نبيل الصوفي
الصوفية والسلفية ودعاة صراعات اندثرت
يا صديقي.. لو لم تقرأ في كتب التاريخ عن الصراعات بين الصوفية والسلفية وبين القبور والأضرحة، لما عرفت عن هذه الصراعات شيئاً.
لا تحي علينا صراعات اندثرت، لمجرد أنك عشتها في صفحات كتاب تم تأليفه في القرن السابع.
التوحيد والشرك لهما تعبيرات مختلفة اليوم، تعيش بين يديك وأمام سمعك وبصرك وأن تتعايش معهما وقد تكون أنت أحد أكثر الناس قرباً من الشرك وبُعداً عن التوحيد في يومياتك العملية من حيث لا تعلم.
فيما تنشغل بإثارة معارك كانت قيّمة ومهمّة في زمانها ومكانها.
لا تداوِ الناس للطاعون لمجرد أنك قرأت عنه، فيما هم لم يعرفوا الطاعون ولا عاشوا فترته.
ما يتهدد التوحيد في نفوس الناس اليوم، مرتبط، مثلاً، بالرزق.
فجميعنا نركض ركض الوحوش حول المال، ثم لا نحظى بلحظة يقين أن الرزق بيد الله ومنه..
أو حتى بالعصبيات المتعددة.
فالكثير منا يرى عصبيته إلهاً يعبد من دون الله، فيستحل الحرمات في سبيلها من حيث يعلم أو لم يعلم.
الشرك اليوم يتسلل عبر ماديات لا تُعد ولا تُحصى تجعلك تؤمن أنها هي الفاعلة.. وهي الموجِدة.. وهي من تقرر المصير.
الشرك اليوم يخطف نفوسنا من حيث لا نعلم.. وأنت مشغول بمسجد أبيض ما عاد يزوره أحد حتى للصلاة، فضلاً عن ما هو شرك بالله.