في "المسار الجانبي" بعيداً عن التحالف: رُسُل ورسائل "الشرعية" من مسقط

السياسية - Monday 23 September 2019 الساعة 12:22 am
المخا، نيوزيمن، أمين الوائلي:

انتقل ثلاثة من قيادات الشرعية و مساعدي الرئيس هادي من الرياض والقاهرة إلى العاصمة العمانية مسقط في توقيت حساس ولافت، بعد أيام قلائل من تصدر ثلاثتهم حملة تصعيد لم تعد مقتصرة على الإمارات بل شملت أيضا السعودية والتحالف والدعوة إلى مغادرة الجميع اليمن وإنهاء التدخل. ويلعب التوقيت مجددا ضد "النوايا الحسنة" بالنظر إلى تزامن وتداعيات (هجمات 14/ 9).

رُسُل ورسائل 

الأمر يتعلق بنائبي رئيسي مجلسي الوزراء والنواب ووزير النقل؛ أحمد الميسري وهو أيضا وزير الداخلية والذراع اليمني لهادي، وعبدالعزيز جباري وكان قبلا في موقع نائب رئيس الوزراء ووزير الخدمة المدنية وصار بالتزكية نائبا لرئيس البرلمان في اجتماع سيئون، وصالح الجبواني.

وثلاثتهم ظهروا، فجأة، في صورة جماعية -رسلاً- بعد وصولهم العاصمة العمانية؛ البلد غير العضو في تحالف دعم الشرعية، انتقالا من عاصمة التحالف. وحيث يتمتع الحوثيون ووفدهم بإقامة طويلة واعتبرت مسقط مقرا لهم على مدى سنوات الحرب و في لقاءات وجولات المبعوث الأممي والمسئولين الغربيين.

قيل -تخفيفا من صخب وثكثف دلالات الخطوة- إنهم في طريقهم ربما إلى المهرة وشبوة (..) التي يمكنهم وصولها مباشرة عبر منفذ الوديعة كما امكنهم الوصول بالطيران إلى سيئون ومنها إلى شبوة أو مأرب.

مصدران: تكتل حول الرئيس وراء تعطيل حوار جدة قطعاً للطريق أمام "قوى جديدة"

أما المهرة فليس لهم على الإطلاق أي عمل فيها، إلا من باب النكاية بالسعودية، على اعتبار ما كشفته الصحافة الغربية والبريطانية خصوصا، مؤخرا، حول التورط العماني المتزايد في حروب الوكالة من بوابة المهرة، والتعبير البريطاني عن القلق إزاء ذلك.

لجوء مسئولي الشرعية ومن مستوى الدائرة الأقرب للرئيس في هذا التوقيت إلى أخذ خطوات متسارعة بمضامين سياسية عالية النبرة يعطي في المحصلة انطباعا حول تأزم حقيقي تعيشه الشرعية تجاه التحالف ككل ودولتيه بتفاوت آخذ في التقلص كما يظهر في تصريحات وبيانات الرجال المحيطين بهادي.

عن "خلية مسقط"

الحديث عن مسئولين رسميين وقيادات تنفيذية وسياسية في حكومة وطاقم مستشاري ومساعدي الرئيس ينقل النقاش من التحليل إلى منطقة متقدمة جدا في الأداء والممارسة الفعلية؛ حيث يتصرف هؤلاء من مواقعهم الرسمية.

ولم يصدر حتى حينه أي تعليق أو تعقيب رسمي ورئاسي يفيد غير هذا. حتى بعد أن نقل أحدهم قبل أيام لوكالة روسية على لسان الرئيس شخصيا طلبه من السعوديين المغادرة والإماراتيين معا.

جاء التصعيد، بداية من البيان الثلاثي، في أجواء هجمات وتداعيات 14 سبتمبر أيلول على منشآت أرامكو، الأمر الذي فهم منه تفعيلا للضغوط والاستثمار في أوقات استثنائية وطارئة على السعوديين.

ومن شأن خطوة أخرى، من قبيل الانتقال إلى مسقط، أن تعزز وجاهة المعلومات والاستنتاجات حول انعطافة حقيقية في أداء وأولويات الشرعية والقوى الفاعلة والمؤثرة في قراراتها نحو تفعيل مسارات جانبية مبكرة كانت قد بدأت في وقت أبعد بالإشارة إلى ما صار يعرف بـ"خلية مسقط".

على أن التطور جاء أيضا في ظل مؤشرات قوية ومتراكمة على إعطاء الأولوية للتفاوض مع الحوثيين مقابل تموضع متشدد تجاه القضية الجنوبية بخلفية الأحداث والتطورات التي شهدتها عدن وأبين وشبوة في الأسابيع الأخيرة.

في "المسار الجانبي"

كشف نيوزيمن في تقرير حصري، الجمعة، سيناريو مسار جانبي اختطته رئاسة الشرعية مبكرا، بمعطيات توافقية مع المبعوث الخاص مارتن غريفيث ورعاية بريطانية أمريكية؛ يقضي بتفعيل وتسريع التفاوض مع المتمردين الحوثيين نحو "احتواء الحرب" ووضع التحالف في صورة أمر واقع.

ومثلت الحديدة أكبر وأخطر محطاته (المسار). علاوة على إهماد مسارات العمل العسكري في معظم وأهم الجبهات. بالتزامن مع لقاءات عقدت في طهران بين وفد الحوثيين وسفراء بريطانيا ودول أوروبية اخرى. تبعتها تصريحات أمريكية منفتحة للحوار المباشر مع الحوثيين.

وطرأ في نفس السياق مستجد معبر، وبات مارتن غريفيث يتولى تسويق ما يطلق عليها "مبادرة أنصار الله" تجاه السعودية ووقف الهجمات. انتهزها غريفيث فرصة ليشدد في بيان، السبت، على "أهمية الاستفادة من هذه الفرصة" كما راح يحث السعوديين.

وخلال هذا كله ظهر رجال هادي ومساعدوه الثلاثة في مسقط. بينما الأمم المتحدة أصدرت بيانا باسم الأمين العام، تعبر عن قلقها على الحوثيين في الحديدة، تجاه غارة جوية نفذها التحالف شمال الحديدة، الجمعة، "ضد أهداف عسكرية مشروعة" بعد الإعلان عن تحركات حوثية في ساخل البحر الأحمر وإحباط هجوم إرهابي بزورق مفخخ.

وكشفت إعلان مفاجئ الأسبوع الماضي من اللجنة الاقتصادية الحكومية عن اعتماد الشرعية للحوثيين مبكرا (من دون إشهار) مسرحية الانسحاب الأحادي واستبقت لديهم وفي قبضتهم الموانئ والسلطة المحلية والأمنية. وهذا يؤخذ جزءا من ترتيبات وتوافقات المسار الجانبي.

من "باب خلفي"

بيانا مسقط والدوحة وتعليقات الإيرانيين اتفقت فيما بينها بتطابق عقب هجمات 14 سبتمبر /أيلول حول الدعوة إلى وقف الحرب وأن الهجمات "لا طائل منها" في تنسيب حصري لمسئولية الهجمات إلى الحوثيين بخلاف الواقع والدلائل والتحقيقات القائمة. حتى السعودية نفسها قالت تنتظر نتائج التحقيقات. 

وطالبت السلطنة المبعوث الخاص بدعوة الأطراف اليمنية إلى لقاء وتفاوض على وجه السرعة لإنهاء أو لاحتواء الحرب. هذه الجملة قالها غريفيث في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن ونسبها قولا للرئيس هادي.

والشاهد أن الدعوة جاءت من غريفيث عطفا على مبادرة حوثية بينما الشرعية أول الذاهبين أو الواصلين إلى مسقط، وهي التي تمنعت وتشددت تجاه الحوار في جدة مع الانتقالي الجنوبي تحت سقف إصلاح وتوسيع الشرعية والمشاركة في الحكومة والقرار.

دخول مسقط بقوة في خط التحالف، وهذا يعني تماما الدوحة وطهران، يضع السعوديين والتحالف مرة أخرى أمام "أمر واقع" في العلاقة المتحفزة مع الشرعية التي قالت مصادر نيوزيمن في تقرير الجمعة أنها "أضمرت مبكرا التمرد على التحالف وغافلت الرياض".


تفاصيل أكثر:

> حصري - رئاسة "الشرعية" غافلت الرياض وأضمرت "التمرُّد" على التحالف -مبكراً- وفعَّلت مساراً جانبياً

> غريفيث يسوِّق "مبادرة" الحوثيين ويحث السعودية "الاستفادة من الفرصة".. وموقف أول للرياض

> الشرعية تلزم الصمت.. الأمم المتحدة "قلقة" على الحوثيين في الحديدة

> قرارات هادوية جديدة لشرعية تحتل السعودية وتُبقي الحرب في خدمة “إيران”

> الشرعية تصعِّد في توقيت مريب.. مستشار هادي: الرئيس طلب من السعوديين المغادرة هم والإمارات

الشرعية وإهلاك المواقف.. بيان عُقال الحارات الثلاثي في حضرة حكام الفندق الأربعة