كل سلطة بالعالم وإن كانت دكتاتورية، تعمل على حل الاحتقان وتيسير الحياة لمواطنيها إلا "سلطة الحوثي" الوحيدة على الأرض التي تفتعل الأزمات حتى تمشي تجارة أسواقها السوداء.
لهذا يسمى "كهنوت"..
كان "الإمام" يهمه تكديس الحبوب والذهب بالمدافن ولا يعنيه موت الشعب بالمجاعة ونحن نعيد تجريب المجرب.
* * *
خلال لفة بسيطة حول الفيس وجدت ناسا يحاولون البحث عن حل لمشكلة المواصلات وآخرين مشكلتهم في الكهرب والبعض بالغاز.
لا أحد يشير بأصبع السبابة ولا الوسطى لوجه عبدالملك الحوثي، الذي اعتدى على حياتهم كلهم بداعي ألف جرعة ثم تركهم غارقين في وحل من المشاكل..
لا حل لمشاكلكم.
* * *
حتى أشد الناس نقدا للحوثي بيكون الطرح: احكم سوا، فقط الخارج يناشده بالسلام والداخل يتسول منه الخدمات، وأشد الناس معارضة يتمنى أن يعود إلى منزله، وأشد المنظمات غلظة وسعيا للعقوبات تمنحه سيارات لينزع ألغامه التي زرعها أوساط المدنيين.
وأشد التعاطف الإنساني الغربي يمنحه اتفاقا بمزاعم إنسانية وهو يترنح لحمايته من السقوط.
لم يمنح لكيان هذا الدلع كله وعاده يغنج ويزيد يعصر.
يجب هدم مسمى الأمر الواقع، فلا أمر واقع غير الشعب وطالما الشعب يذهب للمساربة ولا يعي أنه صاحب حق ولو كانت الدولة في حرب كونية مش إلا في تبة طلعت وتبة نزلت.
ثماني سنوات المفروض لا يقال للتحالف ايش فعل، لأن مجرد العودة لاتفاق ظهران الجنوب وانسحاب الحوثي من الحدود ونزع الألغام منها، فيعتبر التحالف فعل الكثير وطعفر أضحوكة الحج بالشاصات أعشار.
ثماني سنوات كافية لكل من في مناطق سيطرة عبدالملك الحوثي للقول: ماذا فعلت بعد كل ما استنزفته من استقرارنا وأموالنا ودماء أولادنا وتحشرنا بايديولوجيتك في معزل عن محيط يمنا الكبير وعمقنا العربي والإقليمي؟.... مقابل ماذا نطيل الصبر عليك؟!
المشكلة أنه مفهمهم هو ومليشياته أنه اللي صابر عليهم.. ويالها من سخرية.
حتى الآن ليس هناك من يلوح بجر عبدالملك لمحكمة الجنايات، بل الكل يراوده عن نفسه كمكون يمني!
نعم مكون يمني، ويطالبونه بأن يعترف بباقي المكونات اليمنية وهو يرفض ذلك دون الإقرار بصرخة الخميني وصية على اليمن.
* * *
وأنت تسارب أو تصارع للعيش أمام أبسط البديهيات لمقومات الحياة الطبيعية بكرامة قل: سلام الله على عفاش.
لا تقلها للترحم على الرجل، ولكن وقعها في قلوب المستفردين اليوم بالسلطة والثروة أشد من الرصاص.
قلها لتدافع بها عن نفسك.
تمتم بها كالتسبيح رفضاً لأسلوب الحياة الذي يحاولون تدجينك فيه.
الرجل قد مات ولن يستفيد شيئا لكن الفائدة منها ستصلك لا محالة.
أنت لم تعد تحقد عليه اليوم إنما تحقد على حياتك ومستقبلك.
وإذا تملك خطابا ثوريا غيرها سيشجعك الجميع.
المهم انفض فكرة التدجين بالشكل والطريقة التي تراها مناسبة.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك