سرقة المحاصيل من أفواه المزارعين.. تعميم حوثي جديد

متفرقات - Monday 14 October 2019 الساعة 04:42 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

أصدرت مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- تعميماً قسرياً جديداً على المزارعين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها منذ انقلابها على مؤسسات الدولة في سبتمبر 2014م.

وفي انتهاك سافر لحقوق المواطنين، والبحث عن إتاوات جديدة، تثقل كاهل المزارعين، فرضت مليشيات الحوثي إجراءات رقابية على العاملين في قطاع الزراعة، ووسعت دائرة رقابتها على أنواع وحجم محاصيلهم الزراعية الموسمية.

ووجّه مدير شرطة مديرية خمر بمحافظة عمران، المعيّن من مليشيات الحوثي، المزارعين وملاك الأراضي الزراعية بما وصفه "الالتزام بمواعيد الصّراب" تحت ذريعة إنضاج الثمار، وحتى يتم تحديد موعد الصراب من عاقل المنطقة أو من المزارعين أنفسهم.

وتوعد التعميم الحوثي -حصل نيوزيمن على نسخة منه- بمعاقبة المخالفين "من قبل السلطة المحلية والامن"، حسب التعميم الصادر بتاريخ 13 أكتوبر 2019م.

واعتبر عبدالله الغولي -مزارع من أبناء محافظة عمران- التعميم الحوثي مقدّمة لفرض إتاوات غير قانونية جديدة على المزارعين، وتهيئة لمصادرة كميات من محاصيلهم الزراعية الموسمية تحت حجج ما أنزل الله بها من سلطان.

وقال الغولي: "موسم الصراب أو الحصاد لا يمكن توقيته، فهو يختلف من منطقة إلى أخرى ومن حقل زراعي إلى آخر وحتى في ذات المزرعة الواحدة"، موضحاً أن الأمر مرتبط هنا باختلاف موسم الأمطار وتوقيت ري الحقول من مياه الآبار.

ويذكّر تعميم مليشيا الحوثي بمعاناة اليمنيين أيام حكم الكهنوت الإمامي حينما كان المواطنون يموتون من شدّة الجوع والفاقة في وقت كان موظفو الإمام يجوبون المزارع والوديان الزراعية لنهب المحصول، وكانت مخازن النظام الإمامي المستبد ممتلئة بالمحاصيل الزراعية من الحبوب والذرة وغيرها لما يكفى لتأمين غذاء شعوب مجاورة للشعب اليمني.

وفي هذا السياق يروي الناشط الإعلامي والسياسي نبيل فاضل، حكاية متناقلة في منطقته تقول "إنه في عهد الإمام في إحدى القرى المجاورة لمنطقتهم مات قرابة 40 شخصاً من الجوع"..

ويضيف فاضل: "وعندما سألت أبي عن السبب قال كان المثمّر حق الإمام (يعتقد أنه موظف الإمام المعني بتحديد موعد الصراب) يأتي ويأخذ بالقوة المخظّر (بداية الثمر الناضج) ويترك الناس يموتون جوعًا، واتضح فيما بعد أن خزائن الإمام بها من القمح ما يكفي شعوباً"..

وفي مقاربة تاريخية لافتة يقول فاضل: "وها هو الزمن والتاريخ يعيد نفسه أمام كهنوتي سلالي قتل الشعب حربًا، ومن لم يمت قتله جوعاً، لم يترك للناس لقمه عيش إلا وأكلها من أفواههم".