تمثل الشريان المغذي لها، فكرياً واقتصادياً، كان الحزب قد تلقف أحفاده الذين تشبعوا عقائدياً في الجامعات وبلاد الغربة وحتى المبتعثين للدراسة في الخارج، مستغلاً كل المناخات الديمقراطية، والتسهيلات والامتيازات التي كان يحصل عليها دوناً عن الآخرين، حتى المنتمين إلى الحزب الحاكم حينها.

التربية والتعليم فريسة دسمة

أضف إلى ذلك عودتهم من الباب الخلفي والسيطرة على التربية والتعليم سيطرة كاملة، من بوابتين:

الوظيفة الحكومية، والتعليم الأهلي المتمثل بالمدارس الخاصة، والتي مثلت ركيزة أساسية للاستثمار السهل، فمن خلال ذلك دعم الخزينة الحزبية، وتنشئة جيل جديد يحمل ذات الأيديولوجيا التي كانت في المعاهد العلمية، وانجذب الكثير من الآباء والأمهات ودفعوا بأولادهم إلى هذه المدارس، التي كانت تحت إشراف وزارة التربية والتعليم التي يسيطرون عليها أصلاً، مستغلين المحاصصة القائمة، والمناخ الديمقراطي الذي قدم لهم خدمات جليلة على حساب التجانس الاجتماعي.